عقدت جلسة بحثية ضمن فعاليات مؤتمر أدباء مصر، الذي اختتم فعالياته أمس في محافظة المنيا، وكان عنوانها "تجليات الهامش الدينى".
وخلال تلك الجلسة تناول الكاتب طلعت رضوان موضوع "الهامش الدينى فى الأعمال الأدبية"، مركزا على عدد من الأعمال الأدبية التى يظهر فيها الدين بوصفه موضوعا للعمل القصصي، وأشاد برواية "المهدي" للكاتب الراحل عبد الحكيم قاسم، موضحا أنها "تناولت الموضوع أو الهاجس الديني على نحو متفرد".
وقارن رضوان بين هذا العمل وبعض أعمال يوسف إدريس التى يظهر فيها "المتغير الديني أو فكرة الحلال والحرام من الناحية الاجتماعية"، وتناول كذلك عدة روايات وأعمال قصصية لشباب الكتاب من أجل الإلمام بعينة ممثلة للأعمال الأدبية للأجيال كلها، وخلص إلى أن مشكلة التعصب الديني الراهنة، تقف عقبة أمام إقامة الدولة المدنية.
أما فؤاد مرسي فقد تناول "التدين الشعبي.. أزمة المصطلح ومرايا الأزمة"، وأوضح فى مستهل كلامه أن هناك خلطا شديدا بين الدين، وهو أمر إلهى قطعى ثابت، وبين التدين، وهو سلوك إجتماعي وممارسة إنسانية، وقد أدى ذلك إلى سوء فهم المصطلحات المشابهة لهذين المصطلحين، مثل الخلط بين "التصوف والطرق الصوفية"، فالتصوف هو منظور وجودي كوني للفكر، في حين أن الطرق الصوفية هي مؤسسات اجتماعية وسياسية.
وأشار إلى وجود صراع بين مؤسسات الفتوى وهذا يؤدي بالضرورة إلى محاولة الجماعة الشعبية البحث عن مصادر أخرى للفتوى، ومنها المذاهب الفقهية التى تعتمد على الإباحة والتخفيف واتباع الأعراف الاجتماعية، موضحا أن الأبعاد السياسية للفقه الرسمي والشعبي لا تخطئها العين.
وختم اللقاء بكلمة قصيرة لطلعت رضوان أكد فيها ضرورة التوحيد بين ديانات المصريين عبر الأخلاق والقيم الكلية المشتركة بين المسلمين والمسيحيين، وأكد أيضا ضرورة التخلص من فتاوى الإرهاب والتعصب.
أما فؤاد مرسى فنوه بأهمية الحوار حول قضايا الدين والتدين الشرعي، لأن الحوار سيصل بنا إلى ضفاف الاتفاق والتواصل الصحي بين أبناء الوطن الواحد.
