لا يحمل في يده سوى الهدايا، كل همه أن يسعد الناس والأطفال بحلول عامهم الجديد، ليستقبلوه بابتسامة وفرح، يتجه دائمًا نحو الفقراء ليحقق آمالهم وأمنياتهم، ويزين لهم الأشجار، ذاك هو بابا نويل الأسطورة، ولكن أن يأتي بابا نويل في أوروبا أو أمريكا شيء، وأن يأتي في الأراضي المحتلة شيء آخر، ففي فلسطين يصلنا المشهد بشكل مختلف، حيث لا وقت للهدايا، ولا وقت للفرح، يخرج كل عام متمنيًا أن يرى فلسطين في حال أفضل، ولكن يقف له جنود الاحتلال بالمرصاد، يوجه لهم الهدايا مبتسمًا، رافعًا علم بلده، فيصوبون نحوه الرصاص، وهو ما حدث هذا العام.
"شادي حاتم"، ذاك المصور الفلسطيني الشاب، الذى اعتاد كل عام أن يوثق مسيرة بابا نويل بفلسطين، ليحكي لنا قصة بابا نويل هذه السنة، فقال فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" : "نظمت اللجنة الشعبية المقاومة للاستيطان مسيرة انطلقت من وسط المدينة ببيت لحم، بعنوان حرية الاحتفال بالميلاد، وارتدى عدد من النشطاء ملابس سانتا كلوز، رافعين الأعلام الفلسطينية، وحاملين الشعارات التي تدعو إلى ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية".
وتابع: "فجأة وبدون مقدمات، وكما اعتدنا كل عام، انهالت قنابل الغاز المسيل للدموع على رؤوسنا عند جدار بيت لحم، فما أن وصلنا بالمسيرة السلمية إلى حدود الجدار الفاصل، المقام في موقع مسجد بلال بن رباح، أو ما يُعرف بدوار القبة شمالي المدينة بدأت قوات الاحتلال بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين بحالات إغماء وغثيان، وداهم جنود آخرين المسيرة، واعتدوا على المشاركين فيها".