"حاملا فأسه على عاتقه، بهندامه غير المنظم، يسير إلى جواره صديقه " أبو قردان"، شاردا بنظراته، مطأطئ الرأس، ضاربا كفا على آخر، يفسر ما وصل له حال أرضه وحال ماشيته، ليعلمه الفلاح المجاور له فى الأرض عن آخر نبأ طالعته به الأنباء من " ارتفاع سعر الأسمدة الزراعية بنسبة ١٥٪، و25% زيادة بأسعار العلف مع ثبات أسعار التوريد لتسود حالة من الغضب والشعور بالظلم وسط تلك الفئة التي لم يعد لها ذنبا سوى الانهماك في مواسم زراعية لم تعد تثمن ولا تغني من جوع.
يقول الحاج عبدالنعيم سعودى: إن " الوضع أصبح لا يطاق، فبيع الأرض أو تبويرها هو الحل الأمثل، القيراط بعد التبوير يصل لـ ١٧٩ ألف جنيه، وذلك بعد الارتفاع الذى شهدته الأسمدة فيصل سعر شيكارة اليوريا ١٠٠ جنيه بالجمعيات الزراعية وفى السوق السوداء ٢٠٠ جنيه.
وأكد على عبدالقادر، مزارع، أن" الحكومة لا ترعى المزارع الصغير، بل تحاول إسقاطه، فالأسمدة غير متوفرة من الأساس في الحمعيات، وإن وجدت فإنها توزع بالمحاباة والمجاملة، والأرض لم تعد تأت بهمها بعد ثبات سعر التوريد للحكومة والمضارب لينطبق علينا المثل: "رضينا بالهم والهم مش راضى بينا".
ولم يعد مصدرا لتخصيب الأرض حتى السماد الطبيعى لم يعد متواجدًا بعد ارتفاع سعر الأعلاف لتصل الزيادة الأخيرة إلى ٢٥٪ وذلك منذ يوم واحد بعد الارتفاع الذى شهدته بعد زيادة سعر البنزين فوصل سعر "جوال الردة" ١٣٠ " جنيها، وسعر " جوال الكسب" ١٧٥" جنيها بعد ان كان السعر ١٥٠ جنيها.
من جانبه، قال إبراهيم حسين مدير عام الإنتاج الحيوانى بمديرية الزراعة بالشرقية" الإنتاج الحيوانى يشهد إقبالا ضعيف من قبل المزارعين بعد الارتفاع المتواصل للأسمدة والأعلاف، فكل منهم يؤثر بشكل كبير على الآخر، فالسمادة يمد الأرض بالقوة فتعطى محصول يساعد الماشية على النمو بشكل طبيعى وصناعة الأغلاف، والأعلاف تجعل الحيوانات أكثر انتاجا وسماد طبيعى لتخصيب الأرض الزراعية، وهما غير متواجدين الآن، وكان الله فى عون الفلاح، خاصة المزارع الصغير.