لم يخطر على بال خبير الثعابين كمال بدوي، من مواليد مكة المكرمة، يومًا أن يوصله شغفه بهذه المخلوقات المرعبة إلى العالمية، هو يذكر فقط إنه كان صاحب هواية غير تقليدية قبل أكثر من 40 عاما مضت، كان طفلا حينها يلهو بالأفاعي في بيت والده، إلى أن قرر أن يتركه وثعابينه التي أرعبت العائلة حينها في غرفة صغيرة في فناء البيت.
وحقق "بدوي" رقما قياسيا عالميا بأطول فيديو وثائقي معرفى في العالم مدته 21 ساعة و48 دقيقة و52 ثانية، من إعداده وتقديمه وتصويره واخراجه وانتاجه، محطمًا به رقم قياسي ليتخطى المغني الأمريكي ألفيس بريسلي بفيديو مدته 13 ساعه و53 دقيقه انتجته شركة إنتاج أمريكية ضخمة.
وقال بدوي: "اتخذت من قرار والدي حينها فرصة، فأنا الآن حر في اعتقادي وبحثي ودراستي ودفاعي عن هذا الكائن، الذي طالما شعرت أن قصص وأساطير السلف أدخلته ظلما دائرة سوداء في إدراكنا واعتقادنا منذ أن كنا صغار، بدأت أجمع الثعابين وأتعرف عليها وأعرف الضار من النافع منها، أتفحصها واعرف مميزات كل صنف فيها، واقتنيت أكثر من 3000 ثعبان حتى تمكنت بعد عشرين عام من البحث من تأليف موسوعة عالم الثعابين التي كانت ولا زالت الأولى في الوطن العربي.
وقال "بدوى": "لست رجلا استعراضيا ابدا ولا أرغب في تقديم عروض أمام الجمهور بقصد الإثارة، لكن شغفي أخذ منحى البحث العلمي الصحيح المتكامل، ربما هذا ما دعا القائمين على مؤتمر(Tedx) العالمي إلي دعوتي للحديث ضمن فعاليات المؤتمر عن تجربتي مع عالم الثعابين وعن حياتي بشكل عام وقصة للنجاح التي ارغب بتعميمها على الأجيال القادمة بهدف الإفادة، كأن شريط العمر بمشقته وعقباته وحلوة ومره وفرحة النجاح فيه مر أمام عينيه مسرعا".
وتابع بدوي: "آمل أن يؤمن الشباب العربي بأحلامهم ويطوروا هواياتهم لنراهم يوما ما نجوما ساطعة في مجالات اهتمامهم حينها فقط سيشعرون بقيمة الحياة وسيعرفون معنى السعادة الحقيقية".