السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البابا فرنسيس الأول أمريكي لاتيني معادٍ للاهوت التحرير !

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اختار مجمع الكرادلة الكاثوليك الكاردينال جورجيو ماريوبير جوليو(فرنسيس الأول) بابا جديدًا للفاتيكان، وهو من مواليد بيونس آيرس بالأرجنتين 17 ديسمبر 1936، راهب يسوعي وكان رئيس أساقفة العاصمة منذ 1998 وأصبح كاردينالًا 2001، والبابا فرنسيس أول الباباوات من خارج أوروبا من بطرس الأول وحتى بندكتوس السادس عشر(267).
ومن المعروف أن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني كان أول بابا من خارج إيطاليا، وهكذا ندرك التحول الكبير الذي حدث بكرسي روما، علما بأن الكرادلة الذين لهم حق التصويت 115 (أقل من 80 سنة) بينهم 60 من أوروبا منهم 28 إيطاليًّا، في حين أن كرادلة أمريكا اللاتينية 10 رغم أن نسبة الكاثوليك في أمريكا اللاتينية 50% من كاثوليك العالم، في حين لا يزيدون في أوروبا على 10% ! ولذلك يرجح الخبراء أن الاختيار للاجتماع الذي عقده البابا بندكتوس مع نخبة من الكرادلة وأوصاهم بأن ترشح الأقلية اللاتينية 3 مرشحين تختار منهم الأغلبية الأوربية بابا حرصًا على وحدة الكنيسة ويبدو أن ذلك الذي تم.
ورغم أن البابا الجديد أول بابا يسوعي إلا أن بعض الأوساط قريبة الصلة من اليسوعيين في الأرجنتين لم تبدِ ارتياحًا.
ففي كتاب “,”الصمت“,” للصحفي الأرجنتيني أوراسيوبير بتسكي يذكر شهادتين لكل من لاندو يوريو، فرانسسكو خاليكس، أكدا خلالهما أن الكاردينال جورجيو (البابا الحالي) كان متعاونًا مع الحكم العسكري حينذاك وسلم لهم اثنين من الكهنة اليسوعيين من مناضلي لاهوت التحرير، ورغم ذلك يعد البابا فرنسيس الأول (نسبة للقديس فرنسيس كاسيفاريوس أحد مؤسسي الرهبنة اليسوعية) أكبر نصير للفقراء في القارة اللاتينية، وغاسل ومقبل أقدام الأطفال مرضى السرطان.
وهكذا يمثل البابا الجديد الحل الوسط التاريخي، فهو يمثل أمريكا اللاتينية ولا يمثل لاهوت التحرير، محب للفقراء ومعادٍ للثورة، ومن المعروف أن البابا السابق بندكتوس كان من المحافظين وأشد المعادين للاهوت التحرير ولعب دورًا مهمًّا مع الكاردينال راتسنجرا برئاسته مجمع العقيدة قبل انتخابه بابا في مكافحة حركة لاهوت التحرير في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وكان نتاج ذلك وفق تقارير الكنيسة المعمدانية أن أكثر من 70 مليون كاثوليكي تحولوا للمذهب المعمداني في أمريكا اللاتينية، ومن المعروف أن لاهوت التحرير مزج بين حب المسيح التفضيلي للفقراء وبين الفكر الثوري الماركسي، واستطاعت هذه الحركة أن تنتصر للثورة والفقراء في أمريكا اللاتينية، ولكن استخدام قسم من الحركة للعنف جعل الكنيسة تأخذ موقفًا من الجميع ولكن لاهوت التحرير أصبح تاريخًا، وهناك لاهوت جديد يسمى لاهوت الحياة، ولهذا قصة أخرى.