أكد وزير الداخلية الهادي مجدوب أن 800 تونسي عادوا من بؤر التوتر، مشيرا إلى "أن الوزارة لديها كافة المعطيات المتعلقة بهم، وأن هذا الرقم نشرته وزارة الداخلية"، مشيرا إلى "'إمكانية وجود عدد آخر لا تتوفر حولهم أية معلومات'".
وقال مجدوب: إن وزارة الداخلية على استعداد للتعامل مع المئات من العائدين من بؤر التوتر، مبرزا أن "الوزارة لديها كافة المعطيات اللازمة المتعلقة بالتونسيين الموجودين في بؤر التوتر".
وتجري في تونس، تعبئة واسعة في الإعلام ومنتديات المجتمع المدني، رافضة لعودة الإرهابيين، الذين يرون أنهم يمثلون خطرا على استقرار المجتمع، وعلى تواصل مسار الانتقال الديمقراطي.
في هذا الإطار، نُظّمت اليوم السبت مظاهرة أمام مجلس نواب الشعب (البرلمان)، رفعت فيها شعارات رافضة لعودة الإرهابيين.
وأكد المتظاهرون على أن تورط هؤلاء في الإرهاب، قد أسقط عنهم الجنسية التونسية، ومحملين السلطات كل المسؤولية في التهاون مع هذا الملف الهام الخطير والذي يهدد وحدة المجتمع وتماسك مؤسسات الدولة.
وكان تقرير صادر عن معهد "كويليام" البريطاني، المختص في مكافحة الإرهاب والتطرف، أكد أن تونس تتصدر قائمة البلدان المصدرة للمقاتلين، من المتطرفين إلى بؤر التوتر، خاصة في سوريا.
وأشار التقرير إلى أن عدد المقاتلين التونسيين تجاوز الثلاثة آلاف إرهابي. كما تطرق التقرير إلى ما سمّاها بـ"جاذبية" الحركات المتطرفة وقدرتها على استيعاب الشباب في تونس.
وشهدت تونس خلال سنتي 2012 و2013 عمليات انتدابات واسعة، شملت آلاف الشباب من الذين تم تسفيرهم في رحلات منظمة للقتال في بؤر التوتر خاصة في سوريا والعراق وليبيا.
وتمت عملية "التسفير" هذه بمشاركة قيادات متطرفة تنتمي أو قريبة من حركة "النهضة" الحاكمة آنذاك.
وقد تنامت أعداد التونسيين المجندين للقتال في سوريا وغيرها من بؤر التوتر في العالم، حيث أشارت العديد من التقارير الإعلامية والاستخباراتية إلى أن أعدادهم في ارتفاع، ما يجعل من تونس "بلدًا مصدرًا للإرهابيين".
وفي هذا الإطار أكدت دراسة قام بها "المعهد البريطاني للدفاع" أن عدد المقاتلين التونسيين في سوريا يتراوح عددهم بين 3 و4 آلاف مقاتل.