قال الناقد الدكتور صلاح فضل، تعليقًا على تصريحات الروائي رؤوف مسعد حول مقاله "رؤوف مسعد يكتب.. اللارواية زهرة الصمت": "أتفهم جيدًا كيف تقبل الكاتب رؤوف مسعد مقالي في البداية وفهم الغرض منه واعترف بأنه لم يقصد كتابة رواية على الغلاف، وأن دار النشر هي التي ورطته في تصنيف الكتاب على اعتبار أنه رواية؛ لكنني لا أعرف كيف يذهب في سوء الظن بمن يحاوره بأن يتصور أنني وقفت على معلومات نقدية عند مبادئ أرسطو في وحدات تسلسل المسرح، وبهذا يتضح أنه يجهل تمامًا الأشياء البديهية في الحياة العربية النقدية".
وأشار في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، اليوم السبت، إلى أن مسعد لا يعرف أنني منذ أربعين عاما لم أُدخل التيارات النقدية الحديثة من بنيوية وسينيولوجيا وتفتيت وجماليات القراءة والتأويل وتحليل الخطاب إلي النقد العربي بأكملة، لأنني أول من أدخل علم السرد إلى الجامعات المصرية والعربية، وإنني ألفت كتابًا صغيرًا عن أساليب السرد في الرواية العربية، وابتكرت فيه منظور جديد لدراسة الروايات العربية على أساس علمي وجمالي وفني جديد غير مسبوق في النقد العالمي".
وأكمل حديثه قائلًا: "لو قرأ فقط الفصل الأخير من كتابي "بلاغة الخطاب وعلم النص" الذي صدر منذ عشرين عامًا، وهو الفصل المعنون "ببلاغة السرد" لأدرك أنني أنجزت فيه مجمل نظريات السرد العالمية بما لا يستطيع أن يفهمه أو يتصوره كل العرب المقيمين في المهاجر الغربية، فعيب هؤلاء المبدعين أنهم لا يقرأون، ولا يدركون حجم الخلفية المعرفية والجهاز النظري الذي يعتمد عليه كثير من النقاد العرب، ولو راجع كتابًا واحدًا من حوالي عشرون كتابًا أصدرتهم في نقد الرواية لما جرؤ على أن يقول: إنه سيوضح لي الاتجاهات الحديثة في النقد الروائي العالمي، من حق مسعد أن يدافع عن روايته كما يشاء، ولكن ليس من حقه أن يتهم محاوره بالجهل دون أن يقرأ إنتاجه أو يطلع عليه".
وأكد فضل، إنه عندما يقدم الرواية التي شوهها التي لا تمثل أحسن درجات إبداعه ولا أفضل إنجازاته لعيوبها الشديدة التي أشرت إليها في تصريحات أخرى، فمن حقه أن يفعل ذلك ولو أعطتها لجنة التحكيم أعلي الجوائز، فسوف لا يغير ذلك من وجهة نظره التي يدركها القراء المتأملون للنص السردي وهو لا يستطيع بأي حال أن يبرر نقل عشرات الصفحات حرفيا من المراجع التاريخية دون أن يغير فيها كلمة واحدة، فهذا تهاون وإهمال في حق نفسه أولا، وإساءة لتاريخه ينبغى ان يصحهها بدلا أن يدافع عنها بطريقة مغلوطة، فأنا لا أمنعه من استخدام المراجع ولكنني آخذ عليه نقله الحرفي لعشرات الصفحات.
وأضاف متسائلًا: "أين الإبداع إذن؟"، وقال: "هذا لا يجعلني أقلل من شأنه الشخصي، فلا زلت أكن له التقدير والاحترام وأدعوه أن يترفع عن المغالطة ويعترف بخطأه".
يذكر أن الروائي الكبير رؤوف مسعد، قال في تصريحات خاصة: إنه تقدم بروايته الأخيرة "زهرة الصمت" للمشاركة بمسابقة معرض القاهرة الدولي للكتاب للرواية، في دورته الثامنة والأربعين، وأن قبول الكتاب بمسابقة روائية ضمن معرض هام يؤكد أنها رواية هادفة تحمل أهداف وأفكار تتوافق مع التوصيف الخاص بها، مؤكدًا أن فوزها يعد ردًا قويًا على تلك المقالة.