الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بالصور.. 2016 العام الأسوأ على أهالي رأس غارب.. السيول تسببت في مصرع وإصابة العشرات.. محافظ البحر الأحمر: كارثة لم أتوقعها.. والأهالي واجهوها بجهود ذاتية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد عام 2016 هو الأسوأ على سكان مدينة رأس غارب والتى تعتبر أكبر المدن فى مصر إنتاجا للبترول وهو ما يقرب من 1/3 إنتاج المحلى، وكانت قد ضربتها السيول فجر يوم 28 من أكتوبر الماضى، حيث علت أصوات أجهزة الإنذار الخاصة بشركات البترول رجال وسيدات وأطفال يهرولون فى كافة أنحاء المدينة للبحث عن أماكن مرتفعة للنجاة بحياتهم، بعد أن هاجمت السيول المدينة من إتجاه جبل الشيخ فضل غرب المدينة، خلفت خلفها حتى الآن 11 ضحية وأكثر من 40 مصابًا.
"كارثة طبيعية، ومأساة إنسانية" أقل ما يمكن وصفه لعاصمة البترول الأولى فى مصر، الحيوانات النافقة فى كل مكان، العقارب والثعابين والحشرات هاجمت الأسر، الجميع فى الشارع والجميع ملابسه من بدايتها لنهايتها مبللة وممتلئة بالطين، وتعبوا من محاولة إخراج مياه السيول من المنازل وجلسوا ينتظرون فرج ربهم، والكثير رضا بقضاء الله وقدره واستمر فى طرد ما خلفته السيول بمنزله.
"عـند الـشدائد تـصنع الـرجال" كلمات برهنها كافة أهالى البحر الأحمر، حيث سطروا ملحمة شعبية حيث تطوع عدد كبير من شباب مدينة الغردقة ومدينة القصير وسفاجا للمشاركة فى عمليات الإنقاذ لأهاليهم وأقاربهم بالمدينة المنكوبة، كذلك قدموا المعونات ومساعدات من الخبز والبطاطين والمراتب والمواد الغذائية والأدوية.
كان الأهالى صبوا جام غضبهم على نواب مجلس النواب بالبحر الأحمر والاجهزة التنفيذية، إعتراضًا منهم على ضعف إجراءات الدولة فى مواجهة ازمة السيول، كما قاموا بمنع موكب المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء من دخول المدينة مطالبين منه السير على قدميه، ثم طلبوا منه بعدها الدخول إلى المناطق المتضررة من السيول مترجلا، وعدم استقلال السيارة، وهو ما استجاب له رئيس الوزراء للمرة الثانية، وقال للأهالى "أنا مش هامشى إلا لما أشوف كل حاجة".
ثم توجه موكب رئيس الوزراء إلى "مركز الشباب" الذى أغرقته المياه بالكامل، سيرًا على الأقدام بناء على طلب الأهالى، وصعد إلى أعلى سطح النادى الرياضى، وشاهد حجم الكارثة بنفسه، ثم طالبه الأهالى بتفقد المدينة من الداخل، وهو ما استجاب له رئيس الوزراء.
وعند الدخول بالسيارات اعترض الموكب عدد من الأهالى، وأوقفوا موكب رئيس الوزراء، ثم تجمع عدد كبير أمام الموكب، وهنا قررت المجموعة المسئولة عن تأمين الموكب بعدم استكمال الجولة، والعودة إلى الغردقة.
من جانبه أعلن اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، أن رأس غارب كانت خارج التوقعات تماما، مشيرا إلى أنها حالة تشبه "تسونامي"، مضيفا وجدنا اندفاع كم من المياه من غرب المدينة على طريق الشيخ فضل، امتدادها مسافة كم غرب غارب، وارتفاع المياه زاد عن 100 متر، سرعة المياه زادت لـ20 كم في الساعة".
وأضاف: "السيول هناك فعلا كارثة، المياه تجرف الصخور وكل شئ أمامها، من شدة اندفاعها دخلت على الأدوار الأرضية وأطاحت بالأجهزة وكل شئ وتوجهت إلى البحر".
من جانبه أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أنه تم توفير 600 وحدة سكنية بمشروع الإسكان الاجتماعي، لتوزيعها على متضرري السيول.
وأضاف مدبولى، أن الوحدات جاهزة للتسليم الفوري، تشطيب كامل، 3 غرف وصالة، بمساحة 90 مترًا، مشيرًا إلى أنه منذ حدوث كارثة السيول تم التنسيق مع كل الجهات، لتخفيف الأضرار عن سكان المدينة، وتعويضهم.
و بوصول اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لرأس غارب، والذى أعلن منذ اليوم الأول له أنه لن يغادر المدينة حتى يتم رفع الآثار الناجمة عن السيول بالكامل، شهدت المدينة تطورًا ملحوظًا.
حيث تمكنت معدات القوات المسلحة من إعادة فتح الشوارع المغلقة، كذلك توزيع المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية على المواطنين بالمدينة.
لم ينتظر أهالي رأس غارب تدخل الحكومة لحمايتهم من أخطار السيول خاصة بعد التحذيرات الأخيرة بشأن احتمالية تعرض المحافظة لأمطار تصل لحد السيول، حيث حمّل بدر عبدالسيد من أهالي المدينة على عاتقه حماية المدينة من تعرضها لموجة سيول أخرى، وهو ما دفعه للتوجه بمعدات المحاجر التي يمتلكها إلى طريق "رأس غارب - الشيخ فضل" إلى مخر السيول لتغير مسار السيل وإنشاء حواجز ترابية ومصدات بشكل مؤقت لحين قيام الحكومة بإنشاء عددا من السدود تحمى المدينة من مخاطر السيول.
و أكد عبدالسيد أنه تم تحويل مسار السيل لينزل على البحر بدلا من المدينة، مضيفا أنه جاري الآن إنشاء 3 سدود ترابية وتغير مجرى السيل في منطقة وادي أبو حاد، وساتر ترابي مرتفع مع وضع مصدات خرسانية بعرض الطريق لتحويل مياه السيول في حالة وجودها إلى مسارها السابق لطريق غرب بكر شمال رأس غارب.