السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

"نورا العبسي" من مهندسة معمارية لـ"ناقشة حناء" بعد حرب اليمن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواجه المرأة بالبلدان العربية التي تعيش حالة الحروب العديد من الصعاب والتحديات، ولكنها لم تستسلم للظروف ومن بين تلك النماذج، المهندسة المعمارية اليمنية نورا عبدالعليم العبسي، التي أجبرتها الحرب على الانتقال من عملها الرئيسي المتوقف بسبب النزاع، إلى حرفة نقش الحناء.
تخرجت العبسي قبل سنوات من كلية الهندسة، قسم العمارة، في جامعة ذمار الحكومية، والتحقت بالعمل في شركة أهلية في مدينة الحديدة غربي البلاد، وعملت فيها قرابة ثلاثة أعوام، قبل أن يتوقف عمل الشركة كغيرها من الشركات اليمنية التي تأثرت كثيرا بسبب الحرب وقررت إغلاق أبوابها.
تقول العبسي التي لاقت مؤخرا شهرة كبيرة في اليمن ان الحرب أثرت على جميع اليمنيين، وكان تأثيرها عليها أيضا من الناحيتين النفسية والمادية، وعلى الرغم من هذه التأثيرات السلبية للحرب على حياة العبسي نفسيا وماديا، إلا أنها تقول: ظروف الحرب علمتني عدم الاستسلام للواقع البائس بل جعلني النزاع في البلاد أقوم بتنمية هواياتي ومهاراتي وأستفيد منها وجعلت منها حرفة. 
وأضافت، خلال تصريح خاص لبوابة العرب، لجأت إلى حرفة نقش الحناء بعد أن أغلقت الأبواب أمامي، وعدم حصولي على عمل في مجال تخصصي، حتى وإن وجدت عملا فدخله لن يفي بكامل احتياجاتي كوني مستقلة ماديا.
وقد كان انتقال الشابة اليمنية نورا من الهندسة المعمارية إلى نقش الحناء بمساعدة بعض الأصدقاء، الذين كان لهم إسهام في إشهار عملها الجديد، وقامت بتحضير بطاقات ورقية تعريفية لعملها الخاص بنقش الحناء، كتبت عليها رقم هاتفها، كما أنشأت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ونشطت في ذلك، وأشهرت نفسها.
كما تقول العبسي إنه مر عام كامل على بدئها في عملها الجديد نقش الحناء، الذي كانت تعمل فيه بشكل غير واسع، وقت دراستها الجامعية، قبل أن تقرر إيقافه بعد التخرج من الجامعة.
وأضافت، مع الظروف الصعبة التي نعيشها في البلاد حاليا، عادت لي الفكرة من جديد رغم أنها متعبة جدا، وفي بلد مثل اليمن لا يكون الدخل الذي يحصل عليه المرء من حرفة يدوية موازيا لقدر الجهد والتعب اللذين يبذلهما، مشيرة إلى أن معاناتها في هذه الحرفة، بجانب أنها تحب الرسم من الممكن أن يطورها كثيرا.
وتعاني الفتاة في اليمن، العديد من الصعوبات في حياتها أكثر من الرجل، بسبب بعض العادات والتقاليد التي قد لا تفضل بعض أعمال المرأة. 
وتشير العبسي إلى أنها واجهت صعوبات كثيرة بسبب انتقالها لعمل نقش الحناءخصوصا كونها فتاة تعيش في مجتمع يؤمن بالتقاليد والأعراف، قائلة: أريد أن أكون مستقلة في المجتمع، وهذا ليس سهلا بالنسبة إلي.. إنها مسألة كرامة أن أستقل ماديا وتكون لي حياتي الخاصة.. هذا مهم جدا.
وعلى الرغم من الظروف التي تعاني منها البلاد المؤثرة سلبا على نفسيات السكان، تكافح العبسي كثيرا في سبيل الخروج من الوضع البائس الذي تعيشه بلادها، عن طريق الغوص في واقعها الخاص، كالاستماع إلى الموسيقى، والرسم، والقراءة.