سقوط حلب يعمق الخلافات داخل مجموعات المتمردين.. والاختبار المباشر لترامب فى معركة الرقة
وصف الباحث الإسرائيلى، أودى دِيكل، فى دراسة له نشرتها دورية «باط عال» التى يصدرها معهد الأمن القومى الإسرائيلى، صمت العالم أمام ما جرى فى حلب، بأنه يثبت أن الذين وعدوا بإحداث تغيير فى سوريا لم يصمدوا عندما حانت ساعة الامتحان، مضيفًا أن الولايات المتحدة التى تعهدت بالتوصل إلى حل سياسى ينهى حكم الأسد لم تحرك إصبعا، أما القوى السنية الأساسية فى المنطقة، مثل السعودية وتركيا فلم تفعلا شيئًا لوقف القتال الذى خاضته روسيا وإيران من أجل إنقاذ الحكم العلوى بزعامة الأسد، فيما تخلى المجتمع الدولى عن الشعب السورى، لافتا إلى أن الشيء الأبرز هو فشل سياسة الولايات المتحدة فى سوريا، فبينما كان وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، كما قال: يتحدث مع وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف، فى محاولة للتوصل إلى حل، كانت الطائرات الروسية ومدافع الأسد تقصف المنطقة المحاصرة.
وتوقع ديكل، أن سقوط حلب سيعمق الخلافات داخل مجموعات المتمردين، وبينهم وقيادة المعارضة السياسية، لافتا إلى أنهم سيتبنون النموذج الأفغانى مع قوى منتشرة ومتحركة تعرقل كل إمكانية لإقامة نظام مستقر وطبيعى فى سوريا.
وأضاف أن الاختبار المباشر للرئيس ترامب سيكون فى المعركة على الرقة، عاصمة تنظيم داعش فى سوريا، حيث سيتعين عليه أن يقرر ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدفع بالقوات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية التى رعاها الأمريكيون للسيطرة على المدينة قبل أن تفعل قوات الأسد ذلك، أم أنه سيسمح لقوات الأسد بالسيطرة على الرقة، وتعزيز صورة الأسد كمحرر سوريا من يد تنظيم داعش، وكمنتصر على الإرهاب السلفى - الجهادي.
من جانبه رأى المحلل العسكرى، رون بن يشاي، أن الأسد حقق مع شركاؤه إنجازًا عسكريًا ضخمًا بعد أن حسموا المعركة فى حلب، مضيفًا أن نهاية الحرب لا تزال بعيدة والقتال قد يستمر وقتًا طويلًا، مؤكدا أن الرابح الأساسى من انتصار الأسد فى حلب، هم أبناء الأقلية العلوية والأقليات الأخرى وبينهم السنة من أبناء الطبقة الوسطى، حيث السيطرة على حلب تمنح النظام فوائد استراتيجية كثيرة، منها أن المدينة كانت تستخدم كجبهة خلفية لوجستية وعملياتية للجيش السورى، وسقوطها فى يد النظام يقطع الطريق على المتمردين مع قواعدهم فى تركيا.
أما المحلل الاستراتيجى، إيال زيسر، فرأى فى مقاله بجريدة «إسرائيل اليوم» أن انتصار بشار الأسد فى معركة حلب، هو انتصار لبوتين وحرس الثورة الإيرانى والمقاتلين من قبل طهران فى سوريا، وحسن نصر الله زعيم حزب الله، مضيفًا أن الثلاثة التقوا فى تحالف واحد استطاعت موسكو من خلاله العودة كمنتصرة إلى الشرق الاوسط، أما إيران فقد ضمنت مكانتها كقوة عظمى إقليمية لها تأثير، إلا أن هناك كما قال بين موسكو وطهران خلافات جوهرية حول المستقبل البعيد، أو من الذى يجب أن يسيطر فى سوريا ويفرض على بشار خطواته، متوقعًا أنه حتى الآن، وفى السنوات القريبة، فإن شراكة المصالح بينهما ستستمر، بل وستزداد.