حذرت نقابة الصحافيين التونسيين أمس الجمعة، من "تصاعد التضييقات الأمنية" على مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية في تونس وذلك إثر دخول مراسل تليفزيون إسرائيلي (منتحلاً صفة كاتب ألماني) البلاد، بعد اغتيال مهندس منتصف هذا الشهر في عملية نسبتها حركة حماس لإسرائيل.
وقالت "النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين"، وهي هيئة مستقلة، في بيان إن "مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في تونس" اشتكوا خلال اجتماع عام الجمعة بمقر النقابة من "تصاعد التضييقات الأمنيّة في حقهم في المدة الأخيرة".
وحمل هؤلاء "وزارة الداخليّة ومصالح رئاسة الحكومة مسؤوليّة ارتفاع وتيرة الاعتداءات في حقهم والتي تتمثل أساساً في المنع من العمل والتصوير دون مبررات، وطلب تراخيص استثنائية لا ينص عليها القانون، والتدخل في المضامين الصحافيّة، والتعطيل التعسفي في منح تراخيص التصوير، والتهديد بحجز معدات العمل" وفق البيان.
وقالت النقابة إنها "ترفض بشدّة التعلل بحماية الأمن الوطني لفرض خناق على حرية الصحافة وضرب الحق في النفاذ إلى المعلومة المكفول دستورياً" وترفض "كل إجراءات استثنائية مخالفة للدستور والقوانين والمعاهدات الدوليّة في مجال حرية التعبير والصحافة".
ودعت السلطات بالخصوص إلى "منح تراخيص تصوير لمدّة سنة باسم القنوات والوكالات المعتمدة في تونس بدل التراخيص الشهرية" و"منح جميع الاعتمادات والتراخيص السنوية والمؤقتة من طرف مصالح الإعلام والاتصال برئاسة الحكومة دون غيرها".
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب حول الموضوع من الحكومة.
وكان عثر على مهندس ميكانيك الطيران محمد الزواري (49 عاماً) الذي يحمل الجنسيتين التونسية والبلجيكية، في 15 ديسمبر، مقتولاً بالرصاص داخل سيارته أمام منزله بمنطقة العين من ولاية صفاقس ثاني أكبر مدن تونس، بحسب ما أعلنت السلطات.
ودخل مواف فاردي الصحافي في القناة العاشرة الإسرائيلية تونس ظهر يوم 17 ديسمبر (كانون أول) قادماً من إيطاليا بجواز سفر ألماني وقدم نفسه على أنه "كاتب"، وغادرها صباح اليوم التالي، بحسب وزارة الداخلية التونسية.
وانتقل الصحافي يوم 17 ديسمبر إلى صفاقس التي تبعد نحو 270 كلم جنوب العاصمة تونس، وأنجز تحقيقاً صحافياً أمام منزل الزواري وحاور عدداً من المواطنين وعاد مساء إلى العاصمة حيث قضى الليلة في فندق حجز فيه عبر الإنترنت.
وقبل مغادرته تونس، سجل الصحافي مراسلة (غير مباشرة) في مكان يبعد نحو 200 متر عن مقر وزارة الداخلية من دون أن تنتبه إليه قوات الأمن رغم أنه كان يحمل -خلال التسجيل- شعار القناة ويتكلم باللغة العبرية.
والإثنين أعلنت وزارة الداخلية "ضبط" 6 تونسيين ساعدوا الصحافي وفتح تحقيق بشأنهم، وبشأن عناصر أمن قد يثبت تقصيرهم.
واستدعت وزارة الخارجية التونسية الإثنين، سفير ألمانيا "لطلب توضيحات" حول "هوية" الصحافي وفق بيان للوزارة.