الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

اللي يقدر على ربنا.. يقدر على مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحم الله زعماء الأمة العربية الكبار الذين حفروا أسماءهم فى التاريخ بأحرف من نور: الشيخ زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والملك عبدالله بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، والملك فيصل خادم الحرمين الشريفين، فالزعماء الثلاثة كانوا عنوانًا للفروسية والعروبة ورمزًا لوحدة الأمة العربية، وكانوا أيضا محبين بل عاشقين للشقيقة الكبرى مصر، نظرًا لمواقفها الثابتة تجاه «أمتها العربية».
فالشيخ زايد، رحمه الله، وحد دولة الإمارات ونهض بها وبشعبها الطيب ومواقفه الوطنية تجاه مصر وأمته العربية ناصعة البياض، وقبل وفاته أوصى أولاده الطيبين بمصر خيرًا، ولا يمكن أن ينسى شعب مصر الشيخ زايد وأولاده على مواقفهم الوطنية والمشرفة تجاه مصر سواء فى حرب أكتوبر ١٩٧٣ أو بعد ثورة ٣٠ يونيو والدعم السياسى والمادى لمصر وشعبها وهذه المواقف النبيلة للشيخ زايد وأولاده هى جزء من أدبيات فرسان الإمارات.
أما الملك فيصل، خادم الحرمين الشريفين، رحمه الله، فقد كان بحق زعيمًا وطنيًا وعربيًا، ومواقفه تجاه أمته العربية مشرفة ومضيئة وكانت مصر فى القلب من الزعيم العربى الراحل، وموقفه تجاه مصر فى أكتوبر ١٩٧٣ حين منع البترول عن أمريكا والغرب بسبب دعمهما لإسرائيل ضد مصر.
أما خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، فمواقفه العربية والقومية المشرفة تجاه مصر لا تعد ولا تحصى ومحفورة فى قلوب المصريين خلال فترة حكمه، ودعمه السياسى والاقتصادى لمصر بعد ثورة ٣٠ يونيو.
أما ما يحدث اليوم فى الأمة فهو شيء محزن ومؤسف، فمن غير المعقول أن أكبر دولتين عربيتين فى الشرق الأوسط وتربط بينهما علاقات تاريخية راسخة، هما مصر والسعودية، يحدث بينهما خلاف بين القيادتين السياسيتين فى مصر والسعودية: الرئيس السيسى والملك سلمان، بشأن موقف كل من الدولتين بالنسبة للشقيقة سوريا، وكانت الشعوب العربية تعلق الآمال على الدولتين الشقيقتين الكبيرتين لتوحيد الصف العربى وتكوين قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات والتهديدات التى تواجه الأزمة العربية فى مصر والسعودية وسوريا وليبيا واليمن.
لكن ما يحدث اليوم من الشقيقة السعودية تجاه مصر يثير الكثير من علامات الاستفهام.
ما معنى أن يعلن مجلس التعاون الخليجى تضامنه مع قطر، الراعى الرسمى للإرهاب فى المنطقة، ضد مصر بشأن تورط دويلة تميم فى حادث الكنيسة البطرسية الإرهابى، بعد اعتراف وزير خارجية قطر بزيارة مفجر الكنيسة لقطر قبل الحادث بأيام.. هل هذا يعنى أن المجلس يدعم إرهاب قطر فى مصر وسوريا وليبيا والعراق؟! مع أن العاهل السعودى الملك عبدالله، طيب الله ثراه، علق عضوية قطر فى مجلس التعاون بسبب دعمها للإرهاب وكراهيتها لمصر.
أيضًا تراجعت السعودية عن التزاماتها بتوفير البترول لمصر بموجب اتفاق بين الحكومتين، هل ذلك بسبب اختلاف الرؤى بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والرئيس السيسي؟!.
وأخيرًا كانت زيارة مستشار الملك سلمان لسد النهضة لدعم إثيوبيا فى بناء السد، والعاهل السعودى يدرك أبعاد هذه القضية التى تهدد أمن مصر القومى المائى، وأن هذا السد يعرض شعب مصر للتعطيش والهلاك.. هل من المعقول أن الملك سلمان يقصد الإضرار بمصر وشعبها من أجل خلاف سياسى لدولة عربية، هى سوريا، معرضة للتدمير والتقسيم وهى فى النهاية جزء من الأمن القومى المصرى والعربي.
لا أعتقد يا جلالة الملك سلمان أن مصر وشعبها وقائدها يستحقون الضرر والهلاك، فمصر دوما قلب الأمة العربية، وهى عمود الخيمة كما قال خادم الحرمين الراحل، الملك عبدالله، وإذا انكسر عمود الخيمة انكسرت الأمة العربية.
ومصر يا جلالة الملك سلمان لن تركع إلا لله سبحانه وتعالى، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومصر قرارها الوطنى مستقل، ومصر لن تجوع أو تموت من العطش لأن الله عز وجل تكفل بأمن واستقرار هذا البلد الطيب عندما قال على لسان سيدنا يوسف لإخوته: «إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين».
نتمنى فى مصر أن تكون السعودية بلدًا آمنًا، ومصر وسائر بلاد المسلمين.. لكن تذكر يا جلالة الملك أن التاريخ يكتب بأحرف من نور مواقف الرجال الأبطال الذين ينحازون لأمتهم العربية فى مواجهة قوى الظلام التى تريد أن تعصف بها، مثلما خلد التاريخ العظماء من أمثال الملك فيصل والملك عبدالله والشيخ زايد، رحمهم الله وطيب ثراهم.
وأختم مقالى بجزء من مقال صحفى عربى سعودى بعنوان: «مصر ليست صدفة».
- ليست صدفة أن يختص الله فى كتابه مكانين بالأمن والأمان:
- الأول: بيت الله الحرام.
- الثاني: مصر بطولها وعرضها.
- ليست صدفة أن تكون مصر البلد الوحيد الذى ذكر فى كل الكتب السماوية: التوراة، والإنجيل، والقرآن الكريم.
- ليست صدفة أن تحدث «المجاعة فى شبه الجزيرة العربية» ويموت الناس جوعًا، ويرسل الفاروق عمر بن الخطاب يطلب الغوث من مصر ويكتب فى رسالته ٣ كلمات: «وا غوثاه.. وا غوثاه.. وا غوثاه والسلام» فيجتمع المصريون ويقررون إنقاذ إخوانهم فى شبه الجزيرة العربية ويرسلون قافلة أولها فى المدينة المنورة وآخرها فى القاهرة، ويدعو الفاروق عمر بن الخطاب لمصر وأهلها بالخير والنماء والرخاء.
يا جلالة الملك سلمان حنانيك بمصر، وزى ما قال قائد مصر الرئيس السيسي: «اللى يقدر على ربنا.. يقدر على مصر».