واصلت النيابة العامة بمدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، اليوم، تحقيقاتها
حول تمكن حملة من الإدارة الصحية بالمنزلة، والتفتيش الصيدلى، والرقابة والأمن
الصناعي من ضبط ثلاث شقق سكنية بالمدينة يتم تصنيع أدوية علاج فيروس سي وبداخلها
كميات كبيرة من المواد الكيماوية الخام والأعشاب والعبوات التى يتم تغليفها كدواء
لعلاج فيروس سي بأسماء عالمية.
وقال الصيدلي أحمد أبوالنصر، المتهم بإنشاء مصنع بدون ترخيص
لصناعة الأدوية بالاشتراك مع الطبيب محمد يسري المغازي، نجل عضو مجلس النواب عن
دائرة بلقاس خلال التحقيقات: إن المواد المضبوطة داخل المصنع ليست بعقاقير طبية، ولكنها مصنعة من الأعشاب، وأنه يمتلك رخصة مزاولة مهنة وجميع المنتجات المضبوطة تم
استيرادها من الخارج ولها إفراج جمركي رسمي، وأنه ليس مسئولا فقط عن المصنع، ولكنه
شريك لنجل عضو مجلس النواب ووكيل لجنة الإسكان والمرافق بمجلس النواب.
وكشفت التحقيقات، عن أن هناك عقدا بالشراكة بين الطبيب الصيدلى
ونجل النائب البرلماني ووجود سجل تجارى باسمهما، ما استدعى سحب عينات من المضبوطات
وإرسالها للمعامل المركزية للتحليل، وبيان أنواع تلك المنتجات.
"البوابة نيوز" تواصلت مع الطبيب محمد يسري المغازي، نجل عضو مجلس
النواب المتهم، والذي أكد أن الأدوية التى تم ضبطها داخل المصنع خاصة بأحد العمال
ولدينا فواتير خاصة باسم العامل الذى قام بجلبها داخل الشقة.
ونوه الطبيب المتهم في تصريحات خاصة لـ"البوابة
نيوز"، بأن المكان الذى تم ضبطه هو مخزن لمواد خام وليس منتجا نهائيا والمواد
الأولية تخزينها لا يتطلب اشتراطات معينة، ويجري حاليا استخراج التراخيص ولا يوجد
دليل واحد على قيامنا بتصنيع الأدوية داخل المخزن المضبوط.
ووصف نجل البرلماني الدكتور أحمد أبوالنصر، شريكه بأنه رجل
ملتزم، والكبسولات التى تم ضبطها والخاصة بعلاج فيروس سي لا تدخل في إنتاج عقار
فيروس سي المعروف للجميع، قائلا: إن "سعره أصبح رخيصا ولا يمكننا تصنيعه".
وقال محمد المغازي: "النيابة تباشر التحقيقات وإذا ثبت تورطي بتلك
الواقعة فسأطالب بتوقيع أقصى عقوبة حال ثبت قيامنا بتصنيع أدوية مغشوشة والاتجار
بأرواح المواطنين".
وفي السياق، اتهم النائب يسري المغازي، عضو مجلس لنواب عن دائرة
بلقاس بمحافظة الدقهلية ووالد الطبيب، المحاسب حسام الدين إمام، محافظ الإقليم،
والنائب إلهامي عجينة عضو مجلس النواب عن دائرة بلقاس، بالزج باسم نجله في قضية
مصنع الأدوية.
وأضاف المغازي، أن المحافظ والنائب إلهامي عجينة أرادا تصفية
حسابات شخصية معي عن طريق نجلي والذى يعمل بمجال تصنيع الأدوية والمستلزمات الطبية
ويمتلك مصنعا بالمنطقة الصناعية بالعصافرة.
وأشار البرلماني إلى أن موقفة كان واضحا من محافظ الدقهلية إبان
أزمته مع النائب وحيد قرقر بعد قيامة بطرده من مكتبه، واتخاذه موقفا ضد النائب
إلهامي عجينة عقب تصريحاته المثيرة بشأن إجراء كشوف عذرية للطالبات بالجامعات، وهو
ما جعلهما يجتمعان من أجل الاتفاق على الانتقام مني.
وأوضح النائب البرلماني أن نجله محمد لا يعلم عن محتوى المنتجات
التي تم ضبطها داخل المصنع بالمنزلة، مشيرا إلى أن نجله شريك للصيدلي أحمد
أبوالنصر ولكن يمتلكان مصنعًا مرخصًا بالمنطقة الصناعية لتصنيع الأعشاب الطبية ولا
يعلم شيئا عن ذلك المصنع غير المرخص.
وتابع المغازي تصريحاته قائلا: "نجلي يستثمر أمواله فقط وليس له علاقه بالإدارة، والمسئول عن إدارة المصنع هو الدكتور أحمد أبوالنصر؛ لأنه طبيب معروف ومشهور في مجال صناعة الأعشاب الطبية".
من جانبه، نفى المحاسب حسام الدين إمام، ما يردده النائب، مشيرا إلى أن الحملة التى داهمت الشقق السكنية والتى يتواجد بها المصنع من الإدارة الصحية بالمنزلة والتفتيش الصيدلى والأمن الصناعي والرقابة ووجدوا كميات كبيرة من العقاقير والعبوات الفارغة التى تتم تعبئة تلك المواد بها وطرحها كأدوية.
وأضاف إمام أنه ليس طبيبا كي يحدد نوعية تلك المواد، مشيرا إلى أن الأجهزة المعنية هى من تتابع الأمر وتم إرسال عينات للمعامل المركزية لتحيل تلك المضبوطات.
فيما قال النائب إلهامي عجينة،
عضو مجلس النواب عن دائرة بلقاس بمحافظة الدقهلية: إن تصريحات النائب يسري المغازي
ما هى إلا محاولة منه لإبعاد التهمة عن نجله، والذى ثبت اشتراكه بإنشاء المصنع
والاتجار بأرواح الفقراء.
وقال عجينة: "يسري بيحاول يزج بي فى أى حاجة، يعني هو أنا اللى قلت لابنه روح افتح مصنع وتاجر بأرواح الناس".
ووصف عجينة أن تصريحات المغازي بأنها تهريج ومحاولة لتوزيع الاتهامات على الناس، بدلا من أن يعترف بتورط نجله بالواقعة.
كانت حملة مكبرة من الإدارة الصحية بالمنزلة
والتفتيش الصيدلى والرقابة والأمن الصناعي وقوة من ضباط مباحث مركز المنزلة قد
تمكنت من ضبط شقتين بعقار بشارع عبدالمنعم رياض بمدينة المنزلة يستخدم فى تصنيع
الأدوية وبداخلة ١٩٠ كرتونة بها برطمانات فارغة لتعبئة الدواء و٦٠٠ زجاجة من أدوية
العلاج، وبراميل بلاستيك سعة (٢٠-٣٠-٥٠ لترا) تتم صناعة الدواء الشراب وكميات كبيرة
من البودرة غير معلومة المصدر وزجاجات تحمل أسماء بعض الأدوية ومعبأة بأقراص
وكبسولات مجهولة بالإضافة إلى جراكن معبأة بمواد مجهولة، وكميات هائلة من المواد
الخام والكيماوية التي تحمل تواريخ صلاحية سارية وأخرى منتهية، و500 ألف ستيكر
لوضعها على الزجاجات محلية الصنع والمستوردة، وكميات كبيرة من الأغلفة والعبوات
الفارغة وأخرى معبأة، وكبسولات مصنعة عبارة عن أدوية مخدرة وأعشاب مجهولة المصدر
وأدوية للتخسيس، ومستحضرات تجميل وكميات كبيرة من الأقراص غير معروف تركيبتها وآلات
ومعدات للتصنيع تحمل أسماء تجارية لأدوية علاج الفيروس وماكينات تستخدم فى صناعة
عبوات الأدوية وإسطمبات لتصنيع الأقراص والكبسولات وشكائر بها بودرة "مادة
كيماوية" مكتوب عليها بلد المنشأ الصين وهولندا ومستندات خاصة بطلبيات موجهة
لصيدليات بالقاهرة والجيزة.
