"الكلام عنه لن ينتهى".. بهذه الجملة بدأ المخرج أحمد سمير فرج حديثه لـ"البوابة ستار"، معربًا عن حزنه الشديد لفراق ساحر السينما المصرية النجم الكبير محمود عبدالعزيز الذى وافته المنية 12 نوفمبر الماضى.
وقال سمير: إنه أخرج آخر أعمال الدرامية "رأس الغول"، الذى استطاع الساحر قبل رحيله أن يقدم لنا عملًا مختلفًا عما قدمه خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنه برحيله فقَد الفن المصرى قامة فنية كبيرة، مؤكدًا أنه تاريخ فنى كبير من الصعب تكراره على الساحة الفنية مرة أخرى.
وأضاف: من المواقف التي لا أنساها: "منذ عملي معه من أول يوم وهو يقول لي أمام الجميع: يا أستاذ برغم فرق العمر والخبرة الكبيرة بيننا"، مشيرًا إلى أن أى فنان حتى لو كان صغيرًا داخل العمل عندما كان يسأله على شىء كان يقول له بكل تواضع توجَّه إلى مُخرج العمل واسأله فأنا مثلى مثلك.
وعن كيفيه تعامله مع من حوله فى اللوكيشن قال: هو فنان وإنسان متواضع للغاية، ودائمًا يتعامل على أنه ممثل أو أنه صاحب العمل ويحمل اسمه، مشيرًا إلى أنه كانت لديه ميزة رائعة لا توجد فى غيره أنه كان أثناء تصوير بعض المشاهد كان يتعمد أن يخطئ فى طريقة إلقائه السنياريو حتى لا يخاف أحد من النجوم الشباب الصغار من هيبته وهم يقفون أمامه ويطمئنهم من رهبة الوقوف أمام محمود عبدالعزيز، وهذه التفصيلة كانت جديدة عليَّ تمامًا لأنني لم أرها فى أحد من قبل من الذين عملتُ معهم.
وعن الجوانب الخفية التى لا يعرفها أحد عن الراحل، أشار إلى أنه كان إنسانًا متواضعًا للغاية ولا ينسى أصله، ودائمًا كان يروى أمام الجميع كيف تعِب واجتهد لكى يصل لهذه المكانة الرفيعة، وأيضًا كان ملتزمًا كثيرًا ويؤدى الصلاة فى وقتها ويترك أى شىء أمامه عندما يسمع الأذان وطوال الوقت.
وأوضح أنه كان يفتح بيوت أشخاص كثيرين، وهناك الكثير من الجوانب الخفية عرفتها عنه أثناء تعاملي معه وبعد رحليه، مؤكدًا أنه كان رجلًا نادرًا فى زمن ملوَّث، والذى تعلَّمه منه أثناء كواليس العمل معه والمواقف الإنسانية التى لا ينساها له، يؤكد أنه تعلَّم منه الكثير والكثير، وأهمها البساطة فى كل شىء وأن ثقل أى إنسان مهما زاد فى مكانته ألّا يتفاخر بنفسه.
وأضاف: تعلمتُ منه شيئًا مهمًّا للغاية، أن أى إنسان مهما كان مجهدًا لا بد قبل أن ينتهى يومه أن يُنهي عمله كاملًا وعلى أكمل وجه، وهذا كان ما يقوم به فى أيامه الأخيرة فكان يتحامل على نفسه كثيرًا بسبب تعبه أثناء تصوير المسلسل لكى لا يتم تعطيله وكان يستكمل التصوير أكثر من 12 ساعة.
وتابع: "أنه كان دائمًا يقول له أثناء تصوير العمل بالمعنى الدارج "أنا أقول لك رأيي فى المشهد ولك أنت حرية القرار والرأي فأنت مُخرج العمل ليس أنا" لذلك أجزم أنه رغم مرور أربعين يومًا على فراق الساحر، فإن جموع الشعب المصرى وجميع أنحاء الوطن العربى ما زالوا يشعرون بالحزن على فراقه حتى هذه الحظة ولا يشعرون أنه ترك الحياة ورحل، خاتمًا حديثه: "الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة".