السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أسياد وعبيد الإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعم، جماعة الإخوان المحظورة والإرهابية، بعد مرور أكثر من 85عامًا على تأسيسها وظهورها، تضم أسيادًا وعبيدًا، وليس كما يتردد فى وسائل الإعلام والصحافة، أو على ألسنة البعض، أن الجماعة تضم قادة، وأعضاءً، أو رؤساءً ومرؤوسين، لأن الوصف الحقيقي لهذه الجماعة الآن - وفى ضوء ممارساتها منذ 25 يناير2011 وحتى الآن، على أرض مصر وخارجها- يؤكد أن هياكلها قائمة على الأسياد والعبيد.
فنعم، أسياد الجماعة هم أصحاب القرار، والحل والعَقد، وأصحاب الخطوة والسلطان، وهم أصحاب الملايين بل المليارات، والذين يتحكمون فى مصائر الجماعة وعبيدها من باقي المنتمين إليها، والمنضمين تحت لوائها، والمستعدين دومًا لتنفيذ التعليمات والتكليفات دون أية مناقشات، وفقًا لمنهج السمع والطاعة والبيعة لسيد الأسياد، مرشد الجماعة.
فأسياد الجماعة، من أعضاء مجلس شورى الإخوان، ومكتب الإرشاد، والتنظيم الدولي، لايدافعون الآن عن الجماعة. ولكنهم يدافعون عن أنفسهم ومصالحهم وسلطانهم وخطوتهم، والغنائم التي حصلوا عليها من وراء العبيد داخل الجماعة، والإتاوات والتبرعات المفروضة على هؤلاء العبيد، دون أن يحق لهم السؤال عن أوجه صرفها وإنفاقها.
فأسياد الجماعة - رغم أن بعضهم داخل السجون، ولكنهم لم يفقدوا مكاسبهم أو سلطانهم على العبيد، مازالوا أصحاب القرار والحل والعقد، وما على العبيد إلا السمع والطاعة، وتنفيذ التعليمات، والخروج فى المسيرات والمظاهرات، وإطلاق الخرطوش و"المولوتوف" وتدوين ورفع الشعارات المفروضة عليهم، وإلا تعرضوا للتصفية والتعذيب.
فأسياد الجماعة -منذ السيد الأول لها حسن البنا، وحتى سيد الجماعة محمد بديع- نفذوا مخططها ضد العبيد، ونزع آدمية هؤلاء العبيد، وتحويلهم إلى مسخ بشري، وكائن إخواني عنيف، وليس أليفًا، لأنه عاش داخل "الجيتو الإخواني" ملتزمًا حرفيًا بالقوانين الصارمة لأسياد الجماعة في جميع مراحل حياته، الدراسية، والعملية، والانتهاء بالزوجة الإخوانية، والتي هي من العبيد أيضًا. فلا يجوز للعبيد أن يتزوجوا من الأسياد.
وإذا راجعنا علاقات الصهر والنسب داخل جماعة الإخوان، لايمكن أن نجد أحد عبيد الإخوان وقد تجرأ وتزوج من إحدى سيدات الأسياد داخل الجماعة. والدليل الصهر والنسب بين الأسياد الشاطر، وغزلان، ومرسي، وفهمي. والأمثلة كثيرة وعديدة داخل شجرة الأسياد والعبيد.
فعبيد الجماعة، من شبابها يتحركون مثل القطيع بأوامر من الأسياد ولا يملكون العصيان والرفض والانشقاق، إلا قلة قليلة منهم خرجوا من عباءة العبيد، إلى آفاق الدنيا الواسعة، وبعيدًا عن تحكم وسلطان أسياد الإخوان الذين اكتنزوا المليارات والذهب والفضة من أموال العبيد داخل الجماعة، دون أن يكون للعبيد أي نصيب من هذه الأموال.
وقد أطلق المصريون مؤخرًا لقب "الخرفان" على جماعة الإخوان، استنادًا إلى هذا التقسيم داخل الجماعة، لأن العبيد سلموا الزمام لهذه الفئة الضالة الباغية من أسياد الإخوان، وقادوهم إلى التهلكة والعداء للشعب المصري، من أجل سلطان ونفوذ الأسياد.

فما حدث- ويحدث، وسوف يحدث- من جانب عبيد جماعة الإخوان، الذين يتحركون فى المسيرات والمظاهرات والذين يرفعون السلاح فى وجه الشعب والجيش والشرطة، سوف يستمر. طالما قبل شباب الإخوان أن يظلوا أسرى وعبيدًا لأسياد الإخوان، سواء القابعين فى السجون، أو الهاربين داخل مصر وخارجها. وأسياد التنظيم الدولي المتمتعين بنعيم أوروبا، وأمريكا، وجنات عدَن في اسطنبول، والدوحة.
فعبيد الإخوان، عليهم اليوم، قبل الغد، وقبل فوات الأوان، أن يقودوا ثورة لتحريرهم من هذا الرمد الإخواني، وأن يثوروا من أجل حريتهم المسلوبة من جانب الأسياد، ويستردوا ذاتهم وهويتهم المصرية المغتصبة داخل الجماعة المحظورة.
فالأسياد خدعوا العبيد بأنهم يجهادون فى سبيل الله، ودفاعًا عن الإسلام، وعن دعوة السيد الأول للجماعة حسن البنا، وهو بالطبع خداع لايجب أن يستمر طويلاً. لأن من سيدفع الثمن الغالي هم العبيد، وليس الأسياد الذين يحاولون المساومة والمقايضة وعقد الصفقات، من أجل الفرار بأنفسهم وأسرهم وأموالهم خارج مصر. تاركين العبيد يواجهون مصيرًا أسود.
فالعبيد عليهم أن يطالعوا كتاب الله، وخاصة الآية القرآنية التي يقول المولى سبحانه وتعالى فيها: "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل" صدق الله العظيم. فلا مخرج لعبيد الإخوان إلا أن يتحرورا من سطوة الأسياد، وأن يفروا من سفينة الإخوان الغارقة بهم، إن آجلاً أو عاجلاً، ووقتها ربما ينجو الأسياد بأنفسهم وأموالهم على حساب التضحية بكم أنتم العبيد للجماعة.