السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حول الاجتماع المزعوم لـ"الإخوان"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أى حديث عن إجراء انتخابات داخلية داخل جماعة الإخوان، هو من قبيل العبث، والمقصود منه إرسال رسائل سلبية، بأن الداخلية المصرية لا تخترق الجماعة، حتى إنها نجحت فى عقد اجتماع لقياداتها دون علم الجهاز الأمني.
الجماعة أيضًا كانت تهدف للرد على اختراق اجتماعين متواليين لها فى إسطنبول ولندن، باجتماع لم يحدث من الأساس داخل القاهرة، حتى إن كان قد جرى فإنه تم إلكترونيًا عبر وسائل التواصل، وبين عدد محدود من شباب التنظيم الهاربين.
الرسالة لم يفهمها بعضنا، ودارت نقاشات طويلة حول الإخوان، ومستقبل الجماعة عقب هذه القرارات الإدارية، التى فصلت بين مجلس شورى التنظيم، ومكتب إرشاد الجماعة، وعلى ما أعتقد أن هذا أيضًا كان هدفًا لتسريب خبر الاجتماع، وهو إعادة الجماعة للواجهة من جديد، بعد أن خفت صوتها، وتعرضت لهجمة شرسة عقب حادث كنيسة البطرسية.
مهما فعلوا ومهما حاولوا أن يداروا فإن مضمون النقاشات حول مستقبل جماعة الإخوان، أدى إلى انشطار حقيقى فى الرؤى، بين من يرى وجوب الخروج من هذه الكبوة والنكسة بأى وضع، وبين من يرى الاستمرار على ذات النهج، كما يبدو أن الإخوان شعرت بالهزيمة الواضحة خلال الأيام الفائتة، فأعادت جدولة خططها، ومنها: إعادة اللعب على ملف المصالحة، وتسويق موافقة التنظيم على الصلح مع الدولة، وإعادة تسويق الخلاف الإخواني، وإعادة تسويق الجماعة خليجيًا، بعد الفشل الذى منيت به فى اليمن تحديدًا على يد فرعها التجمع الوطنى للإصلاح.
فى رأيى أن الإخوان الآن لم تعد إخوانا واحدة بل اثنين.. الرؤى مختلفة حول الاستراتيجيات مع الدولة.. المواجهة المستمرة التى لم تؤد لنتائج، أو الحفاظ على التنظيم والتوقف.. والأزمة مرشحة للزيادة. 
براعة الجماعة فى أنها استطاعت أن تخرج من هذا الشقاق والانشطار بذكاء، حيث تستفيد به إلى أقصى حد ممكن، ونجحت فى تسويق الخلاف على أنه خلاف بين فريقين أحدهما يرفض العنف، والآخر يصر عليه، وقد نجحت إلى حد كبير فى تسويق ما يحدث، بأن فريق عزت هو من يريد التوقف عن العنف.
المشكلة الجوهرية أن من يتحدثون الآن عن انتخابات إخوانية، يكذبون، فإن كانت جرت فهى جرت إلكترونيا، وأن الفريق الآخر لطلعت فهمى تأخر كثيرًا، لأن ما أحدثته الجماعة من ضرر لذاتها، لا يعالج فى خطوات بسيطة، ما أدى إلى تجذر الخلافات داخل الجماعة، فأصبحت جماعات.
هناك من يرى أن ما جرى من تسويق القرارات الأخيرة ما هو إلا محاولة أخيرة لإنقاذ الجماعة من الوضع الذى وصلت إليه، وأنها محاولة لتبييض وجوه القاعدة السفلى للتنظيم، ومحاولة إظهار تيار معارض لمكتب الإرشاد حتى لا تخسر الجماعة قواعدها الشعبية التى حاولت بناءها طوال ثمانين عاما.
لاحظوا أن الإخوان مؤخرًا نجحت إلى حد ما فى تكوين وتنشيط بؤر جديدة‏ إعلاميًا، فى مواقع التواصل، أو عبر افتتاح عدد من القنوات الجديدة، واختراق الساحة السياسية إعلاميًا عبر تضخيم حجم ما يسمى الانشقاق الإخواني، والتواصل مع عدد من شركات العلاقات العامة لتبنى حملة لتجميل وجه الجماعة وبيان أفكارها الرافضة للعنف وتاريخها منذ تأسيسها فى ١٩٢٨ وأنها لم تتورط فى أعمال عنف قديمة.
الجسم الحالى للتنظيم، أصبح مضطربًا بالفعل، فهناك مجموعة شباب لديهم أفكار مضطربة لا تحمل أى فكر محددا، وإنما خليط من الأفكار القطبية العنترية، التى أطلقوا عليها «الثورية»، كما أن هناك مجموعة من القيادات تم عزلهم، وفقدوا مناصبهم داخل الجماعة، فارتدوا عباءة المصلحين، والجماعة منفصلة عن الواقع بسبب الصدام المتواصل مع الدولة، وأصبحت تشعر بالهزيمة، وفى أحيان كثيرة تقوم بوضع خطط وبدائل متنوعة لإشغال أفرادها، والرأى العام، وإشعارنا جميعًا بأنها لا تزال قادرة على تحريك الأحداث من حولها.