رحل عن عالمنا ظهر أمس الأول الاثنين، الكاتب الكبير أبوالمعاطى أبوالنجا، عن عمر يناهز ٨٥ عامًا؛ بعد رحلة مع المرض.
ونقلته أسرة الراحل إلى مستشفى السلام الدولى على خلفية إصابته بالتهاب رئوى حاد، أعقبه مضاعفات شديدة بالقلب، منذ أكثر من شهر، حتى فاضت روحه أمس الأول.
وكانت «البوابة» زارت الروائى الراحل بمقر غرفته بالرعاية المركزة، للاطمئنان عليه، لكنه لم يقو على الحديث لتدهور حالته وفقدانه الوعي.
وقالت كريمته الدكتورة سحر أبوالمعاطى إن وزارة الثقافة لم تحرك ساكنًا للوقوف إلى جوار الراحل فى محنته.
وقالت: «لم نطلب الاهتمام من أحد، لكن الدول تكرم مبدعيها وترعاهم فى الشدائد وهذا الأمر لم يحدث لوالدها».
كما أكد نجله الدكتور عصام أبوالمعاطي، أن التدهور الشديد لحالة والده كان يستدعى دعمًا من الحكومة، لكن لا كرامة للمبدع فى مصر.
وفقد «أبوالنجا» الوعى فى أيامه الأخيرة، وهو الأمر الذى علق عليه نجله قائلا: «تغرب ١٥ عامًا خارج وطنه، وهو الآن يستكمل مسيرة غربته عن نفسه».
ويتمتع أدب أبوالنجا برصده للواقع بمفرداته الحسية وتوغله فى التفصيلات الدقيقة للشخصية الإنسانية، حيث لم يقع أسير الواقع الحرفى ولم يهرب إلى عالم الفانتازيا بتهاويله الخرافية، ولكنه نجح فى نسج خيوط تجربته الإبداعية ليصبح يستحق بجدارة وصف النقاد أنه أبرع عربى كتب القصص النفسية. وكرمت الدولة أبوالنجا بجائزة الدولة التشجيعية عام ١٩٧٢ عن روايته الأشهر «العودة إلى المنفى» عن حياة الثائر الكبير عبدالله النديم، ولكنها أغفلت حقه فى الرعاية والاعتناء وتقديره كرمز من رموز مصر الثقافية، أفنى عمره فى رفعة وسمو الأدب.
الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، وخلال تصريحات خاصة لـ«البوابة»؛ نعى الكاتب الراحل مؤكدا أنه اتصل هاتفيا بأولاده للاطمئنان على صحته قبل وفاته بأيام ولم يتمكن من زيارته نظرا لحالته الصحية التى لا تسمح بذلك، وأنه أعلن عن زيارته عندما تتحسن حالته.
ونفى النمنم ما تردد حول إهمال الوزارة لـ«أبوالمعاطي»؛ مشيرا إلى أنه عرض على نجلى الكاتب الكبير تقديم أى خدمات، ولكنهما أكدا أنهما لا يحتاجان شيئا. أبوالنجا من مواليد ١٩٣١، وهو كاتب قصص وروائي، تعلم فى المعهد الديني، بمدينة الزقازيق فى الشرقية، ثم التحق بكلّية دار العلوم، فى جامعة القاهرة، وحاز على دبلوم التربية من كلّية التربية جامعة عين شمس، وهو حائز على ليسانس فى اللغة العربية من كلية دار العلوم، وعمل مدرسا للغة العربية بوزارة التربية ثم عين رئيس تحرير مجمع اللغة العربية بالقاهرة طيلة ١٢ سنة. ونشر فى بداية حياته الأدبية مجموعة من القصص القصيرة فى مجلة «الرسالة» فى الفترة من عام ١٩٤٩ إلى ١٩٥٢.
وصدرت له مجموعات قصصية منها «فتاة المدينة، ابتسامة غامضة، الناس والحب، مهمة غير عادية، والجميع يربحون الجائزة،» بالإضافة إلى الروايتين «العودة إلى المنفى، وضد مجهول».