شبح العنوسة للذكور والإناث بات حديث كافة الأوساط على اختلاف أنواعها، سواء كانت فقيرة كانت أو غنية، متعلمة أو أمية، خاصة فى مجتمع المدينة وعدم معرفة الأشخاص بعضهم لبعض، ليأتى موقع التواصل الاجتماعى الأول " فيسبوك " وسيلة للتعارف بين الذكور والإناث بغية أن يجدوا من يناسبهم للارتباط به، لتظهر العديد من صفحات والمجموعات التى وصلت إحداها لـ٨٠ ألف متابع أو أكثر.
ومع الارتفاع المطرد فى أعداد المتابعين والمتواجدين على هذه الصفحات والمجموعات تظهر النية الحقيقية لهم ففى الظاهر تعارف جاد ومحترم وينتهى بالزواج على نهج " الخاطبة " قديما لكن الوضع الحقيقى لهذه الصفحات ماهى إلا مواقع وصفحات "إباحية" وسماسره للدعارة تعمل على اجتذاب الشباب والفتيات لها.
وبعد الوقوع فى تلك الشبكة من إباحية وأوضاع مخلة بالأداب يأتى التهديد إما بإرسال مبلغ مالى عبارة عن نقود أو رصيد للتليفون المحمول، وإما نشر تلك المحادثات.
يقول على عبدالسميع: أحد الشباب الذين خاضوا تلك التجربة: " انا شاب كنت أود التعارف بشكل جاد على فتاة للارتباط بها ولأن والدتى تحمل جنسية تونسية فانضممت لإحدى مجموعات التعارف بتونس بهدف التعرف على فتاة ولكنى وجدت الوضع من صور وتعليقات غير لائق وفيه إباحية تامة، فخرجت من المحموعة قبل أن اتعرض لأى مساومة من قبلهم، كما حدث مع كثير ممن وقعوا فى هذا الفخ".
وقالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الزقازيق: إن "هؤلاء الشباب من رواد تلك الصفخات يعانون من الوحدة والانعزال المجتمعى ويلجأون للفيسبوك لخلق مجتمع افتراضى يعيشون فيه.
وأضافت زكريا أن معظمهم من المراهقين والمراهقات لذلك يجب تفعيل الدور التربوى قبل الرقابى للأسرة، فغياب المفهوم الحقيقى للأسرة بات مهددا للعلاقات الاجتماعية وينجم عنه ما يسمى التفكك المجتمعى الذى يعد شريكا أساسيا فى انتشار ظاهرة العنوسة لعدم القدرة على اختيار شريك من الواقع الحقيقى واللجوء إلى هذا العالم الافتراضى والذى ينتهى دائما بالفشل".