اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالعملية الإرهابية التى وقعت قبل أيام فى الكنيسة البطرسية، وربط المحللون بينها وبين العملية التى وقعت فى إسطنبول، وكان لدى الإعلام العبرى بعض الملاحظات والتحليلات على الحادثتين.
أولاها ما عرضه المحلل العسكرى المختص بالشئون العربية «تسيفى بارئيل» فى مقاله بجريدة هآرتس، حيث علق أن العمليتين هما استمرار لتواجد الإرهاب القديم الذى ليس من الإنتاج المباشر لتنظيم «داعش»، لكنه يستند للخلافات السياسية المحلية.
«بارئيل» قال إن الحديث فى مصر يدور عن مسئولية جماعة الإخوان، وفى إسطنبول نسبت العملية لـ«ممثلى تحرير كردستان» وهو جناح فى حزب العمال الكردستاني، وفى الحالتين الحديث يدور عن حركات لها أجندة محلية وليست دولية. وهى توجد فى مجال المسئولية الأمنية لكل دولة من الدولتين، وهى ليست جزءًا من الصراع ضد ما يسمى الجهاد العالمي.
ورأى بارئيل أن العملية فى مصر كان هدفها الأساسى إلحاق الضرر بالنظام المصرى الذى يبذل الجهود من أجل حماية أمن كل مواطنى الدولة، المسلمين والمسيحيين، وربط بين توقيت العملية وسن قانون يهدف لتحسين وضع الجالية المسيحية القبطية التى تضم حوالي ١٠ ملايين شخص، والسماح لهم بإقامة الكنائس.
ورجح بارئيل أن تتسبب عملية الكنيسة البطرسية فى موجة من الصراع بين المسلمين والمسيحيين فى الدولة، وصراع أكثر خطورة من الصراع ضد الإرهاب فى سيناء.
وأكد أن الهدف الأساسى من العملية كان إثارة الرأى العام ضد النظام، ووضع الصراع الداخلى على رأس برنامج العمل اليومي، ليظهر للجمهور أن النظام المصرى غير قادر على القضاء على أعدائه، ويهدد أمن المواطنين بسبب رفض المصالحة مع الإخوان المسلمين، وحتى يجبر النظام المصرى على التصالح مع الإخوان.
وتوقع «رؤوفين باركو» محلل الشئون العربية فى مقاله بجريدة إسرائيل اليوم، أن تشهد الفترة المقبلة أيامًا صعبة على الإرهابيين السنة من مدرسة الإخوان المسلمين، على خلفية عزلتهم المتزايدة بالشرق الأوسط والمتصاعدة فى أوروبا، وصمت الدول العربية والتغير المتوقع للأسوأ فى سياسة ترامب تجاههم، مقارنة بأوباما.
ولذلك، وعلى غرار داعش، فإنّ استهداف المسيحيين ينشر الفوضى فى مصر ويهدد الغرب، كما أن زيادة الضغط على الإرهابيين فى سيناء تجعلهم ينفذون عمليات داخل العاصمة تمامًا كما يحدث لداعش فى سوريا والعراق، عندما يزداد الضغط عليهم فى أماكن تمركزهم، فيلجأون لشن عمليات بعيدة وفى مراكز أخرى.
وربط باركو بين تفجير الكنيسة، ونشر ١٦٠ مثقفًا مصريًا «الميثاق الوطنى المصري» لثورة يناير ٢٠١١ تحت عنوان «أوقفوا خطاب الكراهية والتحريض والدعوة للعنف والإهانة والاتهامات بالخيانة بين الشعب المصري». وأكد أن توقيت التفجير لم يكن مصادفة، فالتفجير الذى حدث بالكنيسة القبطية تم قبل يوم واحد من توقيع اثنين من الإسلاميين على وثيقة «الشرف الوطني»، وكان توقيعهما للتضليل.
بينما قالت صحيفة هآرتس إن تفجير العباسية خطير جدًا، أكثر خطورة من حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية فى عام ٢٠١١ والذى خلف وراءه ٢٣ قتيلًا خلال رأس السنة.