أوصى المؤتمر الـ 20 لوزراء الثقافة العرب بتونس بوضع خطة عمل لتطوير الثقافة الرقمية في البلدان العربية، من خلال رصد واقع المشهد الإعلامي الرقمي الإقليمي والعالمي، بهدف إحكام توجيه التشريعات والنظم الإعلامية، لا سيما في مجالات الحقوق وتطوير المؤسسات الثقافية والعمل على تعزيز التكامل فيما بينها.
وأصدر المشاركون - في المؤتمر اليوم الجمعة - (بيان تونس) تحت عنوان "الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي"، أكدوا فيه أهمية صياغة تكامل عربي في المجال الثقافي، خاصة مع توفر الإرادة والرؤية الاستراتيجية التي تضع هذه الإرادة في سياق التطور العلمي والتقني.
وأشار البيان إلى أن "التواصل الثقافي المتزايد بات يفرض التعريف بالثقافة العربية، بل بالثقافات العربية من خلال الوسائل الرقمية الحاملة لكل المضامين الثقافية المحلية، وأن الجدل العالمي والمحلي بات من أهم ما يشجع على مخاطبة الثقافات الأخرى من خلال الإعلام الثقافي الرقمي بمختلف المضامين، خاصة في التعريف والترويج للهوية الثقافية العربية في مجالات التراث المادي وغير المادي والتعابير الثقافية المختلفة وثقافة الأطفال والشباب".
وشدد الوزراء - في ختام أعمال مؤتمرهم الذي استمر ثلاثة أيام - على ضرورة تعزيز التعاون الثقافي العربي المشترك وتفعيل المبادرات ذات الصلة بحماية الخصوصيات التراثية والتاريخية العربية، إضافة إلى العمل على تطوير الإعلام الثقافي العربي.
ودعا المؤتمر - الذي شارك فيه 20 من وزراء ثقافة الدول العربية من بينهم مصر - إلى ضرورة العمل على تفعيل جملة من برامج العمل المشتركة والبرامج والأنشطة الثقافية الثنائية ومتعددة الأطراف بين الدول العربية والهيئات الإقليمية المختصة، ومنها "العقد العربي للحق الثقافي" الذي يكرس مجموعة من المبادئ الأساسية لضمان الحق في النفاذ للثقافة بالنسبة للمواطن العربي.
كما دعا إلى مساندة كل المبادرات الهادفة لحفظ رموز الثقافة العربية والتعريف بأعمالهم وإبداعاتهم على نطاق واسع، مع الإشارة إلى أهمية تفعيل العديد من التظاهرات العربية الثقافية والإبداعية المختصة على غرار "اليوم العربي للشعر" و"الجائزة العربية للإبداع الثقافي" وتعميق التفكير حول سبل تطويرها في اتجاه توسيع قاعدة المشاركين فيها، فضلا عن ضرورة إقرار خطط عمل عربية وإقليمية لتطوير بعض هذه المجالات الإبداعية على غرار المسرح المدرسي وتخصيص اعتمادات إضافية لها.
وحظي قطاع التراث العربي باهتمام المشاركين في المؤتمر الذين شددوا على ضرورة مضاعفة الجهود العربية في هذا المجال وتنسيقها بهدف حماية المواقع التاريخية والأثرية المهددة في العديد من البلدان العربية، خاصة في مناطق النزاعات والحروب وتفعيل الاتفاقيات ذات العلاقة، وكذلك تعبئة كل الجهود المتاحة للتصدي للتهديدات التي تطال التراث الفلسطيني وللاعتداءات المتكررة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المعالم التاريخية والإسلامية بمدينة القدس والتشهير بها في التظاهرات الثقافية الدولية.
واقترح الوزراء دعم البوابة الإلكترونية للتراث الثقافي العربي في الدول العربية، خاصة من حيث تحديث البيانات الموجودة بها.