قفز الدولار إلى أعلى مستوياته في 14 عاما أمس بعدما لمح مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى أن أسعار الفائدة يمكن أن ترتفع في 2017 بوتيرة أسرع مما توقعه المستثمرون وذلك بعد قرار رفع أسعار الفائدة للمرة الأولى في عام.
والزيادة البالغة 25 نقطة أساس في سعر الفائدة القياسي للبنك المركزي كانت أمرا متوقعا على نطاق واسع من قبل الأسواق المالية وكانت إشارة البنك إلى أن أسعار الفائدة ستزيد على الأرجح ثلاث مرات في 2017 -ارتفاعا من مرتين في محضر اجتماع سبتمبر- هي ما جذب اهتمام المستثمرين بشدة ودفع العملة الأمريكية للارتفاع.
وألمح مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى وتيرة أسرع لزيادات أخرى العام المقبل مع تولي إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب السلطة بوعود لزيادة النمو من خلال خفض الضرائب وزيادة الإنفاق وتخفيف القيود.
وبحسب "رويترز"، فقد زاد البنك المركزي الأمريكي سعر فائدة الأموال الاتحادية القياسي 25 نقطة أساس إلى نطاق بين 0.50 و0.75 في المائة، وقالت لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي في بيان صدر بإجماع أعضائها بعد اجتماع استمر يومين "من منظور يراعي الأوضاع الحالية والمتوقعة لسوق العمل والتضخم، فقد قررت اللجنة رفع النطاق المستهدف".
وأضافت لجنة السياسة النقدية أن الوظائف حققت مكاسب قوية في الأشهر الماضية فيما تراجع معدل البطالة، والشئ الأكثر أهمية هو توقعات جديدة لصناع السياسة في المركزي الأمريكي تشير إلى تسريع وتيرة زيادات الفائدة العام القادم بعد أن اقتصرت على مرة واحدة هذا العام.
وارتفع متوسط توقعات المركزي لرفع الفائدة إلى ثلاث زيادات كل منها بمقدار ربع نقطة مئوية في 2017 من زيادتين في سبتمبر، ومن المتوقع أن يعقب ذلك ثلاث زيادات أخرى في كل من 2018 و2019 حتى تستقر الفائدة عند مستوى "طبيعي" في الأجل الطويل عند 3 في المائة.
وهذا المستوى الطبيعي أعلى قليلا مما توقعه المركزي الأمريكي قبل ثلاثة أشهر وهو ما يشير إلى أنه يشعر بأن الاقتصاد لا يزال يكتسب قوة دافعة.
وما زال مجلس الاحتياطي يصف وتيرة زيادة الفائدة بأنها "تدريجية" ويبقي على سياسة فضفاضة قليلا وداعمة لمزيد من التحسن في سوق العمل، ويتوقع أن ينخفض معدل البطالة إلى 4.5 في المائة العام القادم وأن يظل عند هذا المستوى الذي يعتبر قريبا من التوظيف الكامل.
وعقب بيان المركزي الأمريكي، صعد الدولار بنحو 0.8 في المائة مقابل سلة من العملات الرئيسة ليسجل مؤشر العملة 102.62 عند أعلى مستوى منذ أوائل 2003 في الوقت الذي ارتفعت فيه عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
ومقابل الين زاد الدولار 0.7 في المائة إلى 117.87 ين مسجلا أقوى مستوى منذ فبراير، وسجل اليورو أدنى مستوى له في 21 شهرا عند 1.0468 دولار مقتربا بذلك من أقل سعر له في 2015 البالغ 1.0457 دولار وهو أضعف مستوى له منذ عام 2003.
وارتفعت الكرونة النرويجية 0.6 في المائة إلى 8.9715 كرونة مقابل اليورو بعد أن رفع البنك المركزي للبلاد توقعاته لتكاليف الاقتراض في 2019.
من جهة أخرى، تراجع الذهب لأدنى مستوى في عشرة أشهر مع صعود الدولار، حيث انخفض المعدن النفيس في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1142.06 دولار للأوقية (الأونصة) بعدما لامس أدنى مستوى منذ الثالث من فبراير عند 1134.71 دولار للأوقية في وقت سابق من الجلسة.
وانخفض الذهب أكثر من 1 في المائة في الجلسة السابقة، كما تراجع المعدن في العقود الأمريكية 1.7 في المائة إلى 1143.70 دولار للأوقية، ووصلت العقود الآجلة للذهب في وقت سابق من الجلسة لأدنى مستوياتها منذ أول فبراير عند 1136.40 دولار للأوقية.
ومن شأن زيادة أسعار الفائدة الأمريكية أن تزيد التكلفة المحتملة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يدر عائدا وتؤثر في العادة في المعدن الاصفر لكن الأسواق كانت أخذت في اعتبارها بالفعل زيادة للفائدة في ديسمبر.