استقبل المصريون، صباح
اليوم، خبرا سارا، وهو إعدام الإرهابي عادل حبارة منفذ مذبحة رفح الثانية التي راح
ضحيتها 25 شهيدا من جنود مصر البواسل في أغسطس 2013، ومصدر السعادة هنا هو فرحة
المصريين بالقصاص لدماء الشهداء من أحد منفذي هذه الواقعة البشعة: وهنا أقول إن شركاء
آخرين بالطبع سهلوا لـ"حبارة" القتل والتخطيط والتسليح ما زالوا يختبئون
في كهوفهم وأنفاقهم كالفئران، لأنهم غدارون يقتلون الرجال البواسل غفلة وبغتة
لأنهم يخشون مواجهة الفرسان.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن إعدام مثل هؤلاء يكون
للقصاص لدماء الشهداء فقط ولتستريح أرواحهم في قبورهم وليشرع ذووهم بعودة حق
أبنائهم ولكن الموت لن يثنى أمثال هؤلاء الإرهابيين عن أفعالهم لأنهم لا يخشون
الموت فهم مضللون ويعتقدون أن بمجرد موتهم سينتقلون إلى الآخرة ليتنعموا بالجنة
والدليل "محمود شفيق" الذي فجر نفسه داخل الكنيسة البطرسية طمعا في
الجنة وما أوصى به الإرهابي "حبارة" قبل إعدامه بأن يدفن بلا غسل شرعي
لأنه يتمتع بمنزلة الشهداء فمات حبارة وأفكاره المسمومة باقية فنحن بالطبع بحاجة
لمحاربة الفكر لأن هؤلاء المضللين لا يخشون الموت فيه، ويرون فيه الجنة.
ولكن ما استوقفني بعد ساعات من إعدام حبارة وتسابق
المواقع الإخبارية لنشر آخر لحظات في حياته والتي أكدت معظم الروايات المنسوبة
لمصادر أمنية مطلعة أنه كان يكابر في البداية ولم ينكر ارتكابه للواقعة بل وتوعد
منفذي الحكم عليه بالموت بل ووصل به الحد لوصف منفذي الحكم بالطغاة، ولكن
استوقفتني إحدى الروايات التي قالت إنه كان يقرأ كتابا بعنوان
"المبايعة" قبل إعدامه ويظهر لنا هنا ومن عنوان الكتاب أنه يحمل نفس
الأفكار المتطرفة الملعونة وهنا نجد تساؤلا يطرح نفسه: كيف حصل هذا الإرهابي على
هذا الكتاب داخل السجن وإذا كانت مثل هذه الكتب المسمومة تصل إلى قلب السجون فكيف
سنجد حالها بالخارج فمثل هذه الكتب بداية طريق الضلال للشباب المشوش والمشتت وفاقد
الهوية وهذه الكتب التي أخرجت محمود شفيق وعادل حبارة وشادي المنيعي وستخرج المزيد
من الإرهابيين المضللين.