أكد السفير أحمد قطان، سفير السعودية لدى مصر، ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، أن ما تشهده مدينة حلب من تدمير وقتل وحصار ومجاعة لا يمكن وصفه إلا بأنه مذبحة تتم تحت سمع ونظر دول العالم التي تكتفي بالتنديد والشجب والإدانة، وتترك لسفّاح دمشق وحلفائه الفرصة لاستكمال إبادة الشعب السوري الشقيق الذي أصبح يتمنى الموت البطيء تحت الأنقاض بسبب غارات النظام السوري وحلفائه بأحدث الطائرات الحربية.
وقال السفير قطان، في كلمته، اليوم الخميس، أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة تونس لبحث الأوضاع المأساوية في حلب: "لقد نزع الله الرحمة من قلوب جيش النظام السوري وسفاح دمشق وحلفائه، فهناك أحياء في مدينة حلب ما زالوا عالقين تحت الأنقاض ينتظرون مَن ينقذهم، ويرفض هؤلاء القاسية قلوبهم السماح بإسعافهم أو أن تصل إليهم المساعدات الطبية والغذائية، ومن استطاع الخروج منهم من نساء وأطفال وشيوخ يتم إعدامهم رميًا بالرصاص".
وأضاف: إن المملكة إذ تعرب عن قلقها البالغ تجاه تدهور الأوضاع الإنسانية في حلب، فإنها تدين وبأشد العبارات جميع جرائم وممارسات النظام السوري وحلفائه الوحشية ضد المدنيين الأبرياء وهي الجرائم والممارسات التي تشكل انتهاكًا صارخًا لمعاهدات جنيف والقانون الدولي الإنساني، ويجب تقديم هؤلاء للمحكمة الجنائية الدولية لينالوا العقاب الذي يستحقونه".
وتابع قطان: "إن النظام السوري وحلفاءه لم يكتفوا بتدمير المدن السورية واحدة تلو الأخرى بل أمعنوا واستمروا في قتل الشعب السوري بوحشية ودون أي وازع ديني أو ضمير إنساني وارتكبوا أكبر المجازر وحروب الإبادة التي لم نشهدها من قبلُ بحق المدنيين الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال والشيوخ".
وأكد أن حكومة المملكة العربية السعودية طلبت عقد جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة تتولى بموجبها الجمعية العامة مسئولية حماية الأمن والسلم في سوريا؛ وذلك لعجز مجلس الأمن الدولي وفشله في إيقاف العمليات العسكرية وجرائم الإبادة التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه ضد المدنيين الأبرياء.
وقال قطان: إن العالم بأسره يتحمل مسئولية ما يحدث في سوريا بشكل عام، وحلب بشكل خاص، وعليه أن يتدخل فورًا لإيقاف هذه المجزرة التاريخية غير المسبوقة بدلًا من الشجب والإدانة، وعلى نظام "سفاح دمشق وحلفائه" ألا يعتقدوا أنهم حققوا نصرًا مؤزرًا في حلب، فالثورة السورية التي بدأت منذ عدة سنوات ضد النظام السوري الفاشي سوف تستمر ما دامت لم تلتزم حكومة "سفاح دمشق" بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 وما جرى الاتفاق عليه في "جنيف 1" و"2".
وجدّد قطان التأكيد على موقف المملكة العربية السعودية الثابت تجاه سيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وتسعى إلى التوصل لحل سلمي للأزمة في سوريا وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254، مشيرًا إلى أن المملكة ستواصل دعمها الكامل للشعب السوري؛ حتى يتحقق له ما يصبو إليه.