«يا مصر مين يقدر عليكى ربنا أصلا حاميكى متشيليش الهم أبدًا، ده اللى خلقك مش ناسيكى واللى عقله يا مصر فكر يكسرك، كان غيره أشطر اللى ييجى عليكى يخسر، متخلقش اللى يعاديكى، متخلقش اللى يِمِسِّك كلنا عايشين بحسِّك، رفرفى بعلمك ونسرك ده أنتى أقوى جند فيكى اسألوا الجوامع، وافتحوا القرآن، اسألوا الكنايس والأجراس والأدان اسألوا موسى، اسألوا عيسى، اسألوا سيدنا النبى العدنان، اسألوا تراب البلد دى وأهلها الطيبين، اسألوا حتى الدعاء فى ساعة الصلاة وقولة آمين، اسألوا رب العباد اللى قال فى الكتاب ادخلوها آمنين، اسألوا هتعرفوا مين مصر مي».
نواصل فتح الملفات وكشف المتآمرين على مصر عن طريق ما تناوله الصحفيون والكتَّاب العالميون والكتب التى صدرت وتناولت الكثير من تفاصيل المؤامرات والوثائق التى تم تسريبها منها وثائق ويكيليكس التى كشفت فى وثيقة أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى أبلغ إسرائيل أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف، والأمر يشمل اللعب بمشاعر المصريين لإحداث الفوضى عن طريق قناة الجزيرة باعتبارها عنصرًا محوريًا فى الخطة وتم عمل لقاء سرى جمع بين بن جاسم ومسئول إسرائيلى مهم فى السلطة وأبلغه فيه عن ذلك ووصف مصر «بالطبيب الذى لديه مريض واحد»، ويفضل أن يستمر مرضه لفائدته الخاصة. واعتبر بن جاسم أن المريض الذى لدى مصر هو القضية الفلسطينية، وأن غرضهم أن تظل القضية قائمة حتى لا تتفرغ مصر وتصبح بلا قضية تضعها فى منصب القائد للمنطقة العربية، وأكد جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس أن لديه ٧ وثائق عن قطر نشر منها ٥ وثائق، وحجب وثيقتين، ويقال إن ذلك جاء بعد تفاوض قطر مع إدارة الموقع الذى طالب بمبالغ ضخمة حتى لا يتم النشر لما تحويه من معلومات خطيرة عن لقاءات مع مسئولين إسرائيليين وأمريكان، وكانت فى مجملها للتحريض ضد مصر ووصلت للجارديان البريطانية تسريبات ونشرت نص الوثيقتين على موقعها كان من ضمن محتواها تحليل السفارة الأمريكية لموقع قناة الجزيرة على خريطة التحرك السياسى لقطر ودورها فى رسم ملامح سياسة قطر الخارجية. وتتحدث الوثيقة التى حملت رقم ٤٣٢ بتاريخ الأول من يوليو٢٠٠٩ عن اللقاء الذى استغرق ٥٠ دقيقة بين حمد بن جاسم وقناة الجزيرة الذى تناول فيه السياسة الخارجية القطرية فى عدد من الموضوعات، وكان محورها الرئيسى شن هجوم شرس متواصل على مصر وسياساتها بشكل مباشر وغير مباشر، وقام السفير الأمريكى بتحليل اللقاء وكتابة التقرير وأن الجزيرة أداة مؤثرة فى يد القطريين يستخدمونها كيف يشاءون لخدمة مصالحهم على حساب قوى أخرى، الوثيقة الثانية حملت رقم٦٧٧ بتاريخ ١٩ نوفمبر ٢٠٠٩ تعلقت بتقييم شامل تقوم بإعداده الأقسام المختلفة بالسفارة كل فى اختصاصه حول قطر ودور قناة الجزيرة فى منظومة السياسة القطرية، وتحليل توجهات شبكة الجزيرة منذ تولى الرئيس الأمريكى أوباما للسلطة. وأكدت الوثيقة أن تغطية الجزيرة أصبحت أكثر إيجابية ودعمًا للولايات المتحدة، وبقاؤها أداة للسياسة الخارجية القطرية. والمثير للدهشة هو تأكيد الوثيقتين على جزئية تكليف بن جاسم بعد اجتماعه بالمسئولين الإسرائيليين والأمريكيين للجزيرة ببث كل ما يشعل الفتنة فى الشارع المصرى. فالهدف الرئيسى ليس أن يزرع الفتنة بين النظام والشعب رغم أنه من ضمن الأهداف الرئيسية، ولكن الأهم الفتنة بين المصريين بعضهم البعض، وذكرت الوثيقة أن توتر العلاقات مع الدوحة لأى نظام عربى، سوف يجر عواصم هذا النظام أو ذاك لأزمة مخيفة وأكدت أن ذلك باعتبار أن النظام القطرى يستخدم قناة الجزيرة دائما كأداة لتصفية الحسابات مع خصومه، وهذه الوصفة نجحت نجاحًا منقطع النظير أكثر من مرة فى إشعال الجو العام فى عدد من البلدان العربية، مرورًا بسوريا ووصولًا إلى دول مجلس التعاون الخليجى التى انتفضت مؤخرا ضد نظام الدوحة، واتهمته بدعم قوى الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة، وكشف كتاب صدر مؤخرا قام كل من «نيكولا بو جاك مارى بورجيه» أفضل صحفيى فرنسا فى إجراء التحقيقات الخطيرة وكشف الصفقات الدولية بتأليف كتاب بعنوان «قطر هذا الصديق الذى يريد بنا شرًا» تناول تأسيس قناة الجزيرة القطرية وأغراضها الغامضة السرية وجاء فيه أن إطلاق قناة الجزيرة كان فكرة يهودية عمل على تنفيذها الأخوان «ديفيد وجان فريدمان» فرنسيان أصلهما يهودى، ومن خلال الأعضاء فى منظمة الإيباك «لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية»، تمكنا من إقناع أمير قطر بهذا الأمر، حيث وجد فيه فكرة مثالية تفتح أبواب العالم العربى لإسرائيل، واتهم الكتاب قطر بتمويل الإرهابيين فى سوريا بالأسلحة والمال وتناول زيارة القرضاوى إلى إسرائيل بداية عام ٢٠١٠ وحصوله على شهادة تقدير من الكونجرس الأمريكى بوصفه أحد عملاء أمريكا فى المنطقة، والدليل عدم وجود اسمه ضمن لائحة الشخصيات غير المرغوب فيها فى الولايات المتحدة، وجاء أيضا فى كتاب مهم وخطير بعنوان «قطر وإسرائيل.. ملف العلاقات السرية» سنقوم بتناوله بالتفصيل لاحقًا لأهميته وخطورته للمؤلف «سامى ريفيل» أول دبلوماسى إسرائيلى يعمل فى قطر، وكان رئيس أول مكتب لتمثيل المصالح الإسرائيلية فى الدوحة خلال الفترة من عام ١٩٩٦ حتى ١٩٩٩ وعمل بمكتب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية ضمن فريق كانت مهمته دفع علاقات التطبيع الرسمية الأولى بين إسرائيل ودول الخليج العربى وتنمية التعاون الاقتصادى بين إسرائيل والعالم بأكمله، ويربط الدبلوماسى الإسرائيلى بين صعود حمد بن خليفة آل ثان أمير قطر إلى سدَّة الحكم بعد انقلابه على والده وتسريع العلاقات بين قطر وإسرائيل وقال: إن الأمير سارع لتوطيد علاقات بلاده مع أمريكا عبر توقيع اتفاقية دفاع مشترك معها، والسماح لها بإقامة قواعد عسكرية أمريكية فى قطر الأمر الذى وفر حماية أمريكية للإمارة فى مواجهة أى ضغوط قد تتعرض لها من جانب الكبار المحيطين بها لا سيما السعودية وإيران، ويدعى أن التوترات التى شهدتها العلاقات المصرية القطرية ترجع إلى الضغوط التى مارستها مصر على قطر لكبح جماح تسارع علاقاتها مع إسرائيل، بسبب قلق القاهرة على مكانتها الإقليمية ولشعورها بتضاؤلها.. وللحديث بقية.