«السكتة الدماغية».. يبدو المصطلح مرعبًا، وهو بالفعل كذلك، لكن هناك مؤشرات مرضية، فى حال رصدها المريض بدقة، ولجأ إلى الطبيب مبكرًا فإنه سيقى نفسه مما لا تحمد عقباه.
ووفق الدكتور وليد الشهاوى إخصائى أمراض المخ والأعصاب، فإن هناك خمسة أعراض إذا لوحظت على مريض فعليه أن يهرع إلى الطبيب، ذلك أنه مرشح للإصابة بالسكتة الدماغية، وتتمثل فى ظهور اضطرابات لغوية مفاجئة كعدم وضوح الكلام أو تبديل مقاطعه وكذلك مواجهة صعوبة فى فهم الآخرين.
كما أن أعراض السكتة الدماغية لا تقتصر فقط على الاضطرابات اللغوية، بل يمكن أن تظهر أيضا فى صورة شلل مفاجئ أو الشعور بالتنميل.
أما العرض الثالث فهو الإصابة بدوار مصحوب بعدم الشعور بالاستقرار أثناء المشى، فى حين يتمثل العرض الرابع فى الإصابة باضطراب فى الرؤية، ويمثل الصداع الشديد آخر الأعراض التقليدية المميزة للإصابة بالسكتة الدماغية.
وترجع الإصابة بالسكتة الدماغية إلى حدوث خلل شديد فى إمداد المخ بالدم بسبب تمزق أو انسداد أحد الأوعية الدموية بالمخ بصورة مفاجئة.
ويقول إن النزيف تحت الطبقة العنكبوتية أو تحت العنكبوتية شكل غير شائع من السكتات الدماغية، وينجم عن نزيف دموى على سطح الدماغ، ويعد حالة خطيرة جدًا قد تفضِى إلى الموت.. وقد تأتى على شكل تدهور فى درجة الوعى أو الغيبوبة.
لا تعرف حتى الآن الأسباب الحقيقية وراء حدوث نزيف الدم الدماغى لدى بعض الأشخاص دون سواهم، ولكن هناك بعض الأسباب التى تزيد من خطر الإصابة بها، مثل التدخين والكحوليات.
ومن الأسباب الأقل شيوعا للنزف تحت العنكبوتية العيوب الخلقية فى الأوعية الدموية، والتهاب الأوعية الدموية المخية.
وكثيرًا ما تسبب إصابات المخ الشديدة نزفا تحت العنكبوتية، ولكنها تصنف كحالة منفصلة تعرف باسم النزف تحت العنكبوتية الرضية.
ويمكن للنزف تحت العنكبوتية أن يحدثَ فى أى عمر، حتى فى سن الطفولة، إلا أنه أكثر شيوعًا عند البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين ٣٥ و٦٥ سنة؛ ويبدو أن النساءَ أكثر عرضة بقليل للإصابة به من الرجال.
من غير الممكن دائمًا الوقاية من الإصابة بالنزف تحت العنكبوتية، إلا أن هنالك بعض الأشياء التى يمكن فعلها للتقليل من خطر الإصابة به.
تشتمل الخطواتُ الثلاث الأكثر أهمية للحد من خطر الإصابة بالنزف تحت العنكبوتية على: التوقف عن التدخين والامتناع عن تناول الكحول واتخاذ خطوات للحفاظ على مستوى ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وإنقاص الوزن فى حال كان الشخص يعانى من البدانة.
ويقوم الفريق الطبى بإجراء أشعة مقطعية على المخ لتوضيح مكان النزيف بالإضافة إلى أشعة بالقسطرة التداخلية لتشخيص السبب ومكان التمدد الشريانى.
فى حال ثبوت الإصابة بالنزف تحت العنكبوتية، أو الاشتباه بها بدرجة عالية، فسوف يجرى نقلُ المريض إلى وحدة الرعاية العصبية المركَّزة، حيث يُعطى الأدية المناسبة للوقاية من المضاعفات قصيرة المدى، وقد يخضع لإجراء طبِّى يهدف إلى إيقاف النزف عن طريق القسطرة التداخلية وتركيب مواد خاصة لغلق التمدد الشريانى.
وعلى الرغم من أنَ نسبة الإصابة بالنزف تحت العنكبوتية قد تحسنت فى العقود الأخيرة الماضية، إلا أن حوالى نصف الإصابات تكون مميتة، والناجين منها قد يعانون من مضاعفات طويلة المدى. وقد تكون فترةُ الشفاء طويلة ومتعبة للمريض.