«رابعة» انطلاقة حقيقية لى فى عالم النجومية والشهرة
يوسف شاهين مخرج عالمى وتعلمت منه أشياء رائعة
جيلى كان يعشق عمله ويعطيه دون مقابل وكل فنان كان بداخله حالة فنية خاصة
فنانة لها طعم خاص تميزت به منذ بدايتها فى فيلم «رابعة العدوية» ورافقها هذا التميز طوال مشوارها الفنى الحافل، الذى تواصل على مدار عقود قدمت خلالها العديد من الأعمال الفنية الرائعة، بعضها أصبح علامات بارزة فى تاريخ السينما المصرية.. هى الفنانة الكبيرة نبيلة عبيدة، التى التقت معها «البوابة» فى حوار ألقت من خلاله الضوء على محطات مهمة فى مشوارها الفنى والإنسانى معًا.
■ بداية.. لماذا اختفيت وابتعدت مؤخرا عن الساحة الفنية؟
- عقب تجربتى فى برنامج «نجمة العرب» قررت الابتعاد فترة عن الساحة وكذلك عن الصحافة والإعلام ليشتاق لى جمهورى مجددا.
■ عودة إلى الوراء.. كيف كانت بداياتك الفنية؟
- أول من قدمنى للسينما زوجى فى دور صغير بعدها اختارنى المخرج عاطف سالم لبطولة فيلم «رابعة العدوية»، بعدها طلب الزواج منى ووافقت رغم فارق العمر بيننا وقتها، وحدث الانفصال بعدها، ولا أريد الخوض فى تفاصيله.
■ ماذا عن ذكرياتك المرتبطة بـ«رابعة العدوية»؟
- هو من أهم الأعمال التى قدمتها طوال مشوارى الفنى، ووقعت عقده وقتها قبل عرض فيلم «مافيش تفاهم»، وقتها طلب منى عاطف سالم مقابلة المنتج حلمى رفلة فى مكتبه، وذهبت بصحبة أحد أقاربى إلى هناك، حيث التقيت المخرج نيازى مصطفى الذى اختبرنى ونجحت فى الاختبار ووقع على الاختيار لدور البطولة فى الفيلم الذى فتح لى أبوابا كثيرة بعدها فى عالم الفن.
■ ألم ينتابك الخوف وقتها.. وهل توقعت نجاحه؟
- نعم، ولم أصدق لفترة أننى سأقوم بدور البطولة، وأتذكر أنى حينما كنت أتدرب على المشاهد أن دموعى كانت تسيل وصوتى يتهدج بسبب روعة السيناريو، بعدها نلت إعجاب الجميع، وأديت الدور فى الفيلم الذى كان انطلاقة حقيقية لى فى عالم النجومية والشهرة.
■ كيف تغلبت على صعوبات البدايات؟
- حياتى كانت مليئة بالأحداث والتجارب، وكل تجربة مررت بها تعلمت منها الكثير، لكن حياتى الفنية لم يكن بها صعوبات حقيقية، لأنى ولدت نجمة منذ قدمت دور البطولة فى «رابعة العدوية».
■ لم ترضى عن فيلم «رحلة داخل امرأة» الذى شاركتك فيه نادية لطفى.. لماذا؟
- بالعكس.. أنا راضية عن هذا الفيلم تماماً، وقدمت دورى فيه على أفضل ما يكون ونادية صديقة عزيزة علىَّ، ولم أتركها فى وعكتها الصحية الأخيرة وأسأل عنها باستمرار هى ومديحة يسرى.
■ كيف كانت المنافسة مع نجمات جيلك؟
- لم تكن هناك نجمة أحسست بالغيرة إزائها منذ أن دخلت مجال التمثيل حتى الآن، وجيلنا كان مختلفا لم يكن يفكر بسطحية، وكل نجمة كانت تقدم أفضل ما لديها فى المنطقة الخاصة بها، وجمع بيننا دوما الحب والاحترام.
■ قدمت فيلم «الآخر» مع يوسف شاهين لكنك لم تعملى معه بعدها.. لماذا؟
- بداية تعلمت منه أشياء رائعة على المستويين الإنسانى والفنى، وحلم عمرى كان العمل معه، فأنا أراه مخرجا عالميا، وأتذكر عندما كنت أصور مشهدا معه فى الفيلم، أخبرنى مساعده وقتها المخرج خالد يوسف، بأن شاهين غاضب منى بسبب المكياج الذى أضعه وقللت المكياج فى اليوم التالى، لكن شاهين لم يعجبه أدائى فقررت الانسحاب من الفيلم، ولم يتمسك بى وصدمت، وجلست فى غرفتى فى الفندق وبعدها فوجئت به يدخل غرفتى وأخبرنى بأنه كان يضحك معى لإرهابى فقط، وطلب منى استكمال التصوير.
■ مررت بتحول نوعى مع الكاتب إحسان عبدالقدوس والمخرج أشرف فهمى.. كيف حدث ذلك؟
- من حسن حظى أنى تعاملت مع هؤلاء، وأصبحت بطلة لروايات الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ، فى أفلام المخرج الكبير أشرف فهمى، وحينما قمت بذلك كنت أقرا كثيرا وأبحث وأنقب بتدقيق عن الشخصية التى أجسدها، وأوجعنى رحيلهم لأنه كانت بينى وبينهم كيمياء خاصة من الصعب أن تتكرر الآن.
■ لم تنجبى أطفال ورغم ذلك برعت فى تقديم دور الأم فى فيلم «العذراء والشعر الأبيض».. فكيف نجحت فى ذلك؟
- أعطيت عمرى كله للفن، وضحيت بأشياء كثيرة من أجله، أهمها حلم الأمومة، ودور الأم الذى قدمته فى فيلم «العذراء والشعر الأبيض» من أروع الأدوار وأهمها فى تاريخ السينما المصرية، وقمت بتجسيده آنذاك ببراعة لأن دورى فيه قريب للغاية من دورى الحقيقى فى الحياة، وهو عدم الإنجاب، حيث حلم «دولت» التى جسدتها كانت ترغب فى الإنجاب.
■ ألا تراودك فكرة التبنى الآن؟
- منذ فترة كبيرة وأنا أفكر فى هذا الأمر خاصة أنى فى هذه المرحلة من العمر، وأنا الآن فى سبيلى لأن أتبنى طفلتين، لأننى أعشق البنات أكثر من الأولاد، وسأقوم بإنهاء الإجراءات خلال الفترة المقبلة، وهو قرار أعتقد أنه مناسب لى حاليا.
■ قدمت أفلاما سياسية رغم عدم حبك للسياسة.. ما تعليقك؟
- الأمر صدفة بحتة، وأيضاً فيلم «كشف المستور» كان من اختيار وحيد حامد وغيره من الأعمال من اختيارات الكتاب، فأنا دائماً فى اختياراتى الفنية بعيدة كل البعد عن أهوائى الشخصية.
■ هل أنت راضية عن كل الأعمال التى قدمتها؟
- ولدت نجمة من خلال فيلم «رابعة العدوية»، وبعده انهالت علىَّ العروض وقدمت العديد من الأعمال التى تركت بصمة فى تاريخ السينما، ولم أندم إلا على عمل أو اثنين بالكثير، ما عدا ذلك فأنا راضية كل الرضا.
■ ماذا يمثل لك لقب «نجمة مصر».. ومن الذى منحك هذا اللقب؟
- جمهورى هو الذى منحنى هذا اللقب، وأعتبره تاجا على رأسى، وحب الجمهور هدية كبيرة منحها الله لى، ولا تعوض بكنوز العالم أجمع.
■ كيف ترين قرار الدولة بدعم السينما المصرية بمبلغ ٥٠ مليون جنيه؟
- القرار جيد للغاية ولا بد من تنفيذه فعلياً، لأن هناك تغييرا جذريا طرأ على صناعة السينما، وحال السينما الآن اختلفت عن الماضى، كما أن ذوق الجمهور تغير كثيراً وأصبح يميل إلى العنف أكثر من الرومانسية، وأتمنى أن تعود السينما إلى سابق عهدها وتزدهر مرة أخرى.
■ جيلكم حقق نجاحا كبيرا كما ارتبطت الناس بكم.. كيف حدث ذلك؟
- جيلى كان يعشق عمله ويعطيه دون مقابل، وكل فنان كان بداخله حالة فنية خاصة، لذلك من الصعب تكرار هذا الجيل.
■ كيف تلقيت خبر رحيل الفنان محمود عبدالعزيز؟
- توفى وأنا خارج مصر، وحزنت كثيرا بل فقدت النطق وهو فنان كبير جمعتنا أعمالا رائعة معا منها «أرجوك اعطنى هذا الدواء» «والعذراء والشعر الأييض» وحققنا دويتو ناجحا للغاية سينمائيا، الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة، وأتذكر أنى التقيته حينما كنت فى فرنسا، حيث كنت أتناول العشاء فى مطعم مع بوسى وفوجئت به على المقعد المجاور، وتوجهت له وتحاورنا كثيرا، وذلك كان لقاءنا الأخير، لكن كنت دوما أسأل عنه زوجته، وبرحيله فقد الوسط الفنى أهم أعمدته.
■ أى أعمالك معه أقرب إلى قلبك؟
- فيلم «العذراء والشعر الأبيض».
■ ظهر فنانون شباب نالوا نجاحا فنيا وجماهيريا.. هل تتابعين أعمالهم؟
- أشاهد كل أعمالهم، وهذا الجيل يستحق مكانة أفضل، كما أن هناك كتابا ومخرجين جددا أثبتوا أنفسهم ببراعة فائقة، وهناك أعمال فرضت نفسها بقوة على الساحة، لكن أكثر ما نال إعجابى خلال الفترة الماضية هو مسلسل «ونوس» للفنان يحيى الفخرانى، فهو مسلسل له تركيبة خاصة، وإخراجه كان رائعا، واتصلت بالفخرانى وهنأته عليه.
■ هل هناك فنانة من الجيل الجديد تشبهك؟
- أنا ضد التكرار، فكل فنانة لديها موهبة متفردة من نوعها وخيال تمتاز به عن الأخرى، وفيما يخصنى أعتقد أنه ليست هناك من تشبهنى.
■ ما الذى دفعك للمشاركة فى مسلسل «كيد النسا» رغم رفضك المشاركة فى أعمال كثيرة؟
- عندما عرض على الدور أعجبت به للغاية، ووجدت شخصية «حلاوتهم» التى جسدتها مختلفة عن كافة الشخصيات التى قدمتها قبل ذلك، لذلك قررت العودة للدراما بدور مختلف، وتلقيت ردود أفعال جيدة للغاية.
■ انتقدك البعض لمشاركتك فى هذا العمل.. فكيف استقبلت ذلك؟
- عندما جسدت هذا الدور قدمته من منطلق حبى لهذه التركيبة لأننا كنا نمر بظروف عصيبة وقتها بسبب أحداث الثورة، وأيضاً لأن كاتبه هو السيناريست المتميز حسين محرم، وهو بمثابة ابن لى، وأردت تقديم دورا خفيف الدم.
■ لمَ قبلت المشاركة فى برنامج «نجمة العرب»؟
- تجربة مختلفة عن كل برامج المسابقات التى قدمت طوال الفترة الماضية، كانت فكرته البحث عن فتاة قريبة من أدوارى وحياتى وليست شبيهة، وحقق نجاحا كبيرا، وتلقيت عنه ردود أفعال إيجابية.
■ ما حقيقة الخلاف الذى نشب بينك وبين المخرج أحمد شفيق عضو لجنة تحكيم البرنامج؟
- لم تحدث خلافات، وأحمد مخرج متميز واعتذر بعد فترة بسبب ارتباطه بعمل، لذلك لم يستكمل البرنامج، وأنا أحترم فنه وموهبته المتميزة، وتجمعنى به علاقة صداقة وطيدة.
■ عملت مع نجوم كبار.. من كنت تشعرين أمامه بالهيبة؟
- وحش الشاشة فريد شوقى، رغم أنه كان يساعدنى كثيراً ومتواضعا للغاية ويوجهنى دائماً، وهو فنان عظيم من الصعب أن يتكرر.
■ لماذا لم تكتبى سيرتك الذاتية؟
- قررت ذلك، لأنها مليئة بالفعل بالعديد من الأحداث والتجارب والمواقف،
ومن خلالها سأعرض بعضا من أشياء كثيرة مررت بها كإنسانة وفنانة، وسأقدمها من خلال حلقات من إنتاجى، وسأروى أنا بنفسى كل الأسرار والتفاصيل، حتى لا يعبث أحد بحياتى بعد رحيلى ويشوه صورتى، فضلا عن كتاب أعده أيضا فى هذا الإطار.
■ ماذا عن نبيلة عبيد الإنسانة؟
- أنا من برج الدلو، ونبيلة عبيد كإنسانة شخصية طيبة للغاية، لست قوية على عكس الأعمال التى قدمتها بهذه الصورة، عاطفية كثيرا فى حكمى على الأمور، رغم أن عقلى يتحكم فى العديد من الأمور، ولكن قلبى يتغلب عليه فى النهاية، وبداخلى طفلة صغيرة كلما كبرت فى العمر أصبحت أكثر نضجا.
■ من هم أصدقاؤك المقربون؟
- أنا شخصية اجتماعية للغاية، وأحب الناس وأعشق الجلوس معهم، ومنذ فترة كبيرة لم ألتق بالعديد من الأصدقاء إلا فى المناسبات والندوات والاحتفالات، وصديقتى المقربة للغاية هى الإعلامية سهير شلبى، تجمعنا معا صداقة محبة وود منذ زمن بعيد، أيضا عواطف سراج الدين، حيث أشعر معها بالراحة والطمأنينة وأتحدث معهما فى أمور خاصة للغاية.
■ ماذا غيرت الحياة فى نجمة مصر «نبيلة عبيد»؟
- كل شيء، فأصبحت أنظر إلى نفسى نظرة أخرى، وهناك حساب لنفسى، ماذا أفعل، وما الذى يجب أن أقدمه لذاتى فى هذه المرحلة العمرية، وهذه الأيام أعيش مرحلة التأمل.
■ ما مفتاح شخصية نبيلة عبيد؟
- أنا إنسانه طيبة، ويطلقون علىَّ «صاحبة القلب الحلو» لأننى أكن كل المحبة للجميع، ومفاتيحى بسيطة للغاية، إن كل شخص يتعامل معى يكون صادقا دون أى مصالح، ويخاف علىَّ ويتعامل معى بضمير، ويكون لديه أمانة.
■ ما أصعب لحظة مررت بها فى حياتك؟
- لحظة فراق أمى، هى أصعب لحظة فى حياتى، فقد كانت لى كل شيء، وأصبحت بعدها دون روح، وأتذكر نصائحها لى دائماً، الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة.
■ حدثينا عن قصة زواجك من أسامة الباز؟
- تزوجته وأنا فى مرحلة النضج، واستمر زواجنا ٩ سنوات، وأعجبت بعقله المستنير، وتعلمت منه الكثير، وأعتبر أيامى معه من أجمل أيام حياتى، ولا أريد الخوض أكثر من ذلك، فهى صفحة وانطوت، وأدعو له أن يرحمه الله ويجعل مثواه الجنة.
■ كيف ترين رؤساء مصر؟
- كل رئيس له مميزاته وسقطاته، وليس لى موقف تجاه رئيس معين حتى مع مبارك كما قيل، ولا أريد الخوض نهائياً فيما مضى، لكن لدى يقينا أن الرئيس السيسى يواجه حربا شرسة، وأقول له «الله يحميك وينصرك»، ولا بد أن نقف بجانبه، فهو رجل مخلص ويعشق بلده.