الحكاية طريفة وشيقة وممتعة وصالحة لرسم جزء مما نشهده الآن فى مصر من أحاديث وأحداث.
يحُكى أنه كانت هناك قرية صغيرة خارج نطاق المدنية يقطنها أناس تقليديون طيبون، وفى أحد الأيام استيقظ سكان القرية ليجدوا حفرة كبيرة على قارعة الطريق سقط فيها عشرات المارة ليلا، فمات من مات وأصيب من أصيب، احتشد الناس وتناقشوا وتداولوا فيما بينهم وطرحوا الأفكار والحلول لمواجهة الأزمة، وبعد مشاورات اتفق الناس على تقديم طلب عاجل إلى عمدة القرية لردم الحفرة.
وفى الصباح جمع العمدة عائلته وخدمه وسألهم المشورة فى مشكلة الحفرة، رفض حاشية العمدة ردم الحفرة، وقال: إنه يمكن وضع سيارة إسعاف إلى جوارها لتنقل من يسقط فيها بسرعة إلى المستشفى حتى يتم علاجه.
فى اليوم التالى وضعت سيارة الإسعاف لكن فى الليل تجاوز عدد من سقط فى الحفرة إمكانيات سيارة الأسعاف واحتشد الناس فى الصباح ليجدوا عشرات القتلى والمصابين الذين سقطوا ليلا فى الحفرة، ومرة أخرى قدم الناس طلبا إلى العمدة بردم الحفرة.
وتحت ضغوط الناس جمع عمدة القرية رجاله وحكماءه مرة أخرى وسألهم المشورة لمواجهة أزمة الحفرة، وحفظ أرواح المارة، واقترح أحد الحضور أن يتم إنشاء مستشفى صغير إلى جوار الحفرة حتى يتسنى علاج كل من يقع فيها سريعا ويتم إنقاذ روحه.
وبالفعل تم بناء المستشفى بعد تبرع عدد من وجهاء القرية فى أقل من أسبوع ، لكن أيا من الأطباء لم يقتنع بكونها مستشفى حقيقى ويقبل بالعمل فيها، وهكذا تكررت الأزمة وتكرر سقوط المارة ليلا فى الحفرة.
ومرة ثالثة احتشد الناس غاضبين وكتبوا عريضة جديدة للعمدة يطلبون فيها بردم الحفرة، واشتاط العمدة غضبا وقرر دعوة رجاله مرة أخرى، وخطب العمدة فى الحضور بأن الحفرة هى أكبر خطر يهدد القرية، وأن على الحكماء والعقلاء طرح حل نهائى لها يضمن حفظ الأرواح وحماية الأمن، وبعد مداولات واجتماعات ومناقشات صاخبة وافق العمدة على اقتراح أحد رجاله الذى كان "ردم الحفرة تماما وحفر حفرة شبيهة إلى جوار المستشفى العام".
تذكرت الحكاية بحذافيرها وتفصيلاتها وأنا أتابع مسلسل تعامل حكومة الدكتور حازم الببلاوى برخاوة وبرود وعدم اكتراث مع حكم القضاء النهائى بحظر جماعة الإخوان المسلمين، والتحفظ على كافة ممتلكاتها وتجريم أنشطتها، فما زالت بلادى تعانى من حق الحُفرة فى اصطياد ضحاياها، والله أعلم.
فى اليوم التالى وضعت سيارة الإسعاف لكن فى الليل تجاوز عدد من سقط فى الحفرة إمكانيات سيارة الأسعاف واحتشد الناس فى الصباح ليجدوا عشرات القتلى والمصابين الذين سقطوا ليلا فى الحفرة، ومرة أخرى قدم الناس طلبا إلى العمدة بردم الحفرة.
وتحت ضغوط الناس جمع عمدة القرية رجاله وحكماءه مرة أخرى وسألهم المشورة لمواجهة أزمة الحفرة، وحفظ أرواح المارة، واقترح أحد الحضور أن يتم إنشاء مستشفى صغير إلى جوار الحفرة حتى يتسنى علاج كل من يقع فيها سريعا ويتم إنقاذ روحه.
وبالفعل تم بناء المستشفى بعد تبرع عدد من وجهاء القرية فى أقل من أسبوع ، لكن أيا من الأطباء لم يقتنع بكونها مستشفى حقيقى ويقبل بالعمل فيها، وهكذا تكررت الأزمة وتكرر سقوط المارة ليلا فى الحفرة.
ومرة ثالثة احتشد الناس غاضبين وكتبوا عريضة جديدة للعمدة يطلبون فيها بردم الحفرة، واشتاط العمدة غضبا وقرر دعوة رجاله مرة أخرى، وخطب العمدة فى الحضور بأن الحفرة هى أكبر خطر يهدد القرية، وأن على الحكماء والعقلاء طرح حل نهائى لها يضمن حفظ الأرواح وحماية الأمن، وبعد مداولات واجتماعات ومناقشات صاخبة وافق العمدة على اقتراح أحد رجاله الذى كان "ردم الحفرة تماما وحفر حفرة شبيهة إلى جوار المستشفى العام".
تذكرت الحكاية بحذافيرها وتفصيلاتها وأنا أتابع مسلسل تعامل حكومة الدكتور حازم الببلاوى برخاوة وبرود وعدم اكتراث مع حكم القضاء النهائى بحظر جماعة الإخوان المسلمين، والتحفظ على كافة ممتلكاتها وتجريم أنشطتها، فما زالت بلادى تعانى من حق الحُفرة فى اصطياد ضحاياها، والله أعلم.
-------------------------
mostafawfd@hotmail.com
mostafawfd@hotmail.com