تلقيت اتصالًا هاتفيًا الساعة 12،30 بعد منتصف الليل من زميل يسغيث بي قائلًا: "إنجدني.. مريض قلب حالته متأخرة ومش لاقيين له دواء".
استيقظت فورًا كعادتي وأجريت عدة اتصالات بصيادلة كثيرين في نطاق القاهرة والجيزة وللأسف كافة المحاولات باءت بالفشل وكان الرد من معظم الصيادلة يا أستاذ ضياء عرف وزير الصحة إني الأدوية ناقصة بجد، لم أعلم ماذا أفعل لإنقاذ هذا المريض ولكن فوضت أمري إلى الله وتوجهت للنوم مرة اخري، وفي الساعة 6 صباحا من نفس اليوم تلقيت اتصالًا آخر من زميلة تستغيث بقوة: "جدتي التي تبلغ من العمر 90 عامًا سقطت على الأرض ونقلناها لمستشفى قصر العيني وهي الآن في حالة حرجة ويتم تجهيزها للدخول للعمليات بسبب حدوث انفجار في العين والطبيب يؤكد لا بد من توفير الدواء قبل الدخول للعمليات حتى لا تتدهور الحالة الصحية للمريضة.
استيقظت مرة أخرى وأجريت اتصالات كثيفة للغاية بصيادلة وللمرة الثانية باءت المحاولات بالفشل والرد مفيش ادوية عندنا 1600 صنف ناقص في زيك كل يوم 1000 مريض مش لاقيين دواء ومنهم مرضي بيموتوا.
قررت أن أواجه الأمر وأجريت اتصالات كثيفة بالدكتورة رشا زيادة رئيس الإدارة المركزية لقطاع الصيدلة بوزارة الصحة والسكان والمسئولية الأولى والأخيرة عن ملف الدواء بصفة عامة والتي اعتدت أن أنشر تصريحات تنفي نقص الدواء على لسانها.
أنا: صباح الخير دكتورة رشا أنا آسف للإزعاج صباحًا.
هي: صباح النور أؤمرني.
أنا: زميلة لي تستغيث لتوفير الدواء لمريضة داخل غرفة العمليات.
هي: إبعت لي فورًا الروشتة.
قمت بالفعل بإرسال الروشة لها علي تطبيق الواتس آب وللأسف ذهبت ولم تعد فالمسئولة لم ترد بالسلب أو بالإيجاب إلى الآن.
وهنا يوجد تساؤلات لوزير الصحة: إلى متى ستظل تنفي أن هناك نواقص عديدة في الأدوية؟ ماذا أعددت للقضاء على هذة الأزمة؟ من يتحمل مسئولية المرضى الذين توفوا وسيتوفوا تباعًا بسبب هذه الأزمة؟
نعلم أن وزير الصحة طبيب ويعلم سيادته أهمية الأدوية وخطورة عدم توافرها على المريض وأهمية بعضها اثناء العمليات واخري اثناء الولادة، ويعلم سيادته أيضًا أن الأدوية الناقصة جميعها تخص الامراض الخطيرة، فلماذا يصمت الوزير إلى الآن على أزمة النواقص وما يقوم به فقط هو النفي.
لذلك اقترح أن يستقبل وزير الصحة 10 مرضى من مستشفيات مختلفة بشكل مفاجئ ويتوجه بصحبتهم لصيدليات باختيار عشوائي ويعيش بنفسة رحلة البحث الصعبة عن الأدوية.
أخيرًا أتمنى أن يقع هذه المقال تحت يد الرئيس عبدالفتاح السيسي حتى يمسك بخيط من هذه الأزمة ويعلم أهميته وخطورة ويوجه بحله بأي شكل من الأشكال.