الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

صادق جلال العظم.. حكاية فيلسوف قاد الثورة السورية

صادق جلال العظم
صادق جلال العظم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحيل الفيلسوف والمفكر السوري الكبير صادق جلال العظم في مقر إقامته بألمانيا في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، قد يدفع الكثيرون من المثقفين العرب لاستحضار سيرته الحافلة بإنجازات فكرية كبيرة ومواقف أثارت جدلا واسعا اتفق معها البعض ولفظها البعض.
ولد العظم في دمشق عام 1934، وتخرّج بدرجة امتياز في قسم الفلسفة في الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1957، ليحصل بعدها على الدكتوراة من جامعة "ييل" في الولايات المتحدة الأميركية باختصاص الفلسفة المعاصرة، حيث قدّم أطروحته حول الفيلسوف الفرنسي "هنري برغسون".
شغل عدّة مناصب، من أهمها أستاذ للفلسفة والفكر العربي الحديث والمعاصر في جامعة نيويورك والجامعة الأميركية في بيروت التي سيُفصل منها لاحقًا بعد الضجة الكبيرة التي أثارها صدور كتابه نقد الفكر الديني ثم يغادر بيروت التي سُجن فيها لمدة بسيطة على خلفية هذا الكتاب للتدريس في الجامعة الأردنيّة، قبل أن يعود إلى دمشق ليعمل أستاذًا في جامعتها.
ترأّس صادق جلال العظم تحرير مجلة الدراسات العربية الصادرة في بيروت، ثم شغل منصب رئيس قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية في كلية الآداب بدمشق بين عامي" 1993-1998".
بعد تقاعده تنقل العظم بين جامعات عدّة في العالم، حيث عمل أستاذًا في جامعتي برنستون وهارفارد في أميركا، وفي جامعات هامبورغ وهومبولت وأولدنبورغ في ألمانيا، وفي جامعة توهوكو في اليابان وفي جامعة أنتويرب في بلجيكا، وهو عضو في أكاديمية العلوم والآداب الأوروبية، ومن أهم المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي.
كان المفكر العظم ضمن أبرز رموز ربيع دمشق، واتخذ موقفًا مبكرًا مؤيدًا للثورة السورية، ورفض تسمية ما يحدث بالحركة الاحتجاجية، وبرحيله اليوم يختم المفكر والفيلسوف السوري صادق جلال رحلة غنية بالإنتاج الفكري المميز، تاركًا سجلًا حافلًا من الكتب والمقالات، بعد أن طرق أبوابًا محظورة في عالم الفكر والثقافة والسياسة والاجتماع إلى أن حاكت الثورة السورية ضميره الفكري، ورأى فيها الخلاص من سطوة الديكتاتور والزعيم الملهم
حاز العظم عدّة جوائز دوليّة، كان آخرها "وسام الشرف الألماني" من معهد غوته الألماني في يونيو 2015، كما نال جائزة ليوبولد لوكاش للتفوق العلمي سنة 2004، والتي تمنحها جامعة توبينغن في ألمانيا وجائزة إيرازموس الشهيرة في هولندا.
وفي العام 1969 نشر الدكتور صادق جلال العظم كتابه الشهير "نقد الفكر الديني"، الذي أثار ولا يزال عاصفة كبرى من النقد المؤيد أو المعارض في العالم العربي والإسلامي، وتعرض كاتب الكتاب وناشره إلى المحاكمة والملاحقات القانونية في بيروت، بحجة إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعنصرية، أو الحضّ على النزاع بين مختلف طوائف الأمة أو تحقير الأديان، بالرغم من أن الكتاب كما جاء في حيثيات الحكم الصادر بحق العظم يضم مقالات، ما هي إلا "أبحاث علمية فلسفية تتضمن نقدًا علميًا فلسفيًا".
ومن أهم مؤلفاته "الحب والحب العذري"، و"فلسفة الأخلاق عند هنري برغسون"، و"دراسات في الفلسفة الغربية الحديثة"، و"النقد الذاتي بعد الهزيمة" ونقد الفكر الديني، ودراسات يسارية حول القضية الفلسطينية، والصهيونية والصراع الطبقي، وزيارة السادات وبؤس السلام العادل، والاستشراق والاستشراق معكوسًا.