الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هل تستطيع مصر أن تنفذ حكم الإعدام فى حبارة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سؤال قد يتصوره البعض فى غير موضعه ، فالطبيعى أن تكون الدولة ذات السيادة قادرة على تنفيذ أحكام الإعدام فيما تريده ، طالما فى إطار القانون طبعا ، خاصة لو كان هذا المجرم معترف بجرائمه ، مع توافر الأدلة الكاملة والإجراءات القانونية . إذا .. لماذا أسأل هذا السؤال الغريب؟ .. لو عرفتم إن كل وفد أجنبى يأتى إلى القاهرة تكن من ضمن ألوياته مطالبة مصر بألغاء عقوبة الإعدام ، ولو سافر الرئيس أو أى وفد رسمى مصرى للخارج ، يقابل بهذه المطالبة ، وتكون رقم إثنين بالكثير فى قائمة المطالبات الضغوط التى توجهها بعض القوى الدولية ضد مصر ، بعد أحاديث حقوق الإنسان .
بالتالى لم يعد طرح هذا السؤال غريبا ، فبالفعل يجب أن يعرف الرأى العام ، هل تستطيع أن تواجه الدولة المصرية كل هذه الضغوط ، التى كانت تطرح بفظاظة فى بعض الوقت ، وبدبلوماسية فى أوقات أخرى ، السؤال تجدد مع تأييد محكمة النقض للحكم على الإرهابى الأشهر "حبارة" بالإعدام شنقا ، فمن المفروض أن يتم إعدامه خلال ستين يوما ، وفق الإجراءات القانونية ، التى لم يبق منها سوى تصديق رئيس الجمهورية على القرار ، فى شكل إجرائى بحت .. فهل يتم الإعدام قريبا وفق المتوقع ، أم تتغلب علينا الضغوط الخارجية وينتصر الإرهاب وداعموه ؟، فى المقابل تتزايد ضغوط الرأى العام لتنفيذ حكم الإعدام فورا ، وبالذات مع عودة موجة الضربات الإرهابية العنيفة ، إستعدادا لذكرى يناير ، خاصة إن البعض ربط بين التفجير الإرهابى فى البطرسية وتأييد حكم إعدام حبارة ، كأنه عمل إنتقامى ، لكنه فى الحقيقة يأتى ضمن من موجة ضربات قاسية فى العمق المصرى ، يخفف بها الإرهاب وداعميه الضغط عن حلفائهم الداعشيين فى سيناء ، بعد الضربات العسكرية الأمنية المصرية القاصمة لهم خلال الفترة الأخيرة.
ولا يدور هنا الحديث عن إعدام حبارة فقط بل عن عدد من القيادات البارزة لجماعة "صهاينة الإسلام" الإخوان الإرهابية ، أبرزهم الرئيس الجاسوس الخائن محمد مرسى ومرشد الإرهاب محمد بديع ومهندس الموت خيرت الشاطر ، حيث كان قد صدر حكما منذ أيام بإعادة محاكمة مرسى ، وأسقط بذلك عنه حكم بالإعدام ، وربط البعض ذلك بالضغوط الدولية على مصر ، والتى تدار فى إطار إلغاء عقوبة الإعدام ، والتى كان يرد عليها المسئولون المصريون بإننا من الممكن أن نتحدث عن العقوبة فى قضايا قادمة ، ليس قضايا منظورة أمام المحاكم ، لأن القضاء مستقل ، لا نتدخل فيه .. خاصة إن عقوبة الإعدام عقوبة كريهة لدى البعض فى مصر ، وتتعالى مطالب بإلغائها خلال الفترة الأخيرة .. لكن فى المقابل تتعالى مطابات أن تنفذ عقوبة الإعدام علانية فى قيادات الإرهاب فى سيناء الداخل المصرى من إخوان ودواعش .
الأيام القليلة القادمة ستكون حاكمة جدا ، فى إطار تنفيذ حكم الإعدام على حبارة ، وغيره من الإرهابيين ، وعدم الإستسلام للضغوط الدولية ، التى تصل إلى التضييق الإقتصادى من وقف السياحة والإستثمار وتلغيم العلاقات المصرية الخليجية ، ووفق ما لدى من معلومات فإنه سيتم تنفيذ حكم الإعدام فى حبارة حسب التوقيات القانونية ، والبعض يقترح أن تتم فى ذكرى المذبحة التى أرتكبها فى حق الجنود المصريين برفح ، حتى تكون ردعا لأمثاله ورسالة للخارج الداعم للإرهاب .
وسيكون إعدام حبارة رسالة أقوى لمن إتهم الأمن بإنه يقف وراء التفجير الإرهابى الخطير فى كنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية ، بدعوى تحويل الأنظار عن أزمات الدولة ، فيجب أن يدرك هؤلاء الذين يعميهم غضبهم وحزنهم عن قراءة المشهد بشكل صحيح ، إن الإرهاب بذلك يضع الأمن فى أزمة حقيقية ليخفف عن الإرهابيين فى سيناء الضغوط القوية مع إستمرار الضربات الأمنية العسكرية المميتة لهم هناك ، وليدرك الغاضبون ضرورة أن تكون الجبهة الداخلية متماسكة خاصة فى ظل هذه الطروف الصعبة جدا ، خاصة إن الأمن تم إصطياده هو نفسه فى كمينى الهرم وكفر الشيخ ، وما لا يعرفه هؤلاء إن الأمن أحبط العديد من العمليات الإرهابية القوية التى كانت ستضرب الدولة فى عدة أماكن .
كل هذا العبث المسيطر على المشهد المصرى يشدد على ضرورة أن يتم إعدام حبارة فورا ، خاصة مع إقتراب مناقشة القانون المثير للفتنة المسمى بـ"العدالة الإنتقالية" ، الذى يعتبره البعض بوابة للتصالح بين الدولة والإرهابيين ، ونؤكد على إن إعدام حبارة سيؤدى إلى لم شمل الجبهة الداخلية بشكل كامل ، والتى تحتاج إلى ترميم من حين لآخر فى ظل هذه الأجواء المعقدة .