المخرج جميل المغازى هو أحد أبرز مخرجى الفيديو كليب فى مصر والوطن العربى، تعامل مع كبار النجوم على مدار سنوات طويلة، ولا يزال يواصل مسيرته المهنية، من خلال إطلاق مهرجان الأغنية العربية المصورة، إضافة إلى تجهيزه لعمل درامى جديد يخوض به السباق الدرامى لأول مرة بعيدا عن الفيديو، إضافة إلى تحمسه مؤخرا لفكرة الإنتاج الغنائى لعدد من الشباب فى محاولة منه لصنع جيل جديد من النجوم، وفى حوار خاص لـ«البوابة» كشف جميل عن الكثير من خطواته القادمة.
■ هل تغير ذوق الجمهور المصرى ونظرته للفن؟
- بالطبع مع مرور الزمن تغير الذوق العام للمصريين ونظرتهم للفن، فالجمهور أصبح يبحث عن المزيكا والصورة التى تسعده ولا يرهق نفسه فى الاستماع للطرب القوى، وحاليا جمهور المستمعين يفضل الأغانى السريعة ولا يهوى الاستماع إلى أغان طويلة بها طرب، إضافة إلى أن الفنانين أنفسهم غيروا نظرتهم للفن ليواكبوا التطور العالمى، وهذا لا يمنع عشق المستمعين للطرب الأصيل وكبار الفنانين، ولكن الأجيال الجديدة تهوى المزيكا السريعة والكليبات غير التقليدية.
■ مؤخرا قررت خوض تجربة الإنتاج الغنائى.. ما سبب تحمسك لهذه التجربة؟
- لأنى أرى أن عدد المطربين والمطربات المصريات قليل جدا، وهناك الكثير من الفنانين العرب المتميزين موجودون فى مصر، ولكننا فى حاجة لصناعة أجيال جديدة من المطربين، وبرغم وجود عدد كبير من برامج اكتشاف المواهب، إلا أنها لا تساهم فى صناعة نجوم حقيقيين، ويهتمون فقط بالصوت ويتناسوا الكثير من المواصفات الأخرى المطلوب تواجدها فى الفنان، لذلك قررت خوض هذه التجربة مع بعض الشباب.
■ هل معنى ذلك أن المطرب ليس صاحب صوت قوى فقط؟
- طبعا.. المطرب ليس صوتا فقط، لكن يجب أن يتمتع بكاريزما وصورة، والدليل أن فنانة بحجم هيفاء وهبى وانتشارها ونجاحها لا تمتلك صوتا قويا، ولكن الجمهور يعشقها ويستمع لها ويتابعها ويهتم بها أكثر من نجمات كثر لديهن صوت قوى، ولكن إطلالتهن ضعيفة وغير لافتة أو جاذبة للجمهور.
■ ماذا عن تجربة الإخراج الدرامى التى تجهز لها منذ فترة؟
- فى البداية يجب أن أوضح أنه لا فرق بين إخراج درامى أو سينمائى أو كليبات، فالجميع يعمل بطريقة واحدة الآن، وكنت بالفعل بدأت التجهيز لعمل درامى رائع وقمنا بتصوير البرومو، ولكن الظروف الإنتاجية حالت دون تحقيق ذلك، لأن العمل كانت تكلفته عالية جدا، ولكنى حاليا بصدد تجهيز مشروع جديد أخوض به السباق الدرامى العام القادم، وبدأنا عقد جلسات عمل لاختيار الفنانين المشاركين، وستكون مفاجأة كبيرة للجميع.
■ لماذا دائما تميل للجرأة فى كليباتك؟
- الجمهور يعتبرها جرأة، ولكنى أعتبرها تفكيرا خارج الصندوق ومحاولة لكسر الثوابت والتصوير التقليدى، خاصة أن هناك فرقا كبيرا بين الفيديو كليب والأغنية المصورة، والجمهور لا يعرف هذا الفرق، وعندما تعاونت مع بعض النجوم من أصحاب التاريخ الكبير- أمثال وردة وميادة الحناوى-أظهرتهم بشكل مختلف يواكب التطور، وكانوا سعداء جدا بأفكارى غير التقليدية، ودائما أبحث عن كل ما هو غير تقليدى لكسر التابوهات الثابتة فى مفهوم الفيديو كليب.
■ ما رأيك فى انخفاض عدد المهرجانات المصرية الخاصة بالمزيكا والفيديو كليب؟
- المشكلة ترجع إلى تجاهل الفنانين المصريين للمهرجانات المصرية، برغم حرصهم على حضور مهرجانات أخرى خارج مصر، وبرغم اهتمام الفنانين العرب بالمهرجانات فى مصر والإصرار على حضورها، إلا أن المصريين لا يهتمون بدعم هذه الصناعة فى مصر، برغم أهميتها، وأذكر أن الفنانة لطيفة التونسية أصرت على حضور مهرجان الأغنية العربية المصورة الأخير لدعمه، وتواجدت نجمات أخريات من لبنان مثل باسكال مشعلانى، ومن دول عربية أخرى ومنهن أروى وغيرهن، فى حين أن المطربين والمطربات المصريين رفضوا الحضور، أما النقطة الثانية فى هذه الأزمة فترجع إلى قلة التمويل لهذه المهرجانات، وعدم دعم الدولة لها.
■ لماذا نرى الاهتمام فى المهرجانات المصرية بالنجم فقط ونتجاهل باقى العناصر؟
- من الطبيعى أن يكون الاهتمام بالنجوم، ولكنى خلقت نظاما جديدا لنواكب به المهرجانات العالمية التى تهتم بكل عناصر العمل وليس النجم فقط، فالأغنية أو الفيديو كليب عبارة عن مجموعة عمل متكاملة ويجب أن نكرم الجميع، وهذا ما فعلناه فى النسخة الأخيرة من المهرجان، وكانت الجوائز بداية من النجم وحتى الكوافير والماكير مرورا بكل عناصر العمل.