مش عارف الناس زعلانة ليه من قوانين الإعلام الجديدة.. سواء الموحد.. أو «المفرط» بتشديد الراء، وهيحصل إيه يعنى لما البرلمان يوافق على ده ولا على ده؟.. أهى كلها قوانين.. يعنى هيفرق إيه قانون «هيكل الصغير» عن القوانين اللى عملها «هيكل الكبير» هل ستزيد أجور العاملين بمجال الإعلام.. وستعود لهم هيبتهم من جديد؟.. هل سيكون لكلمتهم معنى وقيمة؟.. هل هناك قانون من يوم ما الصحافة اتنشئت أجبر مسئولا واحدا فى أى حتة أن يمنح الصحفى ما لديه من معلومات؟
هل هناك قانون يعاقب الوزير إذا ما خرج بتصريح كاذب مثلما تعاقبنا كل القوانين إن نقلنا تصريحا كاذبا عن وزير كاذب فى حكومة كاذبة من ساسها لراسها؟
هل سيأمن الإعلاميون على صحفهم اللى اتمرمطت من الضغط العصبى اللى بيشوفوه كل يوم.. طب حد يشاورلى كده على نظام علاجى للصحفى أو لأى حد من أسرته يضمن إذا ما طب صريع الجلطات اللى بتطاردنا كل يوم أن يجد سريرا خاليا فى مستشفى دون أن يستلف من طوب الأرض.. ده لو لحقوه والإسعاف عرفت توصله.
طب حد يقولى هيصرف العلاج منين بعد ما يتركن ع الرف.. بالمناسبة معظم أبناء جيلى ممن لم يبلغوا الخمسين اتركنوا ع الرف فعلا وينتظرون الإعلان الرسمى للخروج على المعاش.
السادة الذين جعلوا منهم نوابا عنا فى كل شىء.. وبعضهم محسوب على الإعلام.. يتصورون أننا جميعا كل من يعمل فى هذه المهنة على شاكلة أحمد موسى وبكرى وغيرهما ممن يحصلون على الملايين من الإعلانات اللهم لا حسد - لست فى موضع القر على أحدهم - لكننى أوضح فقط أن قوانينهم الجديدة والقديمة معا لن تصلح تلك الصورة الذهنية الفاسدة التى كونها عموم الناس فى بر المحروسة عن الإعلاميين وعن حياتهم.
بدلا من هذه المناقشات العرجاء.. عن مخالفة دستورية.. أو غير دستورية.. عن تجاوز لفكرة حرية الرأى.. عن حب الصحفيين.. يا جماعة هو لو النظام عايز يحبس حد محتاج قانون علشان يحبسنا بيه.. إحنا اتحبسنا من زمان واللى كان كان.. مين الدكر فيكم اللى يتحدانى ويقول إنه يستطيع أن يتخطى حدود الزنازين التى صنعناها بأيدينا.. لقد تعلمنا فى هذه المهنة من شيوخنا - مكرم مش منهم - أن نضع حدودا لما نكتب.. مرة باسم المواءمة.. ومرة علشان «صاحب الدكانة» مايتقالوش ماترشش ميه فى الشارع ورش قدام بيتكم.. ومرة علشان البلد.. مين فينا ما اتعلمش يحبس نفسه فى «فتارين اللغة الفضفاضة» والمحسنات البلاغية العقيمة.. مين فينا يقدر يتجاوز «فخ السياسة التحريرية» وإحنا اللى اتعلمنا طول عمرنا إن السياسة معناها «المسايسة».
يا سادة الأمر ليست له علاقة بالقانون.. أى قانون.. وصدقونى مافيش فرق بين قانون والثانى إلا لون ونوع الورق اللى اكتب عليه.. مش إحنا برضه اللى عملنا الصحافة درجات وألوان.. صفرا وحمرا وخضرا.. وبيضا بالصلاة على النبى.
يا سادة ما تحرقوش دمكم على مافيش الدفاتر دفاترهم والورق ورقهم.. والشهود موجودين دايما.. والمأذون الفاسد موجود برضه.. واللى عايزه العمدة هيمشى.. الليلة أو فى ليلة ثانية.
طب هوه فيه قانون أهم من الدستور.. يا سادة إحنا مش محترمين الدستور ذات نفسه.. اللى هوه أبو القوانين.. وبنلف وندور عليه.. المشكلة ليست أبدا فى النصوص.. المشكلة دائما فى تأويلاتها.
لو لغينا الحبس من قانون العقوبات.. هتلاقوه فى قانون تانى.. اسمه مكافحة الإرهاب.. اسمه الإرهاب.. من غير اسم أصلا.. وبعدين مين قال إن الحبس بقى هوه مشكلة الإعلام.. ولا حرية الرأى.. اتكلموا زى ما انتو عايزين.. يعنى كان الكلام عمل إيه.. اصرخوا فى البرية كما تشاءون.. هوه فى حد بيسمع يعنى.. وإن سمع.. هيعمل إيه.. «إحنا بنتسلى يا اخوانا» أحوال الإعلام - طول الثلاثين سنة اللى اشتغلتهم - ما اتغيرتش.. وما أظنش إنها ناوية تتغير.. ولن يتم إنقاذ ماسبيرو المتخم بعشرات اللوائح.. ومئات المواد المانعة للإبداع والتطور.. بأى قوانين جديدة.. نحن لا نملك إرادة التغيير من الأصل.
فيا ريت يا جماعة ما حدش يتعب نفسه ويتعبنا معاه.. وبلاش الدخول فى مهاترات صغيرة من عينة الانتخابات المبكرة اللى عايزها «مكرم».. ولازم اقتراحه الرائع بإلغاء التعليم فى أقسام الصحافة.. قالك العشرة منهم بقرش.. هتخرجوا ناس جديدة تروح منين وتعمل إيه.. الأسهل والأوفر الغوا التعليم كله مش فى الإعلام بس.. ما هو كده كده مافيش شغل.. والراجل مهنى وصريح وجايب من الآخر.. مش مهم نتعلم.. مش مهم نشتغل.. مش مهم نحلم.. المهم تعملوا انتخابات مبكرة فى نقابة الصحافيين يمكن الأستاذ «يتبسم» والنبى تبسم.. تبسم والنبى..