تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
خلصت وكالات استخباراتية أمريكية بثقة عالية اليوم السبت إلى أن روسيا عملت سرا في المراحل الأخيرة من الانتخابات الأمريكية لتضر بفرص الديمقراطية هيلاري كلينتون وتعزيز فرص الجمهوري دوالد ترامب بعد أن اخترقت كلا الحزبين، مشيرة إلى تحديد هوية مسؤولين روس متورطين في الأمر.
وقال مسؤول بارز بالإدارة الأمريكية - حسب ما نقلته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية - إنهم بنوا استنتاجهم على نتيجة أخرى توصلوا إليها أيضا بثقة عالية وهي أن الروس اخترقوا أنظمة الحواسب الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إضافة إلى هجماتهم الالكترونية على منظمات ديمقراطية، لكنهم على العكس لم ينشروا البيانات التي استخلصوها من شبكات الجمهوريين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الشهور التي سبقت يوم الانتخاب، تم تسريب وثائق كثيرة من أنظمة الحزب الديمقراطي للعلن وخلصت أجهزة الاستخبارات وقتها إلى أن الروس هم من أعطوا وثائق الديمقراطيين إلى الموقع الأمريكي المختص بالتسريبات "ويكيليكس".
وأضافت "أن الجمهوريين لديهم تفسير آخر عن سبب عدم نشر وثائقهم للعلن"، لافتة إلى أنه خلال الأشهر الماضية أصر مسؤولون بالحزب الجمهوري على أن شبكاتهم ليست معرضة للخطر..مؤكدين على أن حسابات بعض الأشخاص من الحزب فقط هي التي اخترقت لكن أمس الجمعة رفض أحد المسؤولين البارزين منهم التعليق على القضية.
وتابعت "إن الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب دونالد ترامب أصدر تصريحا ليل الجمعة يعكس الانقسامات التي تكشفت بين حملته والأجهزة الاستخباراتية حول الانخراط الروسي في الانتخابات".
وذكر الفريق في بيانه "هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين قالوا إن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل..الانتخابات انتهت منذ وقت طويل بأحد أكبر الانتصارات في تاريخ المجمع الانتخابي..حان الوقت الآن للتقدم وجعل أمريكا عظيمة مجددا".
ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولا بارزا واحدا فقط من الحكومة الذي تم إطلاعه على تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي في هذا الشأن، قال إنه رغم وجود محاولات لاختراق أنظمة الحزب الجمهوري إلا أنها لم تنجح في ذلك لكن استنتاجات أجهزة الاستخبارات جاءت بأن محاولات الاختراق كانت ناجحة وهو ما تم تقديمه إلى الرئيس باراك أوباما ومسؤولين بارزين آخرين وهو ما يثير سؤالا معقدا حول ما أهداف الكرملين الروسي التي يجنيها من التدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية قوله "نحن الآن على ثقة عالية أنهم - الروس- اخترقوا لجنة الحزب الديمقراطي وكذلك لجنة الحزب الجمهوري ولكن من الواضح أنهم لم ينشروا أيا من هذه الوثائق ( بيانات الجمهوريين)".
وقالت "إنه من غير الواضح كم عدد الملفات التي تم سرقتها من الحزب الجمهوري وفي بعض الحالات لا يرى المحققون أبدا الصورة الكاملة"..مشيرة إلى أنه ليس من الواضح أيضا إذا كانت نية روسيا الحقيقية هي دعم ترامب حيث يعتقد العديد من مسؤولي الاستخبارات أن دافعهم الأساسي كان مجرد عرقلة الانتخابات وتقويض ثقة الجمهور في نزاهة التصويت".
وفي هذا الصدد، قال مسؤولون بالاستخبارات إن الروس تفاجأوا تماما مثل الجميع بفوز ترامب بالرئاسة معتقدين أنه في حالة فوز كلينتون كان الروس سيستخدمون الوثائق المسروقة من الحزب الديمقراطي للتشكيك في شرعيتها حيث خلصت أجهزة الاستخبارات أن ادعاء محاولة روسيا لمساعدة ترامب جاء أولا على صحيفة "واشنطن بوست".
وذكرت الصحيفة أنه في إخطارات تم إرسالها إلى البيت الأبيض والكونجرس، قام مسؤولو الاستخبارات بما فيهم وكالة الاستخبارات المركزية وجهاز الأمن القومي بتحديد هوية مسؤولين روس بعينهم يعتقدون أنهم كانوا مسؤولين عن الاختراقات لكن لم يتم عقاب أي منهم علنا..مشيرة إلى أن ما تم استنتاجه حول اختراق الحزب الجمهوري من المتوقع أن يتم تضمينه في تقرير مفصل مغزاه "الدروس المستفادة" مما حدث وهو ما طلب أوباما إعداده من أجهزة الاستخبارات قبل رحيله عن البيت الأبيض في 20 يناير المقبل.
وأوضحت أن التقرير يهدف إلى إعداد تاريخ شامل للمحاولات الروسية للتأثير على الانتخابات، وأيضا ترسيخ تلك الاستنتاجات الاستخباراتية قبل تنصيب ترامب رئيسا.