ما أحوجنا إلى انطلاق المشروع القومى لاستنهاض همم الشعب المصرى.. لقد علّمنا التاريخ أن هذا الشعب حينما يستيقظ وينهض يصنع المعجزات، هذه ليست مبالغات قلم ولا مغالطات كاتب، هذه حقائق مدونة فى كتب التاريخ، تجارب عديدة ونجاحات فريدة كان الشعب هو كلمة السر الوحيدة، لكن الشعب دوما كان يحتاج إلى من يطلق شرارته ويستنهض همته حتى ينطلق ليصنع المعجزات، لقد مر الشعب المصرى بظروف حالكة خلال السنوات الماضية ربما أفقدت الكثيرين منه ثقتهم فى أنفسهم، وانعكس ذلك على الجو العام والمزاج العام، فوجدنا تجار الإحباط وزبانية اليأس يعزفون ألحانًا جنائزية فى وقت كان الوطن ومن خلال مخلصيه ونجبائه وعقلائه يحتاج إلى أن ينهض، فدارت معركة حامية ما زالت آثارها شاهدة على تفاصيلها.
لكن سفينة الوطن وصلت إلى مرفأ آمن بفضل قيادة واعية وجيش جسور وشعب صبور، والآن ومع كل التحديات والأوجاع وقفت مصر على قدميها علية أبية تستعصى على أعدائها، لقد ظن البعض أن هذه الأمة، وهذا الوطن قابل للانثناء والانحناء والكسر! وظن آخرون أنهم قادرون على شراء مقدراته وإرادته، وظن فريق ثالث أن الانهيار والتفتت هو المصير المحتوم على هذه الأمة، لكن لم يفطن هؤلاء إلى أحكام التاريخ وقواعد الجغرافيا ولم يفهموا طبيعة هذا الشعب.. شعب حينما يستيقظ يزلزل.. حينما ينهض يصنع المعجزات.
هذا الشعب يستطيع أن يجبر التاريخ أن يتوقف عند تفاصيل روعته.. كل ما سبق يجعلنى أشد إيمانا واعتقادًا أننا قادرون على صناعة المعجزات، قادرون على الطرق على أبواب المستقبل حتى نجبره أن يفتح لنا الأبواب والنوافذ، قادرون على تحطيم كل الحوائط.. حوائط اليأس والإحباط.. قادرون على الانتصار على النفس ومواجهة كل التحديات.
لكن الحقيقة أن تحقيق كل ذلك ليس بالسهولة التى يظنها البعض! فوسط هذه الحالة الضبابية التى صنعتها وسائل الإعلام المأجورة والمنفلتة والجاهلة والتى صنعت حالة من اللاوعى الدائم.. وخلفت وراءها نزيفًا من دماء الوطن، بيد أن الوعى الجمعى بدأ يتسرب من ثقوب الذاكرة.. فى ظل محاولات التشكيك فى حقائق التاريخ.. فى ظل محاولات إنهاك الجيش العظيم.. فى ظل محاولات تشتيت اهتمامات الأمة، فى ظل حروب كل الأجيال فى آن واحد ومجتمعة من حروب البداوة إلى حروب الجيلين الرابع والخامس، فى ظل كل هذا يصبح الأمر صعبًا لكنه بالقطع ليس مستحيلًا، لكن استنهاض همم هذا الشعب يحتاج إلى:
- رؤية واضحة وفهم حقيقى لطبيعة هذا الشعب.
- خطة واضحة وقابلة للتنفيذ وفق الظروف والإمكانيات المتاحة.
- البدء فورًا ودون تأجيل أو تأخير أو تجميد للمشروع القومى لاستنهاض الهمم.
- قيام مؤسسة الرئاسة بنفسها بهذه المهمة فوق الاستراتيجية.
فلا أتصور أن تنجح خطة إعادة هيكلة الشخصية المصرية وإعادتها إلى مربع الجينات الحضارية والسلوكية وتفجير طاقات وإمكانيات هذه الأمة غير تلك المؤسسة الوطنية.
كل مفردات القوة الناعمة بجب أن تتضافر لخلق حالة وعى وحالة تحد وحالة عمل وحالة عزيمة وحالة صبر وحالة تسامٍ وحالة تجرد وحالة مصرية.. فلنبدأ (استنهاض الهمم).