تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
استرجع الشاعر عبده الزراع ذكرياته مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والذي تحل ذكراه في شهر ديسمبر الجاري.
ووصف الزراع، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، اليوم الجمعة، مشاهد الاحتفال التي تتعلق بذاكرته، بالقول:"إنها كانت تبدأ قبل حلول المولد بأسبوع حيث يزدحم سوق القرية عن آخره بالمارة من الأولاد والبنات الصغار، الذين يصطحبون آبائهم كي يشتروا لهم حلاوة المولد، التى كانت توضع على أرفف خشبية، بلونها الأحمر الجميل، من بداية السوق حتى نهايته، وتجد إقبالا كبيرا من الأهالي الذين يحرصون على شراء تلك الحلوى لأبنائهم، وكانوا يشترون للأولاد الأحصنة، والبنات العرائس التى كانت تصنع من السكر المطحون ويضاف إليها لون أحمر، وأحيانا كانت توجد عرائس بيضاء دون إضافة لون لها، فيبدو السوق فى أيام المولد فى أبهى صوره فى عيون الصغار، وما أسعد اللحظات التى كان يصطحبني فيها والدي إلى السوق لشراء حلاوة المولد، ونرجع إلى البيت وقد حصلت على حصانا كبيرا، بينما اشترى لاخوتي الصبيان إحصنة مثلي، وللبنات عرائس، وكنت لا أصمد طويلا أمام حصاني الحلاوة، فلا يمر اليوم الأول قبل أن اكون قد التهمته، وعملت منه شربات بتكسيره ووضعه فى الماء فيذوب ويتحول الماء إلى اللون الأحمر، بينما تصمدن إخواتي البنات ويظللن محتفظات بعرائسهن طويلا بعد مرور المولد بأيام كثيرة، وكانت تتنوع حلاوة المولد بين الحمصية، والسمسمية، والسودانية، والملبن بألوانه متعددة، وكان ثمن الكيلو ونحن صغار يتراوح بين الثلاث والأربع جنيهات".
وتابع:"الآن قد تغير الحال، فلم يعد يقبل الأطفال على الحلوى، مثلما كنا نقبل عليها ونحن صغار، ولم يعد الآن رب الأسرة قادرا على شرائها لأطفالهم الصغار لارتفاع ثمنها بشكل جنوني، نتيجة لازمة السكر الحالية، وظهرت مناداه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، بمقاطعة حلوى المولد التي وصلت إلى أرقام فلكية، لا يقدر على شرائها سوى الأغنياء".