طالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر المسلمين بالوقوف طويلا عند ذكرى المولد النبوي؛ ليتأملوا ويقتبسوا من مشكاته وخلقه وتعاليمه مشاعل على طريق النهوض والعزيمة، ومواصلة التحدي والصَبرِ على الأزماتِ، ومواجهة الظروف التى تمر بها الأمة الإسلامية في معاركها اليوم ضِد العَجْز والتَّخلف والتَّبَعِية والهَوَان، مؤكدا ثقته وأمله بلا حدود في هذه الأمة بأنها ستظل حاملةً لشعلة الحَق والخَير.
وطالب شيخ الأزهر فى كلمته فى احتفال مصر بالمولد النبوى الشريف، اليوم، والذى حضره رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، بالاهتمام بالشباب لأن الأمل معقود عليهم للخُروجِ بهذه الأُمَّةِ من حالة السكونِ والرُّكُودِ إلى التصميمَ على الانطلاقِ بها في سباقِ الحضارات والرُّقي والتقدُّم، فالشباب ثروة مصرَ وكنزُها الدَّفين، وباعث نهضة هذا الوطن المثقل بالهموم والآلام، غير أنه أيضا مفعم بالآمال والثقة في الله تعالى.
وقال شيخ الأزهر إذا كان المسلمون يخوضون اليوم معاركَ جديدة ومتنوعة من أجل التنمية والتقدم العلمي والتِّقَني والحضاري، بعد أن سُحب البساط من تحت أقدامهم لصالح حضاراتٍ أخرى، وأصبح ميزانُ العِلْمِ والتقدُّم والقُوَّة في أيدي غيرهم، فأحرى بهم أن يتوقَّفُوا طويلًا عند ذكرى ميلاد النبي محمد "ص" يتأمَّلون من أجل مواصلة التحدي والصَّبرِ على الأزماتِ.
وأشار الدكتور الطيب إلى أن الإنسانيَّة تفتقِرُ إلى كثيرٍ من ذخائرِ سيرة نبيِّ الإسلام الذي وهب حياتَه الشريفة لنُصرةِ الحَقِّ، معربا عن أسفه الشديد بأن النبي الكريم لَمْ يَعُد للأسفِ اليوم هو مصدرَ التَّلقِّي والتوجيه لحياة المسلمين وقضاياهُم والأُمَّة لم تجن من التَّـنَـكُّر لهَدْي نبيِّها إلا ثمراتٍ مرة وهوانًا يصعب احتماله والصبر عليه.
كما قال شيخ الأزهر"إنَ احتفالَنا اليوم بتكريم سَيِّدِنا مُحَمَّد عليه الصلاة والسلام هو احتفال بتكريمِ العَظَمَة الإنسانيَّةِ في أعلى ذُراها، فقد كان عظيمًا في مَوْلِدِه، وحياتِه، وسياستِه وإدارتِه، وحديثِه وبلاغتِه ورئاسته وقيادته، عظيمًا وهو أبٌ وزوجٌ وسيِّدٌ ورَجُلٌ، ثم هو عظيمٌ بالغُ العَظَمةِ في التَّاريخِ وقليل عليه وعلى أمثاله من عظماء الإنسانيَّة أن تُفْرَدَ المُجلَّدات الطِّوالُ لتاريخِهم وسيرهِم، وأنْ يُنْفِق مئات المؤرخين أعمارهم في تسجيل سيرهم الشريفة. وأن تحتفل الأمم بذكرى مولدهم.
وتابع أن هذا النبي الذي وهب حياتَه الشريفة لنُصرةِ الحَقِّ، وصبر على الإيذاء يوما بعد يوم سنينَ عَدَدا لَمْ يَعُد للأسفِ البالغِ هو مصدرَ التَّلقى والتوجيه لحياة المسلمين اليوم وقضاياهُم ومعاركِهِم الكبرى مع الفقر والجهل والمرض.. والتخلف العلمي والثقافي.
وأشار شيخ الأزهر إلى الثروة الهائلة التى تركها رسول الله من تعاليمه ووصاياه، ونماذجَ لا مثيلَ لها من أفعاله ومواقِفِه وسُلوكه والتى يجب أن نستفيد بها في معركتنا اليوم ضِدَّ العَجْز والتَّخلُّف، والتَّبَعِيَّة والهَوَان.