مدينة لُقِّبت "بالساحرة" قبل أن يأتى الطوفان فى عهد سيدنا نوح عليه السلام، فيأخذ ما على الأرض من حرث ونسل، ولا يبقى سوى الناجين والذين آمنوا به.
هى مدينة "بلبيس" بمحافظة الشرقية، التى كانت تتمتع بمناظر طبيعية وصحراوية شديدة الجمال فى ذلك الوقت لتحمل هذا اللقب دون غيرها على وجه الأرض.
وبعد الطوفان هلك كل شيء، لكن تبقى بلبيس حاملة لقب "العامرة" حيث وطئت قدم أول بشري نجا من الطوفان أرض بلبيس، ويُدعى "مصرايم بن بيطار" والذى مكث فى بلبيس هو وأسرته وعمَروا فيها كل تالف حتى كانت من المدن الأكثر عمرانًا فى ذلك الوقت، ويفسر عدد من المؤرخين تمتع بلبيس بهذا اللقب للسبب السابق.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك لتستمر المميزات لهذه المدينة العابقة بالتاريخ، لتكون عاصمة مصر الفرعونية وبوابة مصر الشرقية التى اتخذها الهكسوس عاصمة لهم.
فمن الساحرة للعامرة، والعاصمة القديمة للهكسوس، تكون تلك المدينة حاملة الألقاب على مختلف العصور قبل الميلاد وبعده، لتحصل على نصيب الأسد أيضًا فى العصر الاسلامى ويُبنى بها أول مسجد بمصر وأفريقيا هو مسجد "سادات قريش" والذى شيّده الصحابي الجليل عمرو بن العاص، فاتح مصر.
ويعد هذا المسجد أقدم المساجد وأكثرها أثرية، لكن مع إهمال المسئولين والسلوك الإنسانى غير الحضارى تَحوَّل المسجد الأثرى إلى ساحة للباعة الجائلين ومرتع للمتسوِّلين.
ومدينة بلبيس التي دُفن بها عدد من الأنبياء والأولياء الصالحين وصل عددهم إلى ١٧ نبيًّا ووليًّا، وكانت منطقة مليئة بالبركات دون غيرها من مدن العالم، تحولت إلى منطقةٍ يُضرب بها المثل فى الجريمة بوجه عام، خاصة الاتجار فى المخدرات على اختلاف أنواعها، ويتصدرها تجارة "الحشيش".
وشهدت منطقة "السحر والجمال" الواقعة بين الظهير الصحراوى لمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية ومحافظة الإسماعيلية، العديد من الجرائم التى كانت أشهرها اعتراض سيارات تابعة للجيش وقتل ٣ مجندين بها والتى تكررت أكثر من مرة عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.
وليست "السحر والجمال" وحدها التي شهدت مثل تلك الجرائم، بل مناطق أخرى بمدينة بلبيس بزغ نجمها مثل قرية السلام وعرب البياضين وغيرهما من المناطق التى يسيطر عليها الأعراب لتنتشر البلطجة وتجارة السلاح بصورة غير مسبوقة.
فمن يُرد السلاح، بداية من الخرطوش إلى البندقية الآلى، أو حتى القنابل، فعليه بالقرى التى يسيطر عليها الأعراب بمدينة بلبيس، ومن أشهرها "البياضين".