مصر رمانة ميزان الشرق الأوسط، منذ الآف السنين، وهى مطمع كل طامع، شوكة فى عنق المغتصبين، من أراد السيطرة على الشرق الأوسط يكون هدفه الرئيسى إما إسقاطها أو تفتيتها وإضعافها أو السيطرة الكاملة عليها، وجيش مصر هو الدرع الحصين للمنطقة بأكملها، لذا دائما هو هدف رئيسى يحاولون النيل منه بشتى الطرق، ولكن بعون الله وقدرته لن يكون ذلك أبدا، فقد وعد الله أن تكون مصر وجيشها وشعبها فى أمان ووعده حق.
ما زلنا نواصل تسليط الضوء على شخصيات بارزة فى المجتمع الغربى شهدت بالحقيقة وفضحت المؤامرة، وحاولوا التعتيم عليهم وخرس ألسنتهم بشتى الطرق حتى لا نعلم الحقيقة، بالإضافة إلى أن الشعوب العربية أغلبها لا تبحث ولا تفتش أو تقرأ لتعلم ما يتم تخطيطه لها وما يحاك لتدميرها.
الشاهدة الثانية: هى هيلين توماس الأمريكية من أصل لبنانى وافتها المنية عن عمر يناهز ٩٥ عاما، قال عنها أحد طلابها: أجرأ صحفية فى تاريخ الولايات الأمريكية، لقبت ببوذا الجالس، السيدة الأولى فى الصحافة الأمريكية، الصحفية التى فضحت أمريكا وعلاقتها بالإرهاب فى الشرق الأوسط كانت تلقب بعميدة مراسلى البيت الأبيض. تم منع نشر آخر مقالاتها عن صنع الإرهاب فى الشرق الأوسط ورفضها لدولة إسرائيل ومنعت من النشر حتى ماتت. من أشهر مقولاتها «المنطقة العربية ستزول بالكامل»، وقد احتفل نادى الصحافة الأمريكى القومى بالذكرى الثانية لرحيلها وكانت أول امرأة تتولى منصب رئيس نادى الصحافة الأمريكى وقد عاصرت أهم رؤساء أمريكا بدءا من الرئيس كينيدى حتى أوباما، ورافقتهم فى كل المناسبات والأحداث فى الداخل والخارج، وقامت بتغطية كل الفعاليات، كانت مع نيكسون فى أول رحلة تاريخية للصين ١٩٧١ وكانت تهاجم جورج بوش الابن بعد غزو العراق، ووصفته بأنه أسوأ رؤساء أمريكا على الإطلاق، لأنه أدخل العالم فى مرحلة من الحروب الأبدية المستديمة وهو ما يكرر أهوال الماضى، وفى عهده خسرت أمريكا معظم أصدقائها فى العالم، وأعلنت رفضها لمرافقته بعد عبارته الشهيرة «إنه يحارب فى العراق من أجل الله والصليب» وكان ردها «بل إنها حرب الشيطان وليست حرب الله»، وإنه شن حربًا دموية على العراق لأسباب غير مقنعة وقالت: إنه دفع شعبا بأكمله إلى الموت وكان بوش ينفر منها ولا يسمح لها بطرح أسئلة لمدة ٣ سنوات إلى أن سنحت لها الفرصة واستطاعت سؤاله: من يمتلك الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط؟ ولم يجب لأن الإجابة كانت إسرائيل، فى احتفال يسمى «شهر التراث اليهودى» أدلت بتصريح على هامش احتفال رعاة أوباما، عن رأيها فى إسرائيل فأجابت: ليخرجوا من فلسطين إلى الجحيم، وقالت عن الفلسطينيين: إن هؤلاء تحت الاحتلال وهذا وطنهم فلسطين ليست ألمانيا ولا بولندا، وسألوها أين يذهب اليهود؟ قالت: ليعودوا إلى وطنهم بولندا، ألمانيا، أمريكا، إلى أى مكان، وتم وقف منحها الجوائز بزعم معاداة السامية، وقد وصفت وسائل الإعلام الأمريكية بأنها تحولت من سلطة رابعة وكلاب تحرس الديمقراطية إلى كلاب أليفة وذلك بسبب سيطرة أصحاب الدعاية المناهضة للعرب علي البيت الأبيض، هوليوود، وول ستريت، وإسكاتهم للسياسيين والمطلوب من الأمريكيين والعالم أجمع أن يعلموا أن اليهود تم اضطهادهم فى الحرب العالمية الثانية، ولم يُضطَّهَدوا منذ ذلك الحين، وتحرروا وغير المقبول الاستمرار بمواصلة لعبهم دور الضحية، وذلك ما يجب أن يفهمه رئيس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري، الذى أرهقنا وأرهق نفسه فى جولات مكوكية لم ينتج عنها أى تغيير إيجابى فى السياسة الإسرائيلية حتى اللحظة، بل يحصد الاحتلال منها مزيدًا من المشروعية، نتيجة مواقفه غير العادلة، ويمطرنا فى كل زيارة بإصراره على لوم الضحية ومواساة الجلاد، وبعدم قدرته أو بأنه غير راغب باستيعاب الحقيقة أن الشعب الفلسطينى يجب أن يسترد أرضه وكانت تعلم يقينا أنها ستدفع الثمن باهظا لمواقفها لكن ردها: الأمر كان يستحق التضحية من أجل قول الحقيقة، وقبل رحيلها بعدة أيام كتبت مقالًا خطيرًا لإحدى كبريات الصحف الأمريكية، وتم رفضه فى سابقة تعد الأولى من نوعها مما جعلها تصرخ فى إحدى محاضراتها قائلة: اليهود يسيطرون على إعلامنا وصحافتنا ويسيطرون على البيت الأبيض وأنا لن أغير ما حييت مؤمنة به، الإسرائيليون يحتلون فلسطين هذه ليست بلادهم قولوا لهم ارجعوا لبلادكم إذا كان لديكم بلد واتركوا فلسطين لأهلها، إننى أرى بوادر حرب عالمية ثالثة طبخت فى مطبخ تل أبيب ووكالة الاستخبارات الأمريكية والشواهد عديدة، أول خطوة ظهور تنظيمات إرهابية بدعم أمريكى، لا تصدقوا أن واشنطن تحارب الإرهابيين لأنهم دمية فى أيدى السى آى إيه، وأننى أرى أن بريطانيا سوف تستحضر روح البريطاني مارك سايكس، وفرنسا سوف تستحضر روح الفرنسي فرانسوا بيكو، وواشنطن تمهد بأفكارهما الأرض لتقسيم الدول العربية بين الثلاث، وتأتى روسيا لتحصل على ما تبقى منها، صدقونى إنهم يكذبون عليكم ويقولون إنهم يحاربون الإرهاب نيابة عن العالم، وهم صُناع هذا الإرهاب والإعلام يسوق أكاذيبهم، لأن من يمتلكه هم يهود إسرائيل، وكل ما يسعون إليه أن تكون دولة إسرائيل فى أمان دائم وقوة، وكل من حولها ضعيف ومفتت، يبغون ثروات الشرق الأوسط، يقومون بتقسيمه وإشاعة الفتن الطائفية، الإرهاب والخراب هو صنيعتهم، ويستولون على كل ما يملك الشرق الأوسط من بترول وذهب وأموال، تلك هى كلمات هيلين، وتمت إعادة نشرها فى ذكراها يوليو الماضى، وقد كان رد الفعل من اللوبى الصهيونى عاصف وطالب نتنياهو بمحاكمتها بتهمة معاداة السامية، لكنها رحلت بعد أن قالت كلمة الحق، وقام المخرج العالمى مايكل مور، بتوثيق كلماتها فى فيلم تسجيلى وكان مور من الذين هاجموا وفضحوا جورج بوش الابن وأعوانه من أصحاب السلاح من اليمين الأمريكى مثل كونداليزا رايس وديك تشينى، فى فيلم فهرنهايت ٩/١١ الذى حصد جوائز عديدة، وفى ذات السياق قال جيمس وولسي رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق: المنطقة العربية لن تعود كما كانت وسوف تزول دول وتتغير حدود دول موجودة، مارك رجيف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية قال: المنطقة على صفيح ساخن، ونحن لن نسكت وننسق مع أجهزة الاستخبارات فى الدول الكبرى للقضاء على الإرهاب، وسوف نتدخل معهم لمحاربة الإرهاب حتى لو اندلعت الحروب لنضمن حماية دولتنا، وذلك ما قالته هيلين وحذرت منه: إن تل أبيب وواشنطن خلقتا أسطورة التنظيمات الإرهابية فى المنطقة التى خرجت من معاملهما لتشعل المنطقة والعالم، وتحرك الأنظمة نحو هدف واحد هو إعادة الترسيم وتوزيع النفوذ والغنائم، وقالت الغرب يعيش على غباء دول العالم الثالث والدول الفقيرة، هل يصلح هذا الحل فى وقتنا مع كل التغيرات الدراماتيكية؟ نعم فقط جربوا أن تتوحدوا وتكونوا على قلب رجل واحد، إنه حلم لكنه ليس مستحيلًا فقط عليكم أن تتحدوا.