أعلنت قوات البنيان المرصوص في ليبيا، طرد عناصر داعش نهائيًا من مدينة سرت، في الوقت الذي شهدت فيه المدينة فرحة عارمة واحتفالات من الأهالي والقوات المطاردة للتنظيم بالنصر.
وذكر القادة الميدانيون - في تقرير لهم عن القتال- إن محاور مدينة سرت أصبحت خالية تمامًا من أي عنصر للتنظيم الإرهابي وتمت السيطرة عليها جميعًا، بجانب مطاردة فلول التنظيم في الصحراء.
فيما لجأ عناصر التنظيم لتنفيذ عملية انتحارية كأخر محاولة لهم قبل الهروب من المدينة، الأمر الذي تسبب في وقع 5 مصابين من النساء والمقاتلين.
وكشفت قوات البنيان المرصوص، اليوم، أن القوات نفذت هجومًا شاملًا على عدد من المنازل التي يلجأ إليها عناصر التنظيم الهاربة في إطار ما أطلقوا عليه معركة "مكمداس ليبيا".
وشهدت صفوف التنظيم الإرهابي انهيارًا تامًا، وسلم العشرات منهم أنفسهم للقوات المهاجمة وعلى رأسهم الداعشي محمد أبوموحه الشلوي، السعودي الجنسية، وأحد قادة داعش درنة، ما مكن القوات من فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين.
ونشرت الصفحة الرسمية لمعركة "البنيان المرصوص"، صورا لجثث العشرات من أعضاء التنظيم الإرهابي، وصورا أخرى لجنود القوات الليبية يحتفلون بالنصر وهزيمة التنظيم، بجانب صور أخرى لسيدات تم تحريرهن.
وفي منطقة الجيزة البحرية، أخر معاقل التنظيم، عززت القوات الليبية مواقعها بعد أن تمكنت من إخراج عدد من العائلات من خطوط النار بالجيزة البحرية، وإنقاذ أكثر من مائة شخص ما بين امرأة وطفل.
واستخدمت قوات البنيان المرصوص مكبرات الصوت ووجهت للنساء بأسمائهن، وأكدن لهن أنهن سينقذن أنفسهن وأطفالهن وليس كما قيل لهن من قبل الفلول المهزومة.
كما نفذت قوات الدعم الدولي عددًا من الغارات على تجمعات عناصر التنظيم، بمشاركة سلاح الجو الليبي الذي نفذ عددا من الطلعات الاستطلاعية أيضًا، وطلعات أخرى للدعم اللوجستي.
وأشارت القوات الليبية إلى نقل المصابين من الأطفال والنساء ممن تم اخراجهم إلى قسم الطوارئ بمستشفى مصراته المركزي لتلقي الإسعافات الأولية والعلاج المناسب بعد أن تبين أصابتهم فضلًا عن حالتهم النفسية السيئة التي وُجدوا فيها.
وناشدت القوات، المنظمات المتخصصة سواء في ليبيا أو خارجها إلى الوقوف معهم لتقديم الدعم النفسي للأطفال الذين تعرضوا لتجربة تفوق قدرة احتمالهم.
وكان التنظيم الإرهابي أعلن سيطرته على مدينة سرت الليبية في يونيو 2015، عبر بيان نشرته ما تعرف بـ"ولاية طرابلس" عقب طرد ميليشيات "فجر ليبيا" منها، وسيطرته على مطار سرت، وهو ما دعا حكومة الوفاق الليبية لطلب مساعدة المجتمع الدولي لضربه، محذرة من السيطرة على آبار النفط الليبية.
وفي أعقاب الهزيمة الساحقة التي تلقاها التنظيم الإرهابي، رفض "داعش" الاعتراف بسقوط عناصره في سرت.
وذكر التنظيم في بيان له اليوم، نشرته وكالة "أعماق" التابعة له - أن ما يحدث في المدينة هي اشتباكات عنيفة مع من وصفهم بـ"مرتدي الوفاق"، زاعمًا سقوط 20 قتيلًا من القوات الليبية.