كما توجد حرب الثلاثين سنة الشهيرة فى أوروبا، وكما توجد: «حرب الثلاثين سنة» فى أمتنا العربية منذ ١٩٤٨، وخلال النصف الثانى من القرن العشرين، والتى أرخ لها تحت هذا العنوان ذاته محمد حسنين هيكل فى مشروعه الأكبر فى الكتابة السياسية والتاريخية من أربعة أجزاء.. وكما توجد: حرب السنوات الست (١٩٦٧ - ١٩٧٣)، وقد كانت ذروة الذرى فيها: حرب الاستنزاف وحرب العبور.. فإنه توجد أيضًا ما يمكن أن نصفه ونسميه: (ثورة الثلاثين سنة).
فإن عبقرية الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١، وملحمة الثمانية عشر يومًا حتى الحادى عشر من فبراير، كانت هى ذروة الذرى: فى ثورة ممتدة ضد حكم مبارك.. بل هى ضد حكم الجمهورية الثانية، الذى جثم وانفلت من عقاله مجنونًا شرسًا شرهًا، ابتداء من العام ١٩٧٤ الذى قلب كل شىء رأسًا على عقب، ضد إرادة ومصالح وملاحم شعب الجلاء وباندونج وتأميم القناة، شعب السد العالى والتصنيع والتشغيل الكامل ومجانية التعليم (بمعناها الحقيقي)، شعب نيل حقوق الفلاحين والعمال والمرأة وجموع الشعب العاملة، شعب المقاومة الوطنية من الكفاح والقتال ضد العدوان الثلاثى فى ١٩٥٦ (البريطاني/الفرنسي/الإسرائيلي).. إلى الكفاح والقتال ضد العدوان الثنائى فى ١٩٦٧ (الأمريكي/الإسرائيلي)، شعب حرب الاستنزاف وحرب العبور.
فى ذكر الذى صار ويصير ولا يزال أمامه الكثير
(إطلالة على.. ومن.. ٢٥/١/٢٠١٧):
قال التونسى: هرمنا
قال المصرى: أنهكنا
قال العربى: أنتهكنا
فانفجرت ثورات
كأجمل ما تكون الثورات
تبهر الدنيا والتاريخ، اليوم وغدًا، أبداً
وعند هنا... انفجرت
حقارات ومؤامرات.. كأبشع ما يكون!!
كل العفن المكتوم
لعشرات من عقود
طفح يملأ الدنيا وسخًا
قماءة وقمامة تزكم الأنوف، تنهش الوجود
وتمسك بخناق الجموع
لأن الأحرار الثوار لم يمسكوا بالمقاليد
فى أى من أقطار الأمة فى كل الربوع
٢- جاءت جحافل الذباب! والذئاب!
والوهابيون الحمقى السفهاء منا
آل عبدالوهاب وآل البنا والداعشيون
وآل أمريصهيون
وبقايا كل سلاطين العفن
خرجت كل القاذورات والدناءات
دفعة وهبة واحدة مضادة
فوق جلد الأمة التى ليست واحدة
وإنما تضاد وتدافع
صراع بين شظايا وبقايا وخطايا اغتصاب وإرهاب
ومقاومة فرسان النبالة وروح وثابة تثابر
(شعبية طلائعية نقية)
ولا تزال من حولها فى كل مكان
قوى العفن والسفه التى تحاصر.
٣- ولا تزال القصة المريرة
والملحمة الماجدة
فى آن
لم تتم فصولاً!
سيكون هول أكبر
ودم ونار
وخير عميم ونور وافر
وعدل عظيم من بعد جور، من بعد زمان وغد
فى آن!
سيكون الكثير والكبير والخطير والمثير القصة! الملحمة العظمى! لم تتم فصولًا بعد.
