وسط ازدحام عربات المترو، تعب وإرهاق أصاب ركابه العائدين من أعمالهم، لا يتحملون تلقى حديث من أى شخص، فهم بالكاد يستطيعون الوقوف بعد يوم شاق.. وسط ذلك تظهر ٣ فتيات بوجه مبتسم بشوش، يغنين بأصوات جميلة، فى محاولة لإزالة التكشيرة عن وجوه الركاب، واستبدالها بابتسامة وطاقة إيجابية.
«هبة السخاوى، نادين العمروسى، وميادة محمد».. ثلاث صديقات فى المرحلة الجامعية، قررن نشر البهجة بين الناس بطريقة جديدة، عبر غناء مقاطع من الأغانى فى عربات المترو.. الأمر بدأ عن طريق المصادفة، ففى إحدى المرات كنّ فى إحدى عربات المترو الخاصة بالسيدات، وقمن سويا بغناء أحد المقاطع، ليفاجأن بردود فعل تشجيعية على ما قدمنه، ولاحظن السعادة التى ظهرت على وجوه راكبات المترو، ما جعلهن يفكرن فى تكرار ذلك بطريقة دورية، فأطلقن على أنفسهن فريق «ساب بهجة».
تقول هبة السخاوى إن عدم تعرضها وهى صديقاتها للاستهزاء أو الإساءة، كان أحد الأسباب القوية للاستمرار، فلم يتعرضن إلى اعتراض من قبل راكبات المترو، بالإضافة إلى ازدياد عدد مشجعيهن ومعجبيهن عبر الإنترنت، عندما قمن بنشر مقطع لغنائهن فى المترو: «محدش قالنا كلمة تدايق، بالعكس الناس انبسطت وفيه ناس بقت تدعيلنا بالرزق والفرحة الدائمة».
الفتيات الثلاث ينتقين المقاطع الغنائية التى يعرفها ويحبها الناس، من أجل جذب انتباه المستمعين، كما يخترن الأغانى التى تناسب الفئات العمرية المتعددة، وعدم الاقتصار على نوع واحد من الأغانى: «بنغنى حاجات مناسبة للكل، الأطفال والكبار والشباب، وبنركز على أغانى الناس بتحبها وحافظاها، بحيث يتفاعلوا معانا، وتعمل حالة من الجماعية فى الغناء».
ترى الفتاة العشرينية أن طباع المصريين المرحة، ساهمت بشكل كبير فى نجاح الفكرة، ولو أننا شعب «نكدى»، لفشلت التجربة من المرة الأولى: «لما غنينا الناس انبسطت وضحكت، محدش ادايق أو اعترض، لأ بالعكس الناس غنت معانا وعملنا حالة من البهجة فى المترو، ومتأكدة أن الناس دى يومها بيتغير بمجرد ما نغير لها مزاجها، ونبدل تعبها بابتسامة تكمل معاهم لآخر اليوم».
لن يكتفى فريق «ساب بهجة» بعربات المترو فقط، بل تنوى الفتيات الثلاث الانتشار بشكل أكبر، ونقل التجربة إلى وسائل مواصلات أخرى، خاصة التى تشهد ازدحاما يجعل مزاج الركاب سيئا: «ناويين نكمل ونروح أماكن جديدة مع المترو، زى الأتوبيسات والمواصلات العامة اللى بتبقى زحمة».
