ضاق الحال بأغلب فئات الشعب بعد أن انخفضت قيمة الجنيه إلى ما يزيد على نصف قيمته، وتضاعفت أسعار جميع السلع والخدمات، بالإضافة لنقص بعض السلع الحيوية والتى جعلت المواطنين يدفعون أضعاف قيمتها الحقيقية للحصول عليها. وأصبحت قيمة الأجور التى نتقاضاها أقل من النصف فى قوتها الشرائية!!.. ورغم ذلك فغالبية الشعب يتحملون بصبر ويكتفون بالشكوى إلى الله.. ولكن للأسف لا تدرك الحكومة أن صبرهم لا يعنى قدرتهم على تحمل المزيد من الضغوط.. ولا يمكن أن يكون الحل هو المسكنات التى تحاول الحكومة بها سد العجز فى الموازنة من جيب المواطنين دون البحث عن حلول حقيقية!!.. فالهوة تتسع بين الفقراء والأغنياء.. والمواطن يشعر أنه يتحمل الكلفة وحده، دون أن يرى مظاهر التقشف على الحكومة والمسئولين!!.. فقد كنت أنادى أن تعلن الدولة أننا فى حالة حرب.. وتقوم مؤقتًا بالإجراءات التى تفرضها الحرب حتى نتعافى سريعًا.. ولكننا ما زلنا نرى مظاهر الترف فى الحفلات والمؤتمرات التى تنظمها الدولة دون أن نشعر أننا نعيش حالة حرب حقيقية!!.. فمن المفترض أن تتخذ الدولة كافة الإجراءات التى تقلص بها من إنفاقها قبل أن تمد يدها فى جيوب المواطنين.. فلماذا لم تقلص عدد الوزارات لتقلل الإنفاق والمخصصات التى يأخذها كل وزير وحاشيته؟!.. وإلى متى ستظل الهوة شاسعة بين حصيلة ما يتقاضاه العاملون فى الهيكل الإدارى للدولة؟!.. فكل جهة تحقق أرباحًا يكون لها نصيب فيها ويكون لرؤسائها وكبار العاملين فيها نسب مئوية مما تحققه.. بدلا من أن تصب كاملة فى ميزانية الدولة.. وهو ما يضرب أكذوبة الحد الأقصى للأجور فى مقتل!!.. وقد عبر أحد المواطنين فى مداخلة تليفونية مع الإعلامية القديرة «عزة مصطفى» على «صدى البلد» عما يجيش فى صدر الكثيرين بكلمات معبرة تدل على صدق ووطنية ووجع.. حيث اشتكى من توحش الأسعار وقال إنه يحب الرئيس السيسى جدا ولكن المصريين لا يتحملون تلك الضغوط حبًا فى الرئيس فقط.. ولكن حبا فى تراب الوطن وخوفا عليه.. وحتى لا تتحول بلادنا للخراب الذى رأيناه فى العديد من الدول الأخرى.. ولكنه تحدث بغصة ومرارة مطالبا التمعن فى الآية الكريمة: «أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ».. فالله تعالى لم يقل أمنهم من خوف فى البداية لأنه حدد الأولويات، فأراد هذا الوطنى الشريف أن يصرخ بكلماته فى وجه الحكومة والمسئولين كفاكم عبثا بلقمة العيش.. وقد هزتنى كلماته التى استشعرت صدقها ومرارتها.. وتذكرت ما حدث بعد استلام الإخوان للحكم.. حيث ظهر مدى حبنا كمصريين لهذا الوطن.. فرغم أننا كنا نبكى بعد إعلان فوز رئيس الإخوان.. إلا أننا بعد وصولهم للسلطة استسلمنا، ليس ضعفا أو قبولا ولكن خوفا على بلدنا التى نعشق ترابها، ففعلنا كما فعلت «الأم» فى القصة التى تعلمناها فى طفولتنا، والتى جاءت فيها امرأتان لنبى الله سليمان تتنازعان على طفل كل منهما تدعى أنه ابنها ولكن حينما حاول نبى الله أن يعرف من منهما أمه الحقيقية تظاهر بأنه سيقطعه نصفين ويعطى كل منهما النصف.. فرفضت الأم الحقيقية وفضلت أن تترك ابنها للمدعية فى سبيل أن يظل حيا يرزق.. فتأكد وقتها من فيهما الصادقة.. وهذا ما فعله المصريون.. استسلموا خوفا على تمزق «مصر» الأم التى نستظل بها جميعا، ولم نهب مرة أخرى سوى بالإعلان الدستورى الذى أرادوا به امتلاك مصر ومؤسساتها فكاد أن يضيعنا، فتوحد المصريون لإزالة هذا الحكم وإعادة الوطن إلينا مرة أخرى.. وما زلنا نتحمل تبعات السنوات العجاف التى مرت بنا، ولكن للأسف أصبحت الحكومة بقراراتها المتخبطة تساعد الإخوان وتحقق ما يريدونه بكفاءة لا يستطيعونها هم أنفسهم!!.. فحتى لقمة العيش لم تسلم من أيديهم فبعد أن جعلوها على بطاقات التموين.. قرروا رفع ملايين الأسر من البطاقات بدعوى عدم أحقيتهم!!.. ولا أعلم إلى متى يعتصرون الشعب؟!.. ولماذا لا يتم الاستماع لذوى الخبرة الذين يملكون حلولًا حقيقية.. بدلا من القرارات العبثية التى أدت إلى انهيار الجنيه وتدهور الحياة المعيشية لهذا الحد.. فهناك علماء لديهم رؤى قادرة على انتشالنا مما نحن فيه أمثال وزير النقل السابق(د. سعد الجيوشى).. والذى أشاع التفاؤل فى نفوسنا بلقائه مع الإعلامية الوطنية «إنجى أنور» على قناة «ten».. حيث أكد قدرتنا على تخطى ما نحن فيه إذا اتخذنا إجراءات تؤدى إلى قلة الطلب على الدولار، وهو عكس ما تقوم به الحكومة الآن!!.. واعترض على قرار رفع الجمارك على السلع التى يعتبرونها استفزازية، لأن هناك بعضًا من السلع التى حددتها الحكومة تعتبر أساسية للمستهلك، وبالتالى مهما زادت قيمتها لن يقل الإقبال عليها، ولن يقل الطلب على الدولار بل سيزيد، فمثلا التاجر الذى يشترى السلعة بمائة دولار سيضطر إلى دفع مائة وستين.. فتزيد على المواطن وتقلل قيمة الجنيه أيضًا.. وطالب بوقف استيراد السلع غير المهمة مثل ألعاب الأطفال والأثاث وغيرهما لمدة ستة أشهر، لتوفير الدولار وفى نفس الوقت محاولة النهوض بالصناعات المحلية البديلة.. ونادى بفتح المصانع الموجودة بالفعل، واتخاذ خطوات عاجلة لاستنهاضها ومساندتها حتى يجد المواطن احتياجاته.. قبل مطالبته بالاستغناء عن السلع المستوردة دون أن يجد بديلا عنها!!.. نحتاج وقفة حازمة من سيادة الرئيس ومجلس الشعب.. وكفى تعويلًا على الشعب الذى يطالبكم بأن تطعموه من جوع أولًا.
آراء حرة
أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق