الجمعة 04 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

قصة وفاء.. ممرض يزين فصول زوجته المدرسة منذ 24 عامًا بالسويس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قصة حب، أو بالأحرى قصة حياة، كشفت عنها زيارة متابعة قام بها عبدالحافظ وحيد مدير التعليم في السويس، بمدرسة بورتوفيق للتعليم الأساسي. 
دخل عبدالحافظ مدير التعليم لتفقد المدرسة التي عادت بها الدراسة في أول ديسمبر، بعد توقف دام أكثر من عام كامل بسبب أعمال الصيانة والترميم، ليكتشف قصة حب زوج لزوجته حيث أقسم على تجميل وتزيين أى فصل تدخله زوجته المعلمة إيمانًا منه برسالتها ودورها.
صباح كل سبت أحمد عبد اللاه الممرض بمركز طب الهيئة ببورتوفيق، يذهب ليجهز أحد فصول الصف الأول الابتدائى، كان يصلح التخت، ويعلق الزينة والبلالين، ليكون الفصل لائقا باستقبال زوجته عبير الغريب، التي جعلت بيته قصرا، فسعى جاهدا على مدار 24 عاما لجعل فصلها بأى مدرسة جنة يغرد فيها الأطفال. 
قال أحمد عبداللاه عن زوجته عبير: "هى بتعلمنى، وكفاية أشوفها فرحانة وسط الأطفال، وهذه أقل حاجة ممكن أقدمها لروحى وصديقتى وزوجتى وأم ثلاث ملكات". هكذا وصف زوجته عبير، المدرسة التى رفضت أن تغادر فصول الصف الأول بالتعليم الابتدائى، ورفضت الترقيات ونشرات النقل لمراكز قيادية بالإدارات التعليمية، كما رفضت الدروس الخصوصية، وأصرت على أن تؤدى رسالتها في التعليم إيمانًا منها بضرورة تأسيس التلميذ بالصف الأول. 
يتذكر عبداللاه الذي يبلغ من العمر 52 عاما 31 أكتوبر عام 1992 جيدا، حيث كان أول يوم عمل لزوجته التي تصغره بعشرة أعوام، زارها أول يوم في المدرسة، رآها وهى تقف في الفصل بين التلاميذ الصغار حديثى العهد بالمدرسة، لم يعجبه منظر الفصل بجدرانه الصامتة فأخذ على نفسه عهدا أن يجمل ويزين أى فصل تطؤه قدم زوجته تكريما لها وإيمانا منه أن المعلم يجب أن يجد الفصل مجهزا حيث يدخله حتى يكون قادرًا على العطاء والإبداع في تعليم التلاميذ. 
رزق الله الزوجان السعيدان، ثلاث ملكات هن يارا بالسنة الرابعة بالتعليم الجامعى، ورنا بالسنة الثالثة، وأصغرهن روان بالصف الثالث الإعدادى، كُن نتاج حب يملأ البيت ففاض إلى جدران العمل والحياة. 
وكانت بورتوفيق للتعليم الأساسى، ضمن مدارس الخطورة الداهمة فى السويس، فتم إخلاؤها مع بداية العام الدراسى قبل الماضى، وانتقلت المدرسة بالكامل للعمل بمدرسة صلاح الدين الابتدائية بالغريب، كان فصل عبير في الدور الخامس، ولم يكل ولا يتعب من الصعود كل سبت لتجميل الفصل وإصلاح التخت والديسكات ودهان جدرانه بل ويمتد الأمر إلى كتابة اللافتات في الفصل والفصول الأخرى، وكل ما تقع عينا زوجته عليه.
قبل عامين انتقلت زوجته للعمل في مدرسة عبدالرحمن بن عوف الابتدائية، وخلال تولى زوجها تجهيز فصلها وتلوين جدرانه وتجميله، وأثناء إصلاح واستبدال مصابيح الإنارة اختل توازنه وسقط أرضًا فكسرت قدمه، ذهب للمستشفى وظل حبيس الجبس 3 أسابيع، لكن ذلك لم يمنعه من استكمال ما بدأه فما لبث أن تعافى حتى عاد وزين الفصل وكأنه قصرا.
أحمد عبداللاه يحب الخير ويقدم أعمالا تطوعية كثيرة ليس لزوجته فقط ومقر عملها، بل إنه بجانب عمله في مهنة التمريض بالمركز يتولى إصلاح وصيانة المقاعد وكتابة اللافاتات بمركز طب الهيئة أيضًا.