رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"هلاوس" "ع الفيس".. فتاة تحكي قصة حب فاشلة.. وشاب ينعى حظه على عتبة البطالة.. وزوج ينتقم من خيانة الزوجة بنشر صور لها عارية.. نفسيون: شكل جديد من التنفيس الناتج عن الاكتئاب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هبة، فتاة عشرينية، حبْت وانصدمت، عاشت قصة مع روميو " صديقها في الجامعة " 4 سنوات من العواطف الساخنة انتهت بخطيئة وهروب روميو بلا رجعة تاركا لها رسالة على الموبايل: لقد نفذ رصيد العواطف.. لا تحاولي الاتصال بي.. شكرا على الأوقات السعيدة". 
محمد " 40 سنة" فاته قطار الميري، غرق في اليأس بعد العجز عن طلاق البطالة لينتهي به المطاف، عامل تراحيل بشهادة جامعية "بكالوريوس تجارة تقدير جيد مرتفع"، أما حسين " 45 عاما" مأساة من عشة الزوجية، حظه العاثر، انه اصطدم بـ" نرجس " زوجته التي تزوجها قبل عشر سنوات، أعطها الكثير من الأمان والحنان، لكن أخذت منه أغلى ما يملك، سرقت شرفه، خانته فور سفره للغربة لتحسين الأوضاع، رسالة صادمة يتلقها حسين من شقيقه:" الحق مراتك بتخونك "، وينزل حسين من غربته، لينتقم بطلاق نرجس، وفضحها على الفيس بصور عارية لها. 
عشرات من القصص والهلاوس النفسية، تصدمنا يوميا على شبكات التواصل الاجتماعية، حكايات تفضح واقعا جديدا على مجتمعنا، وروايات أقرب إلى المأساة تطرح هذا التساؤل: ماذا يحدث على كوكب الفيس ؟ وماذا تعني هذه الهلاوس النفسية ؟ 
الدكتور شمس الدين عمار خبير علم النفس، يحلل الظاهرة ويقول: إن الوضع طبيعي نتيجة ضغوط المرحلة، ويضيف أن المريض النفسي يجد في الفيس بوك صديقا للتعبير عن ذاته لأنه يعاني من سوء توافق مع الآخرين والحياة، موضحا أنه يؤدي دوره بشكل طبيعي سواء في الجامعة أو العمل، ولكن لديه خلل في التعامل مع الآخرين في بعض النقاط وفقا لنوع المرض النفسي، لذلك يلجأ المريض إلى الفيس لكي يستطيع التخلص من الضغوط النفسية التي يعاني منها ويجد فيه مخرج من مكبوتاته ليحدث لديه التوازن النفسي المطلوب. 
وأوضح شمس، أن هناك فروقا فردية في احتمالية تحول الضغوط التي يعاني منها الفرد إلى أمراض نفسية وفقا لقوة الجهاز، المناعي النفسي، موضحا أنه يشبه جهاز المناعة العضوي فهناك أناس يستقبلون الصدمات النفسية ويتعاملون معها ويسعون إلى حلها، وهناك آخرون يعجزون عن تحمل مثل هذه الصدمات ويتحولون معها إلى مرضى نفسيون يحتاجون إلى معالج نفسي أو يتحولون إلى شخصيات وهمية يعبرون عن ذاتهم عبر الإنترنت. 
وقال شمس: إن المريض النفسي يجد في الفيس بوك الوسائط الاجتماعية التي يفقدها في الواقع الذي يعيش فيه، فهو يرى في العالم الافتراضي ساحة مناسبة للتعبير عما بداخله لتفريغ الضغوط التي يسببها مرضه النفسي، مشيرا إلى أن المجتمع لا يمكنه التميز بين الحقيقة والمرض، ولكن مع تكرار انتشار هذه الشائعات والأشخاص الوهمية يحدث لدى الأفراد مناعة ضد هذه الشائعات. 
وأوضح شمس، إن من أبرز الأمراض التي يسببها الإنترنت هو الاكتئاب نتيجة الانعزال عن المجتمع والأمور الحياتية التي تحدث حوله ليتقوقع داخل ذاته هربا من الواقع، مشيرا إلى أنه كلما زاد الذكاء زاد معدل الاكتئاب، والعكس صحيح كلما قل الذكاء قل معدل الاكتئاب، وذلك يرجع بسبب كثرة التفكير في حياته والنظرة إليها نظرة شاملة قائلا: "أنا اتولدت واتعلمت واشتغلت وفي الآخر هموت". 
ولفت إلى أنه في الفترة الأخيرة انتشر ما يسمى بمرض "الاستعراضية للشخصية الهستيرية" وذلك يتعرض إليه الإناث أكثر من الذكور، وهذا المرض يتمثل في نشر عدد كبير من صورهم بمختلف الأوضاع وذلك رغبة منهم في جذب انتباه الآخرين، موضحا أن هذا ينبع من عدم النضج النفسي والانفعالي.
غير أن الدكتور وجيه الصيرفي خبير علم النفس يرى إن هناك نوعين من المرض النفسي، أحدهما له مساس بالعقل والآخر لا علاقة له بالعقل، وهناك ما يسمى "اضطراب الضلالات" وهم أشخاص أصحاء
في جميع جوانبهم النفسية فيما عدا جانب واحد مصاب باضطراب يؤدى بهم الهلاوس السمعية والبصرية، وفي الفترة الأخيرة أصبح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الافضل للتعبير عن تلك الهلاوس. 
وأكدت الصيرفي أن المريض في هذه الحالة لا يريد الشهرة وجذب انتباه الرأي العام ولكنها تمثل له حقيقة يعيشها في خياله ويجب على المجتمع التعاطف معها وليس الإساءة لها، موضحا أنه يعاني من اضطرابات نفسية وعدم إدراك وتشوه في الوعي، مما يدفعه إلى نسج أحداث وقصص خيالية. 
وتابع أن هناك مرضى بالظهور يأخذون من الفيس وسيلة لجذب انتباه الآخرين وذلك من خلال المبالغة في نشر صورهم وخصوصا صور"السيلفي"، وذلك ظنا منهم أنهم محور اهتمام الآخرين، موضحا أن هؤلاء الأشخاص يعانون من السطحية والانفعالية والاندفاعية بدرجة مبالغ فيها فهى شخصيات لا تحسب العواقب عما تفعله مهما كان، مشيرة إلى أن المجتمع لابد أن يضع هؤلاء الأشخاص تحت الرقابة الكاملة، لأن هذه مؤشرات إلى أمراض نفسية أخرى وخيمة.