الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

بالصور.. ما لا يعرفه الكثيرون عن وادي فيران بجنوب سيناء

 وادي فيران
وادي فيران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقع وادى فيران في مدينة أبورديس بمحافظة جنوب سيناء، وهو كنز أثرى وسياحى وبيئى غير مستغل حتى الآن وهو الوادى الذى حظى بزيارات الرحالة الأوربيين منذ القرن السادس الميلادى وقد سجلت مواطن الجمال فى هذه الوادى لوحات الفنانة التشكيلية اليونانية إيلينى باولو التى جمعت فى لوحاتها الخالدة بين الأثر والشجر والبشر والطبيعة الخلاّبة.
وأوضح الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن وادى فيران يقع على بعد 60 كم شمال غرب دير سانت كاترين طوله 5 كم وعرضه ما بين 250 إلى 375 م وكان يتميز بغزارة المياه من الآبار والعيون التى تغذى حدائق الوادى وقد نضبت بعض آبار الوادى مما أدى لقلة المياه وقد أخذ الوادى شهرته من وجوده فى سفح جبل سربال العظيم الذى يبلغ ارتفاعه 2070م فوق مستوى سطح البحر واسم سربال ارتبط بشجر النخيل عند سفح الجبل وكان الجبل محل تقديس قبل رحلة خروج بنى إسرائيل إلى سيناء.
وأضاف: يحتضن الوادى مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة بسيناء تحوى آثار عمرها أكثر من 1500عام من القرن الرابع إلى السادس الميلادى شهدت قدوم المسيحيين إليها من أوربا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز فى رحلتهم إلى القدس عبر سيناء ومنهم الراهب كوزماس عام 535م والراهب أنطونيوس عام 565م وكان الوادى ملجأً للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجئوا إليه هربًا من اضطهاد الرومان فى القرن الرابع الميلادى وبنوا قلايا (مكان تعبد الراهب) من أحجار الوادى ما زالت باقية حتى الآن.
كما يضم الوادى الجبل التاريخى الشهير وهو جبل البنات الذى يحتضن دير البنات الذى يعود للقرن الخامس الميلادى وقيل فى تسميته بهذا الاسم أن فتاتان من المنطقة عشقا شابين ورفضا أهلهما تزويجهما بالشابين فربطتا ضفائرهما معا وقفزتا من اعلى ذلك الجبل 
وتابع: أن المنطقة الأثرية بوادى فيران تضم مدينة بيزنطية متكاملة بتل محرض الأثرى وتبلغ مساحته 400م طول 200م عرض له سور من القرن السادس الميلادى أساساته من الحجر والجزء العلوى من الطوب اللبن.
وتضم المدينة منازل واضحة التخطيط ومقابر على أطراف المدينة وأربعة كنائس منهم الكنيسة الأسقفية الخاصة بالكرسى البابوى وكنيسة المدينة وقد خصص جزء منها كمستشفى وتعتبر مطرانية فيران هى أقدم مطرانية بسيناء منذ عام 451م وكان بها مقعد الباباوية
وانتقلت مطرانية فيران إلى طور سيناء (منطقة سانت كاترين الحالية ) بعد بناء دير طور سيناء الذى أطلق عليه دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى للقصة الشهيرة لسانت كاترين والعثور على رفاتها فوق قمة الجبل الذى عرف باسمها بعد ذلك وقد انتقل مركز مطرانية سيناء من وادى فيران إلى دير طور سيناء بعد بنائه بتسعون عاما وأصبح دير سانت كاترين مركزًا لأبرشية سيناء وأصبح المطران يلقب ” مطران دير طور سيناء وفيران وراية ” وراية مقصود بها مدينة طور سيناء الحالية
وينوه د. ريحان إلى أن وادى فيران يحوى جبل الطاحونة المواجه لتل محرض الأثرى ويتميز بجمال غير عادى ويرتفع 886م فوق مستوى سطح البحر ويضم قلايا مسيحية من القرن الرابع الميلادى وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادى بنيت بالأحجار الرملية الحمراء المأخوذة من نفس الجبل دليل على التفاعل بين الإنسان والبيئة واستخدموا مونة من الحيب الناتج عن كثرة السيول بالمنطقة التى تجلب هذه المونة إلى سفح الجبل كما تكشف قمة جبل الطاحونة جمال الوادى وتدرج جباله وجمال المنطقة كلها
ويستمر الدور الحضارى لهذا الوادى حتى الآن فلقد حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة عام 1898م يسقيها خزان كبير بجوار تل محرض الأثرى وقام راهبان من دير سانت كاترين ببناء كنيسة بهذه الحديقة عام 1970م تسمى كنيسة سيدنا موسى وتم بناء دير حول هذه الكنيسة عام 1979م يتميز بأشجار السرو الباسقة رمزًا للخلود وخصص للراهبات التابعين لدير سانت كاترين ويسمى دير البنات وأطالب بالاستفادة من وادى فيران الكنز الأثرى والطبيعى بتحويله لمتحف حضارى طبيعى مكشوف يضم الكنوز الأثرية التى تؤكد التعايش الحضارى والتسامح على أرض مصر لتنشيط السياحة الثقافية والدينية بالوادى واستغلال مجارى السيول بالوادى بعمل سدود وخزانات لتوفير المياه وإعادة اللون الأخضر لأشجار الوادى التاريخية واستغلال الطبيعة المتفردة من جبال لها سحر خاص يجمع بين البشر والحجر والشجر فى مكان واحد وذلك لتنشيط السياحة البيئية بالوادى.