يقدم مهرجان الشيخ زايد التراثي 2016 - الذي بدأت فعالياته في منطقة الوثبة بأبوظبي- للعالم أجمع رسالة إماراتية هامة تهدف إلى الحفاظ على التراث العالمي ونقله للأجيال القادمة لما لهذا التراث من أثر في فهم الآخر ونشر قيم التسامح.
وتحت شعار "أرض الامارات ملتقى الحضارات".. تستمر فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي 2016 حتى الأول من يناير 2017 وذلك تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
ورصدت جولة ميدانية لوكالة أبناء الامارات "وام" بأرجاء المهرجان اليوم حضور أعداد كبيرة من الجماهير منذ الساعة الرابعة عصرًا مع انطلاق الفعاليات وأسهم تزامن بدء فعاليات المهرجان مع عطلة اليوم الوطني الخامس والأربعين للدولة في تحفيزهم على التوجه لزيارة المهرجان مبكرًا.
كما زار المهرجان وفود رسمية من عدة دول.
وقال مسؤولو اللجنة العليا المنظمة للمهرجان وزوار المهرجان في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الامارات "وام" إن مهرجان الشيخ زايد التراثي أضحى واحدًا من أهم المهرجانات التراثية على مستوى العالم.
مشيرين إلى أن دولة الامارات تؤكد من خلال استضافتها لهذا الحدث العالمي ان الحفاظ على التراث ونقله للأجيال المقبلة ضرورة ملحة لما لهذا التراث من دور هام في خلق أجيال واعدة تلبي طموحات الأوطان وتسهم في تعزيز مسيرتها التنموية.
وقال سعادة ناصر الهاملي عضو اللجنة العليا للمهرجان إن دولة الامارات يعيش فيها حاليًا أكثر من 200 جنسية وهذا التنوع لم يكن وليد الصدفة وإنما برؤية قيادتنا الرشيدة القائمة على نشر رسالة التسامح والتعايش السلمي بين الجميع.
مشيرا إلى أن شعار المهرجان "ارض الامارات ملتقى الحضارات" يعكس هذه الرسالة السامية.
وأكد أن المهرجان يعد منصة تفاعلية تسهم في الحراك الثقافي لدولة الإمارات والتعبير عن حالة التنوع التي تتميز بها الدولة.
وعن جناح ذاكرة وطن في المهرجان قال سعادة الدكتور عبدالله الريس مدير عام الأرشيف الوطني إن الجناح يتسم بالتنوع وعمل على ربط مختلف مبادرات الدولة بتراث وتاريخ والوطن وتضمن ركن للسعادة وركن للتسامح وركن للقراءة وركن للابتكار.
مشيرًا إلى أن الجناح سعى إلى ربط التكنولوجيا الحديثة بتراث الوطن من أجل تعزيز شغف الأجيال الناشئة.
وأكد أهمية مهرجان الشيخ زايد التراثي ودوره الهام في تعميق الهوية الوطنية للأجيال الناشئة وربطها بتاريخ وحضارة الوطن.
واطلاعهم على مسيرة الدولة التي امتدت لعقود من الزمن وحجم التطور التي شهدته والجهود الكبير التي قام بها الاباء المؤسسون التي عززت من مسيرة الاتحاد.
وعبر محمد عبدالله العامري "زائر" عن فخره بتنظيم الدولة لهذا المهرجان الهام الذي يتزامن مع احتفالات اليوم الوطني الخامس والأربعين للإمارات.
مشيرًا إلى أن هذا الحدث العالمي يحمل رسالة هامة نسعى إلى نقلها لأبنائنا ومن أبرزها ارتباط تراثنا وماضينا بمسيرة تقدمنا وريادتنا وضرورة عدم انفصال الأجيال الناشئة عن هذا التراث الرائد الذي من شأنه أن يدفعنا إلى مواصلة مسيرة تقدمنا وتطورنا.
وأضاف أنه حرص على اصطحاب أبنائه للمهرجان من أجل اطلاعهم عن قرب على التراث الاماراتي الفريد ومساعدتهم على معايشة مسيرة تطور الدولة منذ عقود من الزمن فالإمارات تفتخر بماضيها وحاضرها ومستقبلها أيضًا الذي سيزدهر بسواعد أبنائنا.
وقال سالم خميس "زائر" إن مهرجان الشيخ زايد التراثي يعد إحدى أكبر التظاهرات التراثية الإماراتية والعالمية ويقدم فرصة ذهبية للأجيال الناشئة للتعرف عن قرب على تاريخ وطنهم من قيام الاتحاد وكيف كافح الاباء والاجداد من أجل بناء دولتنا الفتية.
مشيرًا إلى أن تواجده مع أبنائه في هذا الحدث العالمي يعتبر واجبا وطنيا من وجهة نظره فيجب أن يتعرفوا على تاريخ وطنهم ومسيرة البناء.
وأوضح أن مهرجان الشيخ زايد التراثي 2016 يتميز بعرض تراث الإمارات والتراث العالمي بصيغة تعليمية تشويقية تحث الجيل الناشئ على استكشاف التراث والتفاعل معه.
وجابت مسيرة التراث العالمي مختلف أرجاء المهرجان في اليوم الأول وشارك فيها العديد من الفرق الفلكلورية وقدموا أهازيج تراثية شعبية من مختلف دول العالم لتعبر عن روح المهرجان الذي يجمع مختلف الحضارات على أرض الإمارات.
كما تضمن المهرجان عرض النافورة الموسيقية العالمية التي تضمنت معزوفات موسيقية واغاني وطنية.
ويتضمن المهرجان أجنحة رئيسية من ابرزها جناح "ذاكرة وطن" الذي يعرض لمحات من حياة وإنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله ووثائق نادرة وعروضا مبتكرة لمسيرة اتحاد الإمارات.
وجناح الواحة الزراعية الذي يلقي الضوء على منتجات المزارع الإماراتية والممارسات الخاصة بقطاع الثروة الزراعية والحيوانية مع الترويج للممارسات الزراعية والغذائية السليمة.
ويتضمن المهرجان أيضا جناح تمورنا تراثنا الذي يُعرف بمختلف أنواع التمور والصناعات المحلية القائمة على مختلف أجزاء النخلة وأبرز ما تنتجه للعالم.
بالإضافة إلى معرض زايد والخيل وهو معرض فني مخصص لخيول آل نهيان يستعرض مسيرة مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة.
وكذلك معرض هجن الرئاسة الذي يقدم لمحات من علاقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالهجن العربية الأصيلة واهتمامه به.
ومن أبرز الاحياء التراثية في المهرجان الحي الاماراتي الذي يعكس أجواء التراث الإماراتي من العادات والتقاليد والأهازيج الفلكلورية.
