السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

دفتر "الشكك" يعود من جديد

لعدم القدرة على الدفع الفورى

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما ينفض «دفتر الشكك» الغبار عن نفسه بعد ١٠ سنوات كاملة من التراب المتراكم على أوراقه، فالأمر يعنى أن الغلاء قد استوحش، وصار غولًا يقضى على الأخضر واليابس فى جيوب المواطنين، قبل نهاية كل شهر، وكان هذا الوقت المناسب لتعود جملة «هاتلى كيلو سكر على النوتة يا عم محمد».
ولم يظن «محمد مهدى» أن الدفاتر الورقية، التى كان والده يدوّن فيها «فلوس الشكك» ستعود إلى معاملاته التجارية، رغم توقفه عن استخدامها منذ سنوات، لكن غلاء بعض السلع دفعه لذلك، مدونًا أسماء المشترين «شكك»، والمبالغ المطلوبة منهم، تيسيرًا عليهم ودعمًا لحركة البيع فى محله.
يقول «الحج محمد» كما يحب أن يناديه أهل منطقته الصغيرة بشارع فيصل: «رجعت أستخدم دفاتر الشكك تانى بعد ما الحاجات أسعارها غليت، وبقت فوق مستوى الطبقة المتوسطة، والناس مبقتش عارفة تستغنى عن إيه ولا إيه، فقررت أساعد أهل منطقتى تيسيرًا على الناس».
«أكتر الحاجات اللى الناس بتاخدها على النوتة سكر، زيت، جبنة، لبن، مربى، شيبسى وبسكويت، أنا بيبقى صعبان عليا وأنا بزود الأسعار لكن أعمل إيه لازم أعمل كده علشان مخسرش فى البضاعة، لكن فى نفس الوقت مبزدوش السعر أوى حتى لو كان الربح قليل».. يحاول الاستغاء عن الأرباح ويتقاسم المعاناة مع فقراء منطقته.
يسمح «مهدى» لكل شخص الحصول على بضائع بقيمة ٥٠٠ جنيه، ويوضح أكثر: «بقسم الدفتر بالترتيب الأبجدى وقدام كل واحد بكتب الحاجات اللى خدها، ويقدر يسحب لحد ما يبقى عليه ٥٠٠ جنيه ويبدأ يسدد الفلوس على مهله، بس مينفعش أتعامل بنفس الطريقة مع حد من بره المنطقة، أنا طيب آه وبساعد الناس لكن مش لدرجة إن حد يضحك عليا، مش عايز حد ياخد منى الحاجات ويمشى مشوفهوش تانى».
«ساعات واحد فقير ياخد الحاجات وأنا عارف إنه مش قصده يهرب بس هو مش قادر يدفع، بسامحه، وبقوله حاول تسدد على مهلك، وبالتقسيط المريح، وربنا دايمًا بيبارك للى بيساعد الناس». يتمنى «مهدى» أن يكافئه الله على ما يفعله فى الدنيا من خير.