سألناها كيف للإنسان أن ينجح ويتحدى أكثر من إعاقة في آن واحد؟ فأجابت بالأمل، من داخل العراق ونوع جديد من التحدي والمثابرة ومن خلال ملفنا "الأمل من قلب الألم" التقينا مع جنات ذات الـ16 عاما، تلك الفتاة التي تحدت ظروف الحرب وإعاقة جسدها معا لتصبح واحدة من أجمل وأشهر رسامين العراق.
جنات تلك التي تحدثت عن كيف استطاعت أن تخرج من قلب آلامها آمالها، لم تنس في رسمها العراق وجراحه رغم أنه نسيها ولم يهتم بها، التقينا معها وببساطة كلماتها وابتسامة ترحيبها تحدثت معنا رغم تعبها، ولم تشعرنا بلحظة يأس أثناء حديثنا معها.
عن إعاقتها وبدايات تحقيق حلمها تقول جنات "أنا أعانى من ضمور بالعضلات وتكلس بالعظام وتقوس في العمود الفقري، ببساطة أنا العجز عندي 100%، بدأت الرسم وأنا عمري 5 سنوات فكانت أختي تضع القلم في قدمي وكنت اشخبط في محاولات جاده للتعليم، ومع مرور الوقت بدأ رسمي يتطور".
تتابع "أهلي شجعوني على استكمال موهبتي وأمي كانت تشتري لي كل أدوات الرسم، وبعدها كنت أشاهد أخى وأتعلم كيف أتعامل مع اللاب توب، ومن ثم طورت من نفسي وبدأت أرسم على اللاب باستخدام برنامج "paint"
ومن بعدها قام أخي بإنشاء صفحة شخصيه لي على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك لأتواصل مع أصدقائي وأنشر رسوماتي.
وعن تطوير نفسها قالت "طورت رسمي في اللاب توب والورق وأصبحت أرسم في المائي والماجك والرصاص والخشبي وبعدها تطورت أكثر وأصبحت أرسم على الإفرام في الزيتي والأكريلك مناظر طبيعية وأحب أن أرسم "البنات".
رغم تلك الموهبة التي تحدت كل الظروف لم تستطع أن تتعلم مثل أقرانها لأنها لم تجد أي مدرسة تقبلها، ولم تدعمها حكومة العراق الذى حملت جراحه في رسمها إلا بالتشجيع المعنوي فقط.
وقالت: أشكر عائلتي وأصدقائي على تشجيعهم، وعن تحقيق حلمها وأمنيتها تقول "تعلمت بالمنزل وحققت حلمي وخرجت على قنوات كثيرة وكتب عن فى جرائد ومجلات كما شاركت في معارض ومؤتمرات كثيرة، وحصلت على شهادات تقديرية ودروع وميداليات، والآن بديت أصمم أزياء في اللاب توب لاني أحب جدا تصاميم الازياء وإن شاء الله أصبح مصممة والحمد لله حققت جزءًا من حلمي وإن شاء الله أكمل حلمي الأخير.
وفى النهاية تختتم جنات حديثها معنا بتوجيه الشكر لعائلتها وأصدقائها على تشجيعهم لها وتقول لكل من يأس من الحياه وباع حلمه لأنه معاق أو يمر بلده بظروف "يجب أن نتحدى بالإعاقة كل شيء تتحدى المرض ولازم الواحد ينمى موهبته مهما يكون عنده أي مرض".
للعودة للملف من هنا