حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من تفجر صراعات مستقبلية في المناطق العراقية ذات الأغلبية السنية التى تمت استعادتها مؤخرا بجهود القوات المشتركة بعدما استولى عليها تنظيم داعش فترة من الوقت.
وذكر المرصد - في تقرير اليوم الخميس بعنوان (سُنَّة العراق بين سندان داعش ومطرقة الملاحقات الانتقامية) - إن الفصائل المسلحة في العراق من الشيعة والأكراد قاموا بالسيطرة على المناطق المستردة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي وعملوا على إعادة رسم خريطة المنطقة وتفريغها من الأغلبية السنية، بما ينبئ بفتنة طائفية بين عناصر المجتمع العراقي؛ ما يتسبب في انسداد آفاق المصالحة الحقيقية بين العراقيين بغيوم الانتقام والبحث عن الثأر لخلافات الأرض والسلطة والسياسة.
وأفاد المرصد أن الأكراد يتهمون العرب السنة بدعم داعش وقتما كان يسيطر على تلك المناطق، وأنهم شاركوا في المجازر التي ارتكبها التنظيم بحق الأيزيديين، وإثر هذه الاتهامات تم منع عشرات الآلاف من السنة الذين يعيشون في القرى العراقية من العودة إلى ديارهم، التي لم يعد لمعظمها وجود بسبب الممارسات التخريبية التى قام بها التنظيم الإرهابي وقت سيطرته على تلك المناطق السنية.
وتابع المرصد أن الأنباء الواردة من مواقع الحدث العراقية تكشف عن بوادر الفتنة المستقبلية نتيجة عدم قدرة الأغلبية السنية العودة إلى الأماكن التى يشاركهم العيش فيها الشيعة، رغم خروج تنظيم داعش لأنهم من وجهة نظر الميليشيات الشيعية موالين لتنظيم داعش الإرهابي، ولذلك فمنذ أن طردت الميليشيات الشيعية تنظيم داعش من المنطقة ترفض عودة أي من السكان السنة.
وأوضح أن ظهور التوترات القديمة من جديد بين الشيعة والسنة يساعد على بروز تنظيم داعش مرة أخرى بعدما تواترت الأنباء عن تمكن خلايا داعش من التسلل إلى المناطق التي طردت منها، وقامت بتنفيذ تفجيرات انتحارية في المساجد والأسواق مما أسفر عن مقتل العشرات من الشيعة، وفي المقابل نفذت الميليشيات عمليات قتل انتقامية غامضة استهدفت أهل السنة.
وأكد المرصد أن عقلاء وحكماء الفرق والطوائف عليهم الإسراع بالتدخل لجمع شمل العراقيين على مصلحة وطن واحد لتجنب النزاعات المذهبية الضيقة التى تسهم في فتح مجالات عودة تنظيم داعش، محذرًا من انعدام الثقة بين عناصر المجتمع سوف تدخل البلاد في نفق مظلم من الاتهامات والعمليات الانتقامية.