رصدت «البوابة» أبرز المحطات الفاصلة التى تعكس مدى اهتمام الدولة بالشباب خلال العامين الماضيين، فرغم ما تواجهه الدولة من تحديات ومطالبات وأزمات، إلا أنها أولت اهتمامًا غير معتاد بالشباب، واتخذت خطوات جدية وفعلية فى هذا الملف، وتداركت بشكل كبير أخطاء الماضى فى تهميشهم وتكميم أفواههم. الرئيس عبدالفتاح السيسى استهل رئاسته لمصر بالعديد من الوعود واللقاءات المفتوحة بينه وبين الشباب، وأكد فى الكثير من خطاباته اهتمامه الكبير بتمكين الشباب المصرى وتوفير فرص عمل لهم، وحازت قضية الاهتمام بالشباب على نصيب كبير من تلك الخطابات، ما انعكس فى خطوات على أرض الواقع تعرضها «البوابة» فيما يلى.
نظم الرئيس السيسى خلال فترة ترشحه للرئاسة فى ١٩ إبريل ٢٠١٤ لقاءً مع وفد من شباب المثقفين والفنانين ومتخصصين فى مجالات مختلفة، وشدد حينها على أن الاهتمام بالشباب على رأس أولوياته، منوهًا إلى أن شباب مصر قادرون على تحقيق ما يعجز عنه الكثيرون، لما يتمتعون به من حيوية وإرادة وقناعة وبراءة وشفافية، لا تتوافر لدى الفئات الأخرى، وليست لديهم حسابات سياسية، ولا يتحيزون لطرف على حساب الآخر، كما حرص على السماع إلى مقترحاتهم ومناقشة التحديات التى تقابل البلاد بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية.
وجاءت الانتخابات البرلمانية لتعكس أن ما وعد به الرئيس سيكون «فعلاً لا قولاً»، فوصل إلى مقاعد البرلمان ٦٠ نائباً تحت ٣٥ سنة، و١٢٥ نائبا تتراوح أعمارهم بين ٣٦ و٤٥ عاما، ليصبح إجمالى عدد الشباب تحت القبة ١٨٥ نائباً بنسبة ٣٢.٦٪ من إجمالى عدد النواب، لتقترب من الثلث. ومن أبرز النواب الشباب: «محمود بدر أحد مؤسسى حركة تمرد، هيثم الحريرى، وطارق الخولى».
ويعد البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للمناصب القيادية أحد أبرز خطوات «تمكين الشباب»، خاصة أنه يهدف إلى تخريج قيادات شابة قادرة على الإدارة، وتولى المسئولية والمناصب القيادية وفقا لأساليب الإدارة الحديثة، البرنامج يستهدف تأهيل ٢٥٠٠ شاب وشابة سنويا كمرحلة أولى، ويعمل على إنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولى المسئولية السياسية والمجتمعية.
ودشن الرئيس السيسى، البرنامج، فى سبتمبر ٢٠١٥، وفاءً بالوعود التى وعد بها، وأكد حينها أنه طالب باختيار ٩٠ شابا وفتاة بشفافية ونزاهة، وتدريبهم لمدة عامين ليتولوا بعض المناصب الهامة فى الدولة، وعقب اجتياز الشباب التأهيل الجديد يتولوا مناصب وزارية أو محافظين.
وفى ٢٥ أكتوبر الماضى نظم الرئيس السيسى، المؤتمر الأول للشباب فى مدينة شرم الشيخ، والذى انعقد على مدار ٣ أيام، وكان بمثابة ملتقى للحوار المباشر بين الدولة ومؤسساتها المختلفة مع مجموعة من الشباب المصرى الواعد، الذى يطمح فى مستقبل أفضل لوطنه من خلال الرؤية والتخطيط والحوار البناء.
كذلك شارك الرئيس فى ماراثون بمدينة شرم الشيخ لتوجيه رسالة سلام من شباب مصر للعالم أجمع وهى رسالة لنشر الأمل فى الحياة والعزيمة والإرادة لمواجهة التحديات؛ ودعوة للمشاركة فى إعلاء قيمة السلام، الأمر الذى يعكس مدى اهتمام الرئيس السيسى بالشباب ومشاركتهم فى كافة الأنشطة وليست السياسية فقط.
وانتهى المؤتمر بقرار الرئيس الخاص بتشكيل لجنة وطنية لفحص ومراجعة موقف الشباب المحبوسين، تكون من الشباب وبإشراف مباشر من الرئاسة، ومهمتها فحص شامل ومراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا ولم تصدر بحقهم أى أحكام قضائية، على أن تقدم تقريرها خلال ١٥ يومًا على الأكثر، لاتخاذ ما يناسب الإجراءات بحسب كل حالة وفى حدود الصلاحيات المخولة دستوريا وقانونيا للرئيس.
وبالفعل قدمت اللجنة القائمة الأولى التى ضمت ٨٢ سجيناً تم الإفراج عنهم، وتجهز حالياً قائمة ثانية تضم قرابة ٢٥٠ سجينا شابا وفى قضايا رأى، وضمت قائمة العفو الأولى ٤ أسماء من أصل ١١ شابا محكوم عليهم بالحبس ١٥ عاما فى القضية المعروفة إعلاميا باسم «معتقلى السحور» والسبعة الباقون من المحتمل الإفراج عنهم فى القوائم المقبلة.
وفى إطار الاهتمام بالتعليم، تم إنشاء بنك المعرفة، والذى يهدف إلى تثقيف الشباب والأطفال وأولياء الأمور، فضلاً عن تطوير عدد من مراكز الشباب وقصور الثقافة.
كما أعلن الرئيس تدشين «عام الشباب» فى ٢٠١٦ للمرة الأولى فى تاريخ مصر، والذى شهد العديد من فعاليات «التدريب والتأهيل والتمكين»، وقال حينها: « ٢٠١٦ سيكون عاماً للشباب»، ووجه فى يناير من العام ذاته القطاع المصرفى بضخ ٢٠٠ مليار جنيه لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، دعمًا للشباب المصرى، مضيفًا أن قروض المشروعات الصغيرة والمتوسطة خلال السنوات الأربع المقبلة لن تقل عن ٢٠٪ من إجمالى القروض المصرفية، وذلك تطبيقًا لما انتهجته ماليزيا فى محاولتها للتنمية الاقتصادية.
والتقى الرئيس كذلك شباب ٢٣ حزبا سياسيًا لنشر ثقافة العمل التطوعى فى نوفمبر ٢٠١٦، وذلك للتنسيق فى وضع برامج لتفعيل قرارات وتوصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب، ومناقشة المحددات والأطر السياسية لركائز العمل التطوعى ودور الأحزاب والقوى السياسية فى تعظيم دور المشاركة التفاعلية، وتطرق اللقاء لعرض أفكار ورؤى الشباب ومقترحاتهم الخاصة بنهوض الدولة وتنميتها.